ضمن التقرير السنوي للمدينة

257 مليون درهم مساعدات «العالمية للخدمات الإنسانية» 2018

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرضت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في تقريرها السنوي 2018، النمو اللافت في عدد المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية والشركات الذي وصل إلى 81 عضواً.

وأشار التقرير إلى أن المدينة سلمت أكثر من 70 مليون دولار «257 مليون درهم» من المساعدات إلى 89 دولة مستفيدة، وقدمت الدعم المادي لـ 20 شحنة عن طريق نقل أكثر من 2000 طن من الإغاثة إلى 10 بلدان.

كما لفت التقرير إلى زيادة الطلب على المساعدة، حيث شهد العام الماضي رقماً قياسياً لنداءات المنظمات الدولية للاستجابة إلى الأزمات والكوارث الطبيعية والصراعات الأهلية.

وتصدر التقرير مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ضمن البند التاسع من وثيقة الخمسين، التي أطلقها سموه في شهر يناير الماضي، وجاء فيها: «لا ينبغي أن تشغلنا أعمالنا ومشاريعنا المتعددة عن البذل والعطاء من أجل كل محتاج».

وفي كلمة لها في افتتاحية التقرير، قالت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية: إن المدينة شهدت مرة أخرى في 2018 نمواً ملحوظاً، بعد وصول عدد المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة والمؤسسات غير الحكومية والشركات إلى 81 عضواً، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية، في تاريخنا المعاصر، لم تكن أكثر ضرورة مما هي عليه اليوم، فهناك 123 مليون شخص نازح في العالم اضطروا إلى ترك منازلهم وهم يعتمدون على المساعدات الخارجية.

وأضافت سموها: «للأسف، إن الطلب على المساعدة في زيادة مستمرة، وقد شهدنا في العام الماضي رقماً قياسياً جديداً لنداءات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية للاستجابة إلى الأزمات التي طرأت ومن ضمنها الكوارث الطبيعية، والجفاف والصراعات الأهلية، ونظراً إلى الضغوط الشديدة المفروضة على المجتمعات المانحة للتحرك، فقد أصبح تنسيق المساعدات الطارئة بشكل أفضل وتقديمها بكفاءة أمراً بالغ الأهمية، وهنا يكمن جوهر مساهمة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية».

استجابة

وأكدت سموها: «بقيادة المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية جوسيبي سابا، اتخذت المدينة تعزيز الاستجابة بالمساعدات الإنسانية هدفاً لها، وفي عام 2018، أطلقت المدينة «بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية» من أجل الارتقاء بعمليات تتبع المساعدات وتسليمها على مستوى العالم، والتي يصعب في الغالب برمجتها وتنسيقها بشكل صحيح، وقد تم بالفعل تشغيل بنك المعلومات في كل من دبي وبنما، وسيتوسع قريباً ليشمل أيضاً مراكز إنسانية أخرى».

وذكرت سموها أن المدينة تولي أهمية خاصة بالاتصال والتواصل في حالات الطوارئ لتيسير الأمور التشغيلية ولاستخدامها في وسائل الإعلام وحشد الدعم، معلنة عن أن المدينة أطلقت مؤخراً مشروع «الاستوديو المتنقل» الذي يمكن استخدامه للتواصل بشكل أفضل في العمليات الميدانية وإنتاج مقاطع فيديو إخبارية وترويجية على حد سواء، بما يساهم في تحسين روابط الاتصال بين أعضائها.

وقالت سموها: «وإذا أردنا الوصول إلى كل المحتاجين والمنكوبين، فمن الضروري جداً بناء قنوات اتصال أفضل بين الجهات المانحة وأولئك الذين يسعون إلى مساعدتهم».

وختمت سمو الأميرة هيا بنت الحسين كلمتها الافتتاحية في التقرير بالقول: نحتفل في عام 2019 في دولة الإمارات بــ«عام التسامح»، وهو يتناغم مع طبيعة العمل الإنساني الذي تقوم به المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وأعضاؤها .

والذي يرفض أي شكل من أشكال التمييز والكراهية، ويسعى إلى توحيد الشعوب في قضية مشتركة لتعزيز التنمية الاقتصادية وإنهاء معاناة الفقراء، ونحن في دبي والإمارات العربية المتحدة، محظوظون حقاً، لكن حظنا الجيد لا ينبغي أن يجعلنا نغفل عن التجارب التي يواجهها الآخرون، كما ذكَّرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائلاً: «ولا ينبغي أن تشغلنا أعمالنا الكثيرة ومشاريعنا المتعددة عن العطاء والبذل من أجل كلّ محتاج».

بيانات لوجستية

من جانبه، كشف جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة عن تسليم أكثر من 70 مليون دولار من المساعدات إلى 89 دولة مستفيدة، وتقديم الدعم المادي لـ 20 شحنة عن طريق نقل أكثر من 2000 طن من الإغاثة إلى 10 بلدان.

وأضاف: سلّمنا مع الأعضاء والشركاء في المدينة، بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية الذي تمّ الإعلان عنه في القمّة العالمية للحكومات 2018، وقد حدّدنا وأضفنا 4400 مادة إغاثة إليه، وستسهل هذه العملية بشكل كبير اعتماد بنك البيانات هذا في المدن الإنسانية «الشقيقة» في الخارج كما في المناطق المتأثرة بالكوارث الطبيعية أو الأزمات الطارئة والمعقدة».

وأضاف: «نجحنا في ترسيخ موقعنا الدولي من خلال مساعدة السكان في أنحاء العالم كلّها، فيما نعتبر أنفسنا تماماً مجتمعاً دولياً، ففي المدينة، يسكن حوالي 400 مواطن ينحدرون من 61 جنسية مختلفة تمتد عبر آسيا وأوقيانيا وأوروبا والأمريكيتين وأفريقيا والشرق الأوسط، وهذا مجتمع يعكس حقاً التسامح».

وقال سابا: «فخورون لأن أسرة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية لا تزال تنمو حيث أصبحت تضم اليوم 81 عضواً من منظمات إنسانية وشركات تجارية، وتبقى أبوابنا مفتوحة لجميع من يرغب بمشاركة قيمة مع مدينتنا و«العمل معاً».

مشاريع مبتكرة

وتطرق سابا إلى مشاريع وحلول مبتكرة تم إطلاقها وتطويرها خلال العام 2018،

منها بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية، ومشروع الاستوديو المتنقل، و«المدينة العالمية للخدمات الإنسانية: واحة الابتكار».

وأوضح سابا أن بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية الذي أطلق ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2018، يزود المجتمع الإنساني بمنصة مشتركة لقاعدة بيانات عن مخزونات المساعدات الإنسانية وتدفقها، من أجل تعزيز الاستعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها، مشيراً إلى اعتماد البنك في مركزين هما المركز الإقليمي اللوجستي للمساعدات الإنسانية في بنما، والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، في وقت كشف فيه عن أنه يتم تنفيذه حالياً في مراكز أخرى في مختلف أنحاء العالم.

وعن المنظمات التي ساهمت في إنجاز بنك البيانات العالمي، قال المسؤول نفسه: صمم بنك البيانات اللوجستية للخدمات من قبل فريق من المهندسين المتخصصين ومستشاري تقنية المعلومات والخبراء في الموضوع في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وتم ذلك بدعم من الوكالات الإنسانية التشغيلية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واليونيسيف، وذلك بتعاون وثيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وعن كيفية عمل البنك قال سابا: «يرتكز بنك البيانات على التتبع الآلي لتحركات مواد الإغاثة انطلاقاً من البيانات الجمركية من الموانئ والمطارات ونقاط الدخول الأخرى، وهو يزود المجتمع الإنساني العالمي بمعلومات عن الموقع المحدد لمواد الإغاثة الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى، مما يجعله في متناول جميع الأطراف المتعاونة، تهدف هذه المنصة إلى الارتقاء بالتعاون في مجال الاستجابة إلى حالات الطوارئ وتساعد على تجنب الزحمة في الموانئ والمطارات.

كما أكد سابا أن بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية، يوفر لكل البلدان المتأثرة بأزمة ما والعاملين في المجال الإنساني فيها، إمكانية الوصول إلى معلومات محدثة عن توافر مواد الإغاثة.

وأوضح أن المستفيد من هذه المنصة هو البلدان المتأثرة بالكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع الإنسان من المنصة لأنها تتيح لها الوصول إلى المعلومات ذات الصلة عن مواد الإغاثة المتوفرة.

وعن مستقبل المدينة قال سابا: «يدور مستقبلنا حول استحداث مساحة فكرية تطلعية تعزز المعرفة والابتكار، وتعتمد الرؤية الشاملة للمدينة على بناء شراكات مكثفة مع المؤسسات الأكاديمية لتسهيل الوصول إلى الدراسات الإنسانية ودعم قادة المستقبل في المجال الإنساني. وسيوفر هذا النهج الموجه نحو المستقبل أيضاً للمدينة وأعضائها فرصاً أكبر للنهوض بالابتكار والوعي من خلال تعزيز التعاون بين القطاع الخاص ومجتمع العمل الإنساني».

«استوديو متنقل» لتعزيز الاستجابة للكوارث

كشفت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية عن تطوير مشروع «الاستوديو المتنقل» بهدف استحداث وسيلة التقاط «قصص من الميدان» بسهولة ونقلها مباشرة بجودة عالية كما في الاستوديو، لتعزيز الاستجابة للكوارث.

وقال جوسيبي سابا المدير التنفيذي للمدينة: مع تزايد أهمية التواصل في الاستجابة للكوارث، طورت المدينة مشروع «الاستوديو المتنقل» بهدف استحداث وسيلة التقاط «قصص من الميدان» بسهولة ونقلها مباشرة بجودة عالية .

كما في الاستوديو، خصوصاً وأن المنظمات الإنسانية تعتمد على وسائل الإعلام المحلية والدولية للحصول على معلومات مباشرة في البيئات الصعبة، وتقديم رسالة إنسانية، وإعلام العالم الخارجي بالكارثة ونطاقها، ولكن يصعب الحفاظ على تدفق المعلومات هذا خصوصاً في المناطق النائية ذات الموارد المحدودة التي تفتقر إلى التغطية الإعلامية والبنى التحتية اللازمة.

وأوضح أن المشروع يوفر جسراً صلباً للتواصل بين الميدان ووسائل الإعلام والجمهور وصانعي القرار المعنيين في منظومة الأمم المتحدة والحكومات والمؤسسات الدولية، مشيراً إلى أن الاستوديو المتنقل يرتكز على نوعين من مجموعات الأجهزة التي توفرها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية لمستخدمين مختلفين كالأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية الأخرى المسجلة في المدينة.

أجهزة

وذكر أن النوع الأول هو مجموعة أدوات قابلة للنقل، وهي أجهزة محمولة ومستقلة موجهة للاستخدام في الميدان، تتميز بسهولة النقل وتضمن الاتصال الفعال ونقل مواد الصوت الفيديو إلى أي جهة «بروتوكو الإنترنت» متلقية حول العالم بجودة عالية.

وأوضح أن المجموعة الثانية هي الاستوديو المتنقل، وهي أدوات تصوير وإعلام واتصال متنقلة على عجلات «مجموعة كاملة تتألف من المعدات التقنية والمركبات» متوفرة بشكل أساسي في الإمارات، ولكنها جاهزة للنقل إلى البلدان المعنية لضمان تغطية إعلامية فعالة ومباشرة ورفيعة الجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وأشار إلى أن المشروع يسمح للمجتمع الإنساني ببث المواد الصوتية والمرئية التي يتم التقاطها مباشرة على الأراضي المعنية، ومشاركة المحتوى مع أي «مركز استقبال» في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك القنوات التلفزيونية العالمية ووسائل الإعلام الأخرى وأصحاب القرار في الهيئات الإنسانية والحكومية وغير الحكومية.

 

Email