الدولة تشارك العالم الاحتفاء بـ«يوم السعادة» 20 الجاري

السعادة وجودة الحياة تجربة مستدامة في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفي دولة الإمارات الأربعاء المقبل بـ«يوم السعادة العالمي»، وتشارك شعوب العالم في احتفالاتها بهذا اليوم، الذي يصادف 20 مارس من كل عام، وحرصت القيادة الرشيدة على تضمين السعادة وجودة الحياة في صميم السياسات الحكومية، وإدراجها في آليات العمل الحكومي، وعمليات التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأداء في مختلف القطاعات، ووضعت مؤشرات ومعايير لقياس مستوى السعادة وجودة الحياة، وصاغت مفاهيم جديدة في تحسين الأداء الحكومي والخدمات التي تقدمها، وسخّرت التكنولوجيا لخدمة الإنسان واستدامة إسعاد المجتمع وتلبية طموحات أفراده.

ورفعت الحكومة شعار «سعادة المواطن أولوية في سياسات الحكومة وخططها الاستراتيجية» وتم إطلاق سلسلة من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي تجعل المواطن وسعادته محوراً أساسياً لها والعديد من البرامج التي أسهمت في تحقيق استقرار ورفاهية أفراد المجتمع وإسعادهم، وقامت بتعيين وزير دولة للسعادة. كما اعتمدت البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي يضم مجموعة من السياسات والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، مما جعل الإمارات تتبوأ مراتب متقدمة، حيث تشير نتائج تقرير السعادة العالمي 2018، إلى أن دولة الإمارات حافظت على المراكز الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي، والمركز الـ20 على مستوى العالم. وبالنسبة لمؤشر سعادة المواطنين فقط، حققت دولة الإمارات المركز الـ11 عالمياً. وبقياس السعادة لدى فئة الوافدين في 117 من دول العالم بين عامي 2005 و2017، حلّ الوافدون بدولة الإمارات في المرتبة 19 عالمياً.

تجربة مميزة

وحرصت حكومة الإمارات على إسعاد الناس وتسهيل حياتهم واختصار الطاقات والأوقات في الإجراءات والحصول على الخدمات في أسرع وقت ومن أي مكان، وعملت على تطوير تجربة حياة مميزة ذات جودة عالية لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين بهدف تحقيق إسعادهم، واهتمت الإمارات بمؤشرات السعادة ووضعتها ضمن مقاييس تقييم الأداء بهدف تعزيز هذه الثقافة التي تنتج مواطناً إيجابياً قادراً على المساهمة في مسيرة التنمية وخدمة وطنه.

وزارة للسعادة

وجاء استحداث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التشكيل الوزاري، في فبراير 2016، منصباً جديداً تحت مسمى «وزير دولة للسعادة» ترجمة لهذا النهج، وتم تعيين معالي عهود بنت خلفان الرومي وزير دولة للسعادة وجودة الحياة لتتولى مسؤولية مواءمة كافة الخطط، والبرامج، والسياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع، وإيجاد بيئة يتمكن فيها الناس من تحقيق سعادتهم والاستمتاع بها، وأعلنت معاليها عن البرنامج الوطني للسعادة، ليكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف.

برنامج

ويتضمن البرنامج الوطني للسعادة مجموعة من السياسات، والبرامج، والمبادرات، والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، بالإضافة إلى خطة لتطوير مؤشر السعادة، وقياس رضا الأفراد. ويتكون البرنامج من ثلاثة محاور رئيسية هي: تضمين السعادة والإيجابية في سياسات، وبرامج وخدمات الجهات الحكومية كافة، وبيئة العمل فيها، ترسيخ قيم الإيجابية والسعادة، باعتبارها أسلوب حياة في مجتمع دولة الإمارات، إلى جانب تطوير مقاييس وأدوات لقياس السعادة في مجتمع دولة الإمارات.

ويشمل البرنامج المواطنين والمقيمين والزوار، ويشجع القطاعين العام والخاص على طرح، وتوصية وتبني مبادرات وخطط تحقق الأهداف المنشودة للسعادة.

وتستهدف حكومة الإمارات من خلال هذا البرنامج تعزيز بيئة السعادة والإيجابية والارتقاء بمستوى الخدمات لإسعاد الناس، وتحويل مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وتحويل مسميات موظفي خدمة المتعاملين إلى موظفي إسعاد المتعاملين، وإطلاق ميدالية «أبطال السعادة والإيجابية» لتكريم موظفي الصف الأمامي، وإصدار دليل سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين. كذلك تحفيز السعادة المؤسسية في القطاع الخاص، وإطلاق جائزة أسعد بيئة عمل لمؤسسات القطاع الخاص في الدولة، وتصنيف مؤسسات القطاع الخاص في الدولة بحسب مستوى السعادة.

رسالة

وتتمثل رسالة البرنامج الوطني للسعادة في أن تكون السعادة أسلوب حياة والهدف الأسمى للعمل الحكومي في الدولة، ويتضمن 7 أهداف هي: مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع، وتحفيز الجهات الحكومية والخاصة لإطلاق وتبني المبادرات والمشاريع والسياسات لتحقيق السعادة والإيجابية والتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذها.

ميثاق

وتواصلت جهود الدولة في ترسيخ ثقافة السعادة في المجتمع واعتمد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الميثاق الوطني للسعادة والإيجابية والذي ينص على التزام حكومة دولة الإمارات من خلال سياستها العليا وخطـطها ومشاريع وخدمات جميع الجهات الحكومية على تهيئة البيئة المناسبة لسعادة الفرد والأسرة والمجتمع، وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية فيهم مما يمكنهم من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم.

وفي السياق ذاته اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أجندة دبي للسعادة التي تضم 16 برنامجاً رئيساً ضمن 4 محاور، تتضمن 82 مشروعاً يتم تنفيذها على مستوى مدينة دبي، وتتشعب مضامير أجندة السعادة لتتجاوز المفاهيم التقليدية للسعادة المقصورة على رفاه المجتمعات.

مسح

وأطلقت حكومة دولة الإمارات المسح الوطني للسعادة والإيجابية، ويهدف إلى قياس مستويات السعادة والإيجابية في الدولة، وتحديد أولويات المجتمع ومصادر السعادة بالنسبة لشرائحه المختلفة، وتأسيس قاعدة بيانات وطنية واستخدام نتائج المسح، بحيث تستفيد منها الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير التشريعات والسياسات والبرامج والخدمات لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع. وتضمن هذا المسح 8 محاور أساسية هي: السعادة والإيجابية وتقييم الحياة، التعليم والتعلم، الصحة، المجتمع والثقافة، البيئة والبنية التحتية، الخدمات الحكومية، المستوى المعيشي، والعمل.

رؤساء تنفيذيون

وأعلنت معالي عهود الرومي، ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوفير بيئات سعيدة لموظفي الحكومة وترسيخ الإيجابية في المجتمع، عن اختيار 60 رئيساً تنفيذياً للسعادة والإيجابية في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والبدء بتأهيلهم عبر برنامج تدريبي علمي شامل ومكثف، حيث تم تصميم البرنامج التدريبي للرؤساء التنفيذيين للسعادة والإيجابية بهدف إعداد قيادات إماراتية بمستوى عالمي تتمتع بالمزايا الشخصية والمعرفة العلمية والخبرة العملية في هذا المجال ما يمكنهم من تنفيذ مبادرات تعزز قيم الإيجابية والسعادة كثقافة مجتمعية ونهج مؤسسي حكومي. تم إطلاق البرنامج التدريبي للسعادة والإيجابية في القطاع الخاص، في فبراير الماضي الذي ينظمه البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية بالتعاون مع كلية «وارتون» لإدارة الأعمال.

منصة

وبهدف تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السعادة والإيجابية، وترسيخ شراكة فاعلة بين الحكومة والمجتمع، أفراداً ومؤسسات، لدعم جهود تحقيق السعادة في كافة المجالات وتوجهات الحكومة في عام الخير، أطلق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في أبريل 2017، مبادرة أصدقاء السعادة، وهي المنصة الإلكترونية الهادفة إلى تعزيز الطاقات، والمشاركة المجتمعية للأفراد والمؤسسات في مختلف المبادرات التي ينفذها البرنامج لدعم توجهات حكومة دولة الإمارات وجهودها بنشر وتعميم ثقافة السعادة والإيجابية.

سعادة العمال

وانسجاماً مع أهداف البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين سلسلة من المبادرات، التي تهدف إلى تحقيق سعادة العمال. وتشمل هذه المبادرات: أسعد بيئة عمل، وأسعد سكن عمال، وحافلة السعادة، وبطاقة السعادة، وتهدف مبادرة «بطاقة السعادة» إلى توفير بطاقات اتصال مجانية للعمال، فيما تهدف مبادرة «أسعد سكن عمال» إلى الالتزام بدليل المعايير العامة التي يتوجب توافرها في سكن العمال.

مركز أبحاث

وجاء إطلاق جامعة الإمارات بالتعاون مع البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في مارس 2017، مركز الإمارات لأبحاث السعادة، الذي يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات والشرق الأوسط، ليعزز دعم جهود ترسيخ السعادة والإيجابية في المجتمع، من خلال الدراسات العلمية المتخصصة، ومجالات قياس وتقييم مؤشرات السعادة، ورصد توجهات ورؤى المجتمع، بما يسهم في إثراء المحتوى العلمي الخاص بالسعادة في دولة الإمارات، والمساهمة في النتائج العلمية على مستوى العالم.

الأولى عالمياً

تعتبر دبي المدينة الأولى عالمياً التي تطبِّق قياساً يومياً حقيقياً لسعادة الجمهور من الخدمات المقدمة لهم عبر مراكزها بواسطة نظام ذكي متطور، يقدم تقاريره اليومية لمتخذي القرار.

100

جاء إطلاق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، مبادرة «100 يوم من الإيجابية» لتدريب الطلبة على تبني السلوك الإيجابي. وتهدف المبادرة إلى غرس وتشجيع السلوكيات والممارسات الإيجابية في نفوس طلبة المدارس بشكل خاص والمجتمع عموماً من خلال دمج الطلبة وذويهم والمعلمين بفعاليات متنوعة مبتكرة ضمن هذه المبادرة.

Email