البلدية حريصة على تجميل الشوارع مع ضمان عدم هدر مياه الري

1.2 مليون متر مربع في دبي تُزيّنها 60 مليون زهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحرص بلدية دبي على تجميل المدينة لتكون في أبهى حلة دائماً، بما يعكس جمال الإمارة من خلال زراعة الزهور التي تزين شوارعها لتضفي سحراً يعكس الجهود الجبارة المبذولة في مجال تخضير وتجميل المدينة، حيث تسعى البلدية إلى إيجاد بيئة عمل محفّزة للإبداع والابتكار في مجال تخضير وبستنة وتشجير طرق وساحات وميادين وحدائق دبي وتقاطعاتها، وفي ضوء التطور السريع الذي تشهده إمارة دبي، أصبح هناك حاجة ماسة للعناية بالبيئة الحضرية لما تشهده هذه الإمارة من ازدحام شوارعها بحركة المركبات والمشاة، وتداخل مبانيها القديمة والحديثة، وهذا يتطلب الاهتمام بالجوانب التخطيطية والمعمارية والتركيز على العناصر البصرية والجمالية لمراكزها.

وقال المهندس طالب جلفار، المدير التنفيذي لقطاع خدمات البنية التحتية في بلدية دبي لــ«البيان»: حرصت البلدية على زيادة المساحات الخضراء والتوسع في زراعة الزهور في الشوارع والطرقات العامة والمتنزهات وفقاً لمعايير الاستدامة في الري، ويأتي ذلك في إطار خطط تجميل الشوارع العامة مع الحرص على عدم هدر مياه الري، حيث زينت الإمارة بقرابة 60 مليون شتلة موزعة على ثلاث عروات رئيسية بإجمالي مساحة 1.2 مليون متر مربع.

أنواع الزهور

وأضاف: إن زراعة الورود تشمل جميع شوارع المدينة لتساهم في إضفاء المظهر الجمالي عليها، حيث إنها تركز على الألوان الداكنة في العروات الشتوية لتعطي السكان إحساساً بالدفء، في حين تركز على الألوان الفاتحة في العروة الصيفية لتمنح السكان الشعور بالانتعاش والحيوية، كما أنه في كل عروة تتم زراعة نحو 14 مليون شتلة زهور من المشتل والبقية تزرع بذور وعقل بشكل مباشر. وتركز إدارة الزراعة والري على زراعة أنواع معينة منها: «البيتونيا، الماري جولد، زينيا، أليسم، وينكا، الانترهينم، البلارجونيوم، والكريزانثيمم، السالفيا، الاجيراتم».

برنامج زمني

من جانبه قال محمد العوضي مدير إدارة الزراعة والري في بلدية دبي: إن البلدية تبذل جهوداً كبيرة في مجال تجميل المدينة وفق برنامج زمني، يتم فيه استبدال الزهور حسب مواسم النمو، فكل نوع من الزهور يحتاج قدراً معيناً من درجات الحرارة، وتنتهي فترة إزهاره بانتهاء الفترة الزمنية المناسبة لبقائه، حيث إن الزهور التي تعمل بلدية دبي على زراعتها في مواسم العام الثلاثة، هي مجموعة من النباتات العشبية لها القدرة على النمو وإنتاج الأزهار متعددة الألوان، حيث تختلف طبيعة الأزهار وفترة بقائها على النبات، حسب نوع النباتات، وتنقسم إلى زهور حولية وأخرى مستديمة.

وأضاف: إن الزهور الحولية هي مجموعة من النباتات ترتبط فترة حياتها بموسم واحد، حيث تنمو وتزهر خلاله وتتجدد زراعتها سنوياً، وتنقسم حسب موسم النمو والإزهار إلى الزهور الحولية الشتوية، وهي مجموعة النباتات التي تنمو وتزهر خلال فصلي الشتاء والربيع، حيث تزرع بذورها بالمشتل خلال شهري أغسطس وسبتمبر وتبدأ في الإزهار في شهر نوفمبر وتستمر في الإزهار حتى شهر مايو، وتمتاز هذه المجموعة بتنوع ألوان أزهارها وجمالها والرائحة العطرية لبعضها ويوجد منها أكثر من ‬75 صنفاً تزرع بنجاح بشوارع وحدائق دبي، ومن أمثلتها: «البيتونيا والانترهينم والأقحوان والمنثور والفلوكس والأليسم والأستر والسالفيا»، وغيرها، أي يتم استبدال الزهور الموسمية ثلاث مرات سنوياً (أغسطس ـ ينايرــ مايو).

ابتكار التصاميم

وأوضح محمد العوضي أنه نظراً لما يتطلبه تصميم مساحات الزهور في الطرق والميادين العامة من تخصصية في العمل، فقد قامت إدارة الزراعة بتشكيل فريق عمل متخصص في هذا المجال من الكفاءات المواطنة، مهمته دراسة المواقع المطلوب زراعتها بالزهور وإعداد التصاميم لها مستنداً في ذلك لعدة أسس ومعايير أهمها: طبيعة المنطقة تخطيطياً (سكنية /‏ تجارية /‏ صناعية)، سرعة الشارع، زاوية النظر، شكل الأحواض المخصصة للزراعة ومساحتها، بالإضافة إلى نوعية الخدمات والمرافق والمباني المحيطة.

جهود

وقال: إن ضمان الحصول على مظهر متناسق للزهور على مدار العروة الواحدة يتطلب المتابعة الحثيثة والصيانة المستمرة، حيث تعمل فرق الصيانة في الإدارة على مراقبة أحواض الزهور بشكل متواصل بما في ذلك أيام الإجازات والعطل الرسمية، حيث لدى الإدارة إضافة إلى فرق الصيانة الدورية فريق الطوارئ، فبعد أن يتم الانتهاء من زراعة الشتلات التي تم نقلها من مشاتل البلدية إلى مواقع زراعتها في الطرقات العامة والميادين، تبدأ مرحلة جديدة من العمليات الفنية للوصول إلى الألوان الزاهية التي نشاهدها على جوانب الطرق، أهمها عمليات الري والتأكد من توصيل الكميات المناسبة لكل نبات، حيث يتم استخدام شبكات الري بالتنقيط ويحتاج كل متر مربع من الزهور إلى 15 ليتر ماء يومياً خلال فصل الصيف، وتقل قليلاً خلال فصل الشتاء لتصل إلى 11 ليتر ماء يومياً لكل متر مربع من الزهور، ويتعين مراقبة شبكة الري والإبلاغ الفوري عن الأعطال لإصلاحها، كذلك التسميد واختيار العناصر الملائمة لكل مرحلة من مراحل نمو النبات وبشكل خاص التسميد العضوي، فالأزهار الحولية تعتمد أساساً على الأسمدة العضوية التي يتم إضافتها عند الزراعة، حيث إن فترة تواجدها بالتربة قليلة لا تتعدى 4 شهور للعروة الواحدة، أما الزهور المستديمة فهي التي تحتاج إلى التسميد العضوي ولو مرة على الأقل سنوياً، حيث تضاف الأسمدة العضوية خلال فترة الشتاء بمعدل 4.5 كيلوغرامات للمتر المربع وتقلب جيداً مع التربة وتروى، هذا بالإضافة إلى العمليات المساندة الأخرى مثل تهوية التربة وإزالة الأعشاب الضارة ومكافحة الآفات وضمان نقاوة الألوان وتفقد شبكات الري بشكل مستمر، حيث تبقى هذه العمليات مستمرة إلى انتهاء فترة النمو التي تمتد غالباً إلى ثلاثة أشهر، لتبدأ بعدها عروة أخرى بأصناف وألوان جديدة تمنح ناظريها التجدد المتواصل.

محطة للتجارب والأبحاث

وأوضح المهندس العوضي أنه بهدف مواكبة آخر ما توصل إليه العلم في مجال تحسين الزهور الموسمية فقد أنشأت إدارة الزراعة والري محطة للتجارب والأبحاث خاصة بالزهور الموسمية على مساحة تقدر بـ 10,000متر مربع، والتي تتسع لأكثر من 120 صنفاً في المرة الواحدة، حيث تعمد المحطة إلى تقييم النباتات بطريقة علمية ومعايير محددة أهمها قطر الزهرة، فترة حياة الزهور، تغطية التربة، تغطية الزهور للنبات، تجانس النمو، نقاوة لون الزهرة، تشابه الزهور، مقاومة الإصابة بالأمراض أو الحشرات، منتهجين في ذلك معايير الحوكمة عند تحديد الأصناف التي يتم شرائها للإنتاج، كما يتم إتباع الأنظمة العالمية عند التقييم وهي التقييم بالمقارنة والتقييم بالمشاهدة.

Email