بتنظيم إماراتي طاجيكي مشترك

انطلاق فعاليات مؤتمر المياه والطاقة بالعاصمة الطاجيكية دوشنبه

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت اليوم في العاصمة الطاجيكية دوشنبه فعاليات المؤتمر الدولي حول دبلوماسية الماء والطاقة تحت شعار "الماء يجمعنا" وينظمه المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي بالتعاون مع وزارة الطاقة والموارد البشرية الطاجيكية، ومنظمة الأمن والتعاون الدولي بأوروبا والسلك الدبلوماسي في جمهورية طاجيكستان.

 استمر المؤتمر على مدى يوم واحد وذلك بحضور النائب الأول لوزير الطاقة والموارد البشرية الطاجيكية سلطان رحيم زاده وعدد من الخبراء والمهتمين بالمياه والطاقة من وفود عربية وأجنبية، بالإضافة إلى عدد كبير من العلماء والخبراء والمختصين في الشؤون المائية من مختلف أنحاء العالم.

وقد شارك في هذا المؤتمر من دولة الإمارات العربية المتحدة عدة وزارات ومؤسسات حكومية وغير حكومية منها وزارة الطاقة والصناعة، ومؤسسة وطني الإمارات، ومركز لانتانا للفنون بأبوظبي، وجمعية الإمارات للإنترنت الآمن، ومن دولة البحرين شاركت مؤسسة زري العالمي للاستشارات بالإضافة إلى خبراء من سلطنة عمان.

طرح المؤتمر عدة محاور هامه حول المياه من أجل التنمية والاستدامة، وسلط الضوء على دبلوماسية الماء لمعالجة المشكلات ووضع حلول جذرية لقضايا الإجهاد والأمن المائي التي تواجهه دول العالم. ودور القانون الدولي في توزيع المياه توزيعا عادلا، والتعاون الاقليمي في آسيا الوسطى بشأن قضايا المياه والسياسة التي تنتهجها جمهورية طاجيكستان نحو ممارسات المياه على المستوى الوطني والإقليمي.  

يهدف مؤتمر المياه والطاقة إلى خلق دبلوماسية سلمية في التعاون بين الدول ووضع حلول مبتكرة من اجل التعايش السلمي بين الشعوب، لنشر الأمن والسلام وتعزيز العلاقات على الصعيد الدولي وتحقق الأهداف المرجوة في مجال المياه والطاقة والتنمية المستدامة.

بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية الأولي في المؤتمر بكلمة لوزير الطاقة الطاجيكي ألقاها نيابة عنه سلطان رحيم زاده النائب الاول لوزير الطاقة والموارد البشرية، تحدث فيها عن أهمية هذا المؤتمر من الناحية الاستراتيجية لدولة طاجيكستان.

 وقال لقد اعتمدت دولة طاجيكستان في اليوم العالمي للمياه العمل بالعقد الدولي "المياه من اجل الاستدامة والذي بدأ العمل به منذ 2018 وحتى 2028 والذي تم اعتماده في العام الماضي.

وأكد أن الماء يوحدنا فنحن جميعا شركاء في المياه ولنا حق الحياة، وأن هذا المؤتمر سيجعل الفرصة متاحة لتعزيز التعاون المشترك بين دول المنبع والمصب والاستفادة من تجارب الآخرين من أجل تنمية مستدامة وتبادل الخبرات في مجال أداره الموارد المائية ومصادر الطاقة المتجددة.

وأشاد رحيم زاده خلال المؤتمر بمكتب برنامج المنظمة الدولية الأوروبية في طاجيكستان والمعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في الإمارات العربية المتحدة على اعداد ودعم العقد الدولي للعمل "المياه من أجل التنمية المستدامة"، 2018-2028 في اليوم العالمي للمياه.

دبلوماسية الماء
كما تحدث الدكتور محمد كامل المعيني رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي عن أهمية المياه في نشر السلام والامن والاستقرار بين بلدان العالم، فالمياه حق مكتسب لكل انسان في الحياة، والقاسم المشترك بين شعوب العالم فعليها تقوم الزراعة والصناعة ومنها تنتج الطاقة وتستدام التنمية.

وأكد المعيني أن مشكلات الماء خلقت وعيا لدى الشعوب بأهمية ايجاد حلول دبلوماسية يستوجب على العالم الأخذ بها لحل النزاعات بين الدول، فبدلا من ان تكون الماء سببا للحرب والدمار تصبح مصدرا للرخاء والتنمية.

وأوضح أن الخلافات حول هذا الأمر في كثير من البلدان على الرغم من وجود القوانين الدولية المنظمة لتوزيع المياه وتحسبا لتلك الخلافات فقد اطلقت دولة طاجيكستان "العقد الدولي" الماء من أجل الاستدامة 2018 / 2028 واسهمت في تعميق مفهوم دبلوماسية الماء والقوة الناعمة لجذب الأطراف إلى عملية ادارة الموارد المائية في تنفيذ المشاريع التنموية وتوظيف تكنولوجيا حديثة ومبتكره من اجل تنمية مستدامة خاصة وانها تمتلك 60% من المياه في آسيا الوسطى.

وقال إن التغير المناخي يؤثر سلبا على كميات موارد المياه العذبة وجودتها مما يؤدي إلى تعريض بلدان ومناطق مختلفة من العالم إلى شح المياه وندرتها وينذر بوضع بيئي مثير للقلق ومن المتوقع أن تعاني 30 دولة على مستوى العالم من ندرة المياه في العام 2025 منها 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يعاني اليوم أكثر من 2 مليار شخص في العالم من شح المياه ووفقا لتوقعات الخبراء فإنه بحلول عام 2050 يمكن أن يصل الرقم إلى 5 مليارات شخص أي ما يعادل نصف سكان العالم .. ووفقًا لما ذكرته الأمم المتحدة حول أزمة المياه في العالم، فإن أكثر من 750 مليون شخص في العالم لا يحصلون على مياه الشرب الآمنة. وفي ظل النمو السكاني المتسارع الذي يفرض تحديات في الضغط على الموارد المائية الأمر الذي يؤثر على العلاقات بين الدول ويؤثر على الزراعة والاقتصاد بشكل عام مما ينذر بعواقب وخيمة ..

وأشار إلى أن دولة الإمارات وضعت حلولا جذرية لمشكلات الماء والطاقة ساعية بذلك إلى نشر مبادئ السلام والأمن والاستقرار بين شعوب العالم، وأسست لمنهج علمي متكامل في مجال البيئة لمعالجة قضايا الندرة والجودة، كتسخير طاقة الرياح والشمس، واستحداث وسائل تقنية متطورة وترشيد الاستهلاك ووضع استراتيجيات متكاملة ودعم وتعزيز المؤسسات الحكومية وحماية الهواء من التلوث ومكافحة التصحر والقيام بزراعة النخيل وإقامة محطات تحلية مياه البحر باستخدام التكنولوجيا للحصول على مياه عذبة.

 التغير المناخي
وعلى الجانب الاخر فقد تحدث الدكتور جمال السعيدي الناشط في مجالات اقتصادية وتنمية الموارد البشرية ورئيس مجلس ادارة مركز تدريب القادة قائلا: إن المنطقة العربية تعاني من ندرة المياه وعلى الرغم من أن مصر والعراق وسوريا من دول المصب عليها أن تبحث عن استثمارات جديدة في المياه لتحقيق الامن الغذائي والمائي.

واضاف أن دول الخليج تفتقد الى هذه المصبات وتعانى من نضوب المياه الجوفية فقد اتجهت إلى عمل احتياطات كبيره لتحقيق الامن الغذائي والمائي من خلال إقامة محطات تحلية مياه البحر، وترشيد استهلاك المياه لمواجهة التصحر وشح المياه نتيجة التغيرات المناخية وذوبان التكتلات الجليدية في العالم بشكل كبير وجعل مخزون المياه يتغير في بعض الدول.
وأوضح السعيدي أن اهتمام وزارة البيئة والتغير المناخي بالدولة بزيادة مصادر المياه لمجابهة خطر شح المياه فقد عملت على بناء السدود واتباع أنظمة الري الزراعي الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا وزراعة النباتات المتحملة للجفاف والملوحة، وتولي الإمارات اهتماماً بالمشاريع الابتكارية الهادفة إلى تحقيق الاستدامة كمختبر الذكاء الاصطناعي الذي يستهدف رصد التغييرات المناخية وتحديد مواقع تركيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة وتحديد مستوى جودة المياه ..

وأشار أن الماء يمس كل انسان موجود على الكرة الارضية، وما يحدث من احتباسات حرارية وما يصير في منطقة الخليج يوثر على ندرة المياه وتلوثها وفي اعتقادي ان دولة الامارات بشكل خاص لديها خطط استراتيجية مع وزارة البيئة والتغير المناخي مستمدة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الى 2071 وبالتالي نتحدث عن 52 عاما قادمة من الامن الغذائي والمائي فالماء كان سببا في صراعات وحروب ولا زال لأنه مصدر الحياه، مشيرا إلى أن الامارات منذ القديم لازالت تمد يدها للسلام والتسامح في كل المجلات ليس حصرا موضوع المياه ولكن في كل المجالات وهناك خطط لدى وزارة البيئة والتغير المناخي برؤية الدولة في عام التسامح لتحقيق الامن المائي والدفع باستثمارات جديدة في هذا المجال ..

 متحف مائي
وطرحت فرح البستكي رئيسة لانتانا للفنون بدولة الامارات والحاصلة على ماجستير الفنون والمتاحف من جامعة السربون بباريس عمل متحف عن المياه يوثق لكل ما هو مرتبط بالمياه من اغان شعبية واحتفالات واغان فلكلورية والتاريخ الفني لحفظ تراث المياه من خلال القصص والذكريات حتى يتذكرها الاجيال القادمة قائلة إن المتحف يعمل على توثيق الماضي والحاضر وارتباط الانسان بالماء ويساهم في صنع المستقبل من خلال وسائل تعليمية متطورة وقصص اندثرت ولم تعد معروفه لدى الاجيال الجديدة مثل قصة البحيرات السبعة أو بحيرة اسكندر وايجاد حلول لمشاكل المياه من خلال برامج تقدمها المتاحف بشكل يتناسب مع التطور بالإضافة الى نماذج من متاحف المياه بالعالم.

صمام أمان
وقالت زهره باقر الرئيس التنفيذي لمركز زرى العالمي للاستشارات بالبحرين إن المياه ستظل صمام السلم والأمن الدوليين وحقا من حقوق الإنسان الحتمية ومسارا من مسارات التنمية المستدامة والتخفيف من حدة الصراع والتعاون بين دول الجوار في ظل التحديات المتنامية للمياه التي هي ضرورة مطلقة في استدامة الإنسان وبقائه فلا يمكن أن يكون هناك نشاط بشرى دون استخدام المياه ..

القيم الاماراتية
وتحدثت منى موسى عن العلاقات الدولية في مؤسسة وطني الامارات وقالت إن وطني مؤسسة وطنية من مؤسسات النفع العام تركز على الهوية الوطنية والمواطنة الصريحة والقيم الاماراتية وتعزيزها داخل وخارج دولة الامارات بين جميع الاجناس والاديان ..

واضافت ان مشاركتي في هذا المؤتمر كان الهدف منه عرض بحث عن البيئة والاحتمالات التي يمكن ان يتعرض لها الافراد من جراء لو سمح الله حدوث أي تسريبات من مفاعلات نووية موجودة حول منطقة الخليج والتأثيرات الاقتصادية والصحية والبيئية وأثر ذلك على تلوث المياه في الخليج.

Email