مؤتمر ومعرض ديهاد يواصل فعالياته بمناقشة أسباب وتبعات التهجير

مفوضية اللاجئين: 40 مليون نازح داخلياً بسبب العنف حول العالم

خلال إحدى جلسات المؤتمر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» في يومه الثاني، أمس، موضوعات التهجير، وأسبابه وتبعاته، والاستجابة الإنسانية له وللنزوح، والتحديات التي تواجه هذا القطاع الإغاثي، فيما كشفت مفوضية اللاجئين السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن نزوح اكثر من 40 مليون شخص حول العالم داخل بلدانهم.

تنمية مستدامة

كما ربط المشاركون في الجلسات بين التهجير وأهداف التنمية المستدامة، مستعرضين ضحايا الهجرة القسرية؛ والحاجة الأساسية للحماية، والمخاوف من ظهور سياسات تم تصميمها للحد من الهجرة، ولكنها ستؤدي إلى زيادة المعاناة الإنسانية وضعف الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان والكرامة.

إجراءات

ووفقاً لآخر التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن الأشخاص النازحين داخلياً هم النازحون ضمن بلدانهم وهم يمثلون ما يقارب من 40 مليون شخص على مستوى العالم، و«بما أن البرامج والسياسات الحالية لحماية ومساعدة المشردين داخلياً تواجه التحديات»، فقد أكد الخبراء على ضرورة اتباع نهج جديد للتغلب على المشاكل التي يعاني منها اللاجئون والمهاجرون.

تبعات

وحول موضوع «التهجير، أسبابه وتبعاته»، قال ماريو ستيفان المدير التنفيذي لمنظمة أطباء بلا حدود، المكتب الإقليمي في دولة الإمارات العربية المتحدة: «ركزت المحاضرة التي قدمتها في اليوم الثاني من مؤتمر ديهاد على عدم تجريم الأشخاص المهجرين، وعلى إنقاذ الأرواح كجزء أساسي من الميثاق العالمي».

من جهته، قال أمين عوض، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمنسّق الإقليمي لشؤون الموظفين: «إن موضوع التهجير الذي يتناوله المؤتمر لهذا العام هو غاية في الأهمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث لا يزال النزوح من أكثر العواقب المؤلمة والملحة للحروب، وإذا تمت معالجة أزمة النزوح بشكل غير كامل أو عدم معالجتها إطلاقاً، يمكن لذلك أن ينعكس سلباً على المسار التنموي طويل الأجل للمنطقة ككل. لذا يجب علينا أن نحدد كيفية المضيّ قدماً بشكل مبتكر خلال عملية البحث عن حلول شاملة».

منصة

واستضاف الحدث لأول مرة «برنامج المشترين» وهو عبارة عن منصة فاعلة تضم أكثر من 60 مشترياً من وكالات الأمم المتحدة الرائدة والمؤسسات والجمعيات الخيرية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة خدماتها وتسهيل عقد الاجتماعات.

وضم مؤتمر ومعرض ديهاد 9 ورش إبداعية، والتي ضمت ورشة عمل لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أطلقت من خلالها مورد الخدمات الإلكتروني الجديد الخاص بالمفوضية. في حين ركز الخبراء من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الهجرة الدولية على موضوع «التكامل في سبيل مواجهة التحديات الإنسانية الرئيسية والنهج المبتكرة»، بالإضافة إلى جلسات أخرى بعناوين متنوعة.

ويقام هذا الحدث بتنظيم من شركة إندكس للمؤتمرات والمعارض - عضو في إندكس القابضة، وتحظى هذه الدورة برعاية مؤسسة الملك عبد الله الإنسانية، والحياة للإغاثة والتنمية، وسقيا الإمارات، وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وبالدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الإنسانية للأعمال الخيرية والإنسانية، والأمم المتحدة، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ودبي العطاء.

640 عارضاً

ووصل عدد الشركات العارضة إلى 640 من المؤسسات الحكومية للأعمال الإنسانية والمنظمات غير الحكومية والموردين والشركات، وحظي بمشاركة واسعة من بريطانيا وفرنسا والنرويج.

مبادرات

وفي السياق استعرضت مؤسسة زايد الخيرية والإنسانية خلال مشاركتها في معرض ديهاد أبرز مشروعاتها ومبادراتها بهدف تعزيز التعاون مع مختلف الجهات والأطراف المعنية بمجالات الإغاثة والدعم الإنساني، عبر تسليط الضوء على جهودها الرامية إلى تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية وتلبية المحتاجين من مختلف أنحاء العالم دون التمييز بين جنس أو عرق أو دين أو لون.

وقال حمد سالم بن كردوس العامري المدير العام للمؤسسة: «إن مشاركتنا في المعرض، تأتي في إطار حرصنا على التواجد في الفعاليات المختصة بمجالات الإغاثة، كونها أحد أهداف المؤسسة الستة، التي نحرص على تحقيقها، إذ نجحنا في تنفيذ العديد من مشاريع إغاثة المناطق المنكوبة، وساهمنا من خلالها في الحد من الأضرار والآفات الاجتماعية والصحية والاقتصادية الناجمة عن الكوارث والمجاعات والزلازل والفيضانات».

وأضاف ابن كردوس: «تواصل المؤسسة مسيرتها الإنسانية في مجالات الإغاثة، في ظل توجيهات القيادة الرشيدة للدولة، وبمتابعة من سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، وأخيه سمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس، حيث نعمل على تكثيف جهودنا الدؤوبة لمد يد العون لمختلف الفئات المنكوبة على مستوى العالم، وذلك بما ينسجم مع النهج الإنساني للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتابع: نجحت المؤسسة بالتنسيق مع الجهات الإنسانية والخيرية في الدولة بتقديم المساعدات المختلفة للعديد من الدول المتضررة من الكوارث والحروب، إلى جانب تنفيذ المشاريع المختلفة والتي تشمل بناء المدارس والعيادات وتقديم الغذاء والمياه في العديد من الدول.

مشاريع

بدورها استعرضت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية في ديهاد أبرز مشروعاتها التنموية والإغاثية.

وقال محمد حاجي الخوري، المدير العام للمؤسسة، إن المؤسسة تشارك للمرة السابعة في معرض «ديهاد»، لتواكب آخر التطورات والابتكارات في المجال الإنساني والإغاثي والتنموي، وتتخذ من جناحها الثابت سنوياً فرصة مهمة للتلاقي والحوار البناء مع مختلف القيادات التي تهتم بالشأن الإنساني والإغاثي، وننتهز هذه المنصة الإنسانية العالمية فرصة لتقديم لمحة موجزة عن أهم المشاريع التنموية والإغاثية التي نفذتها المؤسسة في أكثر من 90 دولة حول العالم.

وأكد الخوري أن جناح مؤسسة خليفة الإنسانية اهتم بتزويد الزائرين بكل المعلومات والنشرات التي تقدم نبذة عن أنشطة المؤسسة وبرامجها ومشروعاتها المختلفة على الساحة المحلية والدولية.

وأشاد الخوري بمؤتمر ومعرض ديهاد الذي يمثل أكبر منصة إنسانية في المنطقة والعالم ومنذ أكثر من عقد من الزمان يرفع لواء الإنسانية ويقدم دراسات وأبحاثاً وأوراق عمل تغني العاملين في المشاريع الإنسانية والإغاثية من خلال البحث في الموارد المثلى لمواجهة التحديات المتمثلة في الكوارث والحروب والفقر والبطالة والجوع والجهل والأمراض، والاستعداد لمجابهتها من خلال تعزيز الشراكات بين المنظمات الإنسانية والمؤسسات العالمية مثل بنوك التنمية، ومُصنّعي معدات التعقيم والنظافة، والحلول البيئية وأدوات الإغاثة.

دمج

أكد خبراء في هيئات عالمية (مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود) الحاجة إلى دمج القضايا الرئيسية التي تواجه النازحين داخلياً ضمن جهودهم لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، والتي تعد بسياسة «عدم ترك أي شخص دون مساعدة».

Email