#حكايات_لكبار _المواطنين

منهج الزواج السعيد.. زبيدة إسماعيل 61 سنة مدرسّة سابقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«تخيّلي هذا السيناريو، قد يكون فعلاً كابوساً حقيقياً: أنتِ في المطار، وقد حدث شيء ما في كندورة زوجكِ، هل تذهبين إلى خياط؟ هل تبحثين عن مركز تسوق؟ بالطبع كل هذا غير موجود.. أنتِ كزوجة مسؤولة ويتوجب عليك أن تتمتعي بمعرفة أشياء كثيرة، من بينها الخياطة، وفي حال لم تجيدي التصرف في ذلك الموقف، لن يكون عليك إلا أن تلومي نفسك وتخاذلك ربما وأنت شابة عن حضور صفوف مادة التربية الأسرية. هذه المادة الدراسية في المناهج التعليمية كانت متوفرة حتى بداية الألفية الجديدة، وأجزم أنه كان لها إسهام حقيقي في إعداد أجيال من النساء والأمهات اللواتي يعرفن فنون الطبخ والخياطة والتدبير المنزلي والعلاقات الأسرية وإدارة المسكن. ماذا حصل بعد إلغائها؟ أنظر حولك وسوف ترى: النساء يلجأن إلى الخياط ولا يتمكن من مواجهة أي موقف طارئ بأنفسهن، كما يصطحبن الأولاد والزوج إلى مطاعم الوجبات السريعة.

لقد درّست هذه المادة أكثر من 15 سنة، في تاريخ مهنتي كمعلمة، قبل أن يتم استبدالها بمادة أخرى، وأشعر بأسى لأنهم فعلوا. إن واجبات المرأة كثيرة في الحياة، فهي عاملة وأم ومدبرة ومربية الأولاد وموضبة لكل تفاصيل البيت والأسرة. إنها تجسيد يومي ومستمر لفكرة التضحية. لذلك لا بد من إيجاد الوسائل التي تدعمها، في الإرشاد والترتيب على سبيل المثال، وتلك المادة من دون شك كانت إحدى تلك الوسائل. سأقول لك شيئاً: إن تفاصيل بسيطة مثل إظهار معرفة بتثبيت خيط على ثوب الزوج أو تحضير طبق شهي المذاق، تعني كثيراً بالنسبة إلى الرجل، ونصيحتي لأي امرأة مقبلة على زواج ألا تتوانى عن إبهار زوجها بالتفاصيل الصغيرة.

ربما، شخصياً، لم أكن أكثر الزوجات حظاً، وخانتني فطنتي في كثير من الأحيان. لقد تزوجت صغيرة في عمر السابعة عشرة، وكان لرجلي زوجة أخرى. لكنني صبرت وتكللت مسيرة الصبر هذه عن ثلاثة أبناء وبنات، بات لبعضهم أبناء في الثانوية. نعم، هذه هي الحال، لقد أصبحت اليوم وأنا على عتبة الستين من عمري جدة لأحفاد في الثانوية العامة. هذا تطلب مني بذل التضحيات، وأيضاً قدراً كبيراً من التسامح تجاه الرجل الذي لم يكن متفرغاً تماماً لي. نحن في نهاية المطاف في عام التسامح وكيف يكون علي ألا أتسامح؟

سلطة خفيفة، فواكه، برياني، بلاليط.. وصفات سهلة التحضير.. وكانت الفتيات يستمتعن في حصتي بتعلمها. والآن أصبحن أمهات وحين يلتقين بي صدفة في مركز تجاري أو مناسبة اجتماعية، يتشكرنني على ما تعلمنه. أفتخر بذلك، وإن سألتني هل نفعت هذه الوصفات مع زوجي، سأقول: ربما كانت خفيفة(زيادة شوية)!.

 

علمتني الحياة

1 ــ لا تيأس إذا تراجعت ربما ستنطلق بعدها أقوى

2 ــ لا تندم على تضحية فهذا جعلك أرقى

3 ــ الإنسان تعرفه من تعامله مع الضعيف لا مع القوي

4 ــ لا عيب في السقوط ولكن في عدم النهوض

5 ــ حين تستمع لكثيرين لا تتكلم إلا لقليلين

 

يأتي في حلمي

1 ــ أغسل الأطباق وأصادف طبقاً أخضر لكنه ينكسر

2 ــ حبوب على وجه ابنتي أحاول أن أمسحها

3 ــ أنا في غرفة التدريس لكن المقاعد فارغة

4 ــ أصعد عتبات ما يشبه مدرجاً وورود تتساقط من أعلى

5 ــ أجمع القطن من حديقة البيت لكنه يختفي بعدها

Email