حمدان بن زايد: ندعم التنمية في مختلف الدول للتخفيف من تداعيات اللجوء

«ديهاد» يبحث سبل دمج المهجرين في المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت فعاليات الدورة السادسة عشرة لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد) أمس، والذي يعقد تحت شعار «التهجير» في الفترة ما بين 12- 14 مارس في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وناقشت أجندة اليوم الأول العديد من الموضوعات الملحة وهي الاتفاقيات العالمية بشأن اللاجئين والمهاجرين: ما مدى تأثيرها الفعلي؟ والتعليم في الظروف الطارئة استثمار استراتيجي في المستقبل: مناقشة الفجوة ما بين التعليم في المدارس الرسمية والتعليم في حالات النزوح، والتهجير، خلق الفرص للمهجرين ودمجهم في المجتمع.

وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الإمارات أدركت مبكراً التداعيات الإنسانية للهجرة واللجوء، وعملت عبر حكومتها ومنظماتها الإنسانية، وعلى رأسها الهيئة، للتخفيف من تلك التداعيات من خلال دعم مجالات التنمية الحقيقية في العديد من الدول والمجتمعات البشرية، وتبنت مبادرات رائدة في مجالات حيوية كالتعليم والصحة وتحسين الأوضاع المعيشية ودعم استقرار الشباب وتوفير احتياجاتهم وتعزيز قدراتهم لمواجهة ظروف الحياة الصعبة.

وقال سموه إن الإمارات تسهم بقوة في توفير الحماية للاجئين والنازحين من خلال برامجها الممتدة لهم في مناطق تواجدهم المؤقتة، كما تسهم في تحسين طرق العودة الطوعية لهم من خلال تنمية مجتمعاتهم الأصلية، بالتعاون المثمر والشراكة بناءة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية.

جاءت تصريحات سموه في كلمة له بافتتاح الفعاليات، ألقاها نيابة عنه راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام للشؤون المحلية في الهيئة.

وافتتح المعرض سمو الشيخ حشر بن مكتوم آل مكتوم، مدير دائرة إعلام دبي، وجال برفقة وفد رفيع المستوى من الشخصيات الهامة والفاعلة في المجتمع الإنساني المحلي والعالمي في المعرض، واطلع على الخدمات التي تقدمها الشركات وكبرى العلامات التجارية العالمية والمؤسسات العارضة من مساعدات ولوازم أساسية للحالات الإنسانية.

وشهد المعرض خلال اليوم الأول حضوراً مميزاً من الزوار والمشاركين والفاعلين في المنظمات والمؤسسات الإنسانية والتطوعية، إذ يضم المعرض المصاحب للمؤتمر 640 من المؤسسات الحكومية للأعمال الإنسانية والمنظمات غير الحكومية والموردين والشركات وكبرى العلامات التجارية العالمية التي استعرضت أبرز خدماتها ومشاريعها. ويستضيف المعرض هذا العام 9 ورشات عمل إبداعية، من بينها ورشتان لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي ستطلق من خلالها مورد الخدمات الإلكتروني الجديد الخاص بالمفوضية.

رؤية مستقبلية

كما قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «يتجدد لقاؤنا اليوم من خلال الدورة السادسة عشرة لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» التي تتزامن مع عام التسامح، لنرسم معاً ملامح رؤيتنا المستقبلية لجهودنا الإغاثية والإنسانية والتنموية المشتركة، ونضع بصمة جديدة على طريق العطاء الإنساني اللامحدود.

فقد رسمت الإمارات معالم هذا الطريق عبر مسيرة طويلة من البذل والمبادرات التي وضعت حداً للكثير من القضايا الإنسانية الهامة، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى التدخل السريع والرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرق البشرية وتعيق مسيرتها نحو الاستقرار والتنمية المنشودة».

وأكد سموه أنه «ليس من باب المصادفة أن تأتي دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الخامس على التوالي كأكبر جهة مانحة دولياً للمساعدات الإنمائية مقارنة بدخلها القومي، كما جاء مؤخراً في تقرير لجنة المساعدات الإنمائية DAC التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي OECD.

وهذا يؤكد التزام الإمارات برسالتها الإنسانية العالمية بكل تجرّد، ودون النظر لأي اعتبارات أخرى سواء أن كانت عقائدية أو عرقية أو طائفية، بل تعتبر أن الإنسان هو الإنسان أينما كان، والحاجة هي المعيار الوحيد لمساعدته والوقوف بجانبه، وسيظل هذا هو ديدن الإمارات وقيادتها الرشيدة ونهجها الثابت في مساندة شعوب العالم كافة، ويبقى البعد الإنساني نهجاً ثابتاً في سياستها الخارجية».

وتابع: «تنبع أهمية هذه الدورة من «ديهاد» كونها تناقش قضية جوهرية تتعلق بقضايا الهجرة واللجوء، وإيجاد الحلول الملائمة لها، وخلال الأعوام الماضية جرت أحداث وأزمات كثيرة، في مقدمتها قضية الهجرة غير الشرعية وتداعياتها الأليمة على ضحاياها من الفارين من أوطانهم بسبب الأزمات والنزاعات والفقر والجوع والعطالة والاضطهاد، بحثاً عن الأمن والاستقرار والعيش الكريم في دول أخرى، غير مكترثين للمخاطر المحدقة بهم والتي أودت بحياة الكثيرين غرقاً في قاع البحار».

وأضاف: «إننا من خلال مؤتمركم هذا ندعو إلى دراسة المسببات التي تقود الشباب إلى الهجرة بعيداً عن مواطنهم بحثاً عن حياة أفضل، وبحث البدائل الممكنة لتجفيف منابع الهجرة، وتبني المبادرات التي تحقق طموحات الشباب في الاستقرار والعيش الكريم.

وذلك يتأتى من خلال تعزيز القدرات ودعم مجالات التنمية الحقيقية التي تعود فوائدها على قطاعات واسعة من المهمشين في الدول الأقل نمواً، لتحصينهم من اللجوء إلى بدائل أخرى من أجل الحصول على حياة كريمة وهانئة عبر المحيطات، وإن كان السبيل إلى ذلك ركوب المخاطر وورود المهالك».


تحدٍّ سياسي

من جانبه، قال أنطونيو فيتورينو، مدير عام منظمة الهجرة الدولية: «في السنوات الأخيرة، شكّلت أزمة التهجير التي ضمت أعداداً كبيرة من الناس الذين يتركون أوطانهم بدوافع مختلفة تحدياً سياسياً وإنسانياً للمجتمع الدولي، إن تجارب المنظمة الدولية للهجرة مع الحركات الواسعة النطاق -سواء أكانت من النازحين داخلياً أم عبر الحدود- قد علمت المنظمة في السنوات الأخيرة عدداً من الدروس الأساسية.

كما أن التضامن الإقليمي تجاه استضافة المحتاجين والنازحين يمثل العنصر الأول والأكثر أهمية في الاستجابة الإنسانية الدولية. لقد شهدنا بلداناً عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تظهر تضامناً استثنائياً في السنوات الأخيرة».

وأضاف: «نعلن اليوم من خلال هذا الحدث أن المنظمة الدولية للهجرة ستستمر في العمل على جمع مجموعة واسعة من وجهات النظر والحلول، في المقام الأول عبر الأمم المتحدة، ولكن أيضاً من الجهات المعنية غير الحكومية، وذلك لضمان سير المجتمع الدولي على نهج متسق وموحّد فيما يتعلق بأزمة الهجرة في القرن الحادي والعشرين».


20 مليون لاجئ

من جهته قال أمين عوض، مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف، بالنيابة عن فيليبو جراندي، المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: «تتحمل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حالياً مسؤولية ما يصل لأكثر من 20 مليون شخص، وهو ما يقارب ضعف أعدادهم قبل 10 سنوات فقط. فضلاً عن نحو 40 مليون شخص هم في عداد المشردين داخلياً في عقر بلدانهم بسبب الصراعات والعنف».

وأضاف: «نزح في اليمن ما يقارب 3.3 ملايين شخص بسبب العنف داخل البلاد عُقب تصاعد واشتداد القتال خلال العام الماضي في مدينة الحُديدة، وهناك نحو ثلاثة أرباع إجمالي السكان يحتاجون حالياً لتلقي يد العون والحصول على المساعدات الإنسانية».

وثمّن عوض الدور المهم الذي تلعبه المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، حيث تمتلك حالياً أكبر مخزون عالمي من المساعدات الإنسانية للمفوضية، وهي لاعب رئيسي في بعض أكثر الحالات الطارئة للاجئين حدة وتسارعاً منذ عقود، وأوجه وبشكل خاص شكري لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى حرم سموه، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، لدعمهما الوطيد للحالة الطارئة للاجئي الروهينغا، الذي أسهم في إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح.

«تكية أم علي» ترفع الأسر المستفيدة لـ40 ألفاً قبل نهاية العام

أعلنت تكية أم علي الأردنية، خلال مشاركتها في معرض «ديهاد»، أنها سترفع عدد الأسر المستفيدة من ٣٠ ألف أسرة إلى ٤٠ ألف أسرة قبل نهاية العام الحالي.
وتأسست التكية عام 2003 على يد حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، لتحقيق حلم والدتها المغفور لها بإذن الله، الملكة علياء الحسين في أن تطعم كل مسكين وتغيث كل ملهوف.

وقال سامر بلقر، مدير عام التكية، لـ«البيان»: «إن مشاركة التكية في هذا الحدث العالمي تهدف إلى فتح بابٍ للتواصل مع المنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية، بهدف توحيد الجهود وتبادل الخبرات والمعرفة والتنسيق لبناء شراكات مع الجهات المانحة لتحقيق رؤية تكية أم علي المتمثلة في الوصول إلى أردنٍ خالٍ من الجوع».

وأضاف: «كما تهدف المشاركة إلى التعريف ببرامج تكية أم علي المختلفة التي تتمحور حول مكافحة الجوع في الأردن، من خلال توفير الدعم الغذائي المستدام للأسر التي تعيش تحت خط الفقر الغذائي، إذ إن التكية تعتمد على دعم الأفراد وشركائها من الشركات والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية في استمرار وصول الدعم الغذائي للأسر المعتمدة على مدار العام.

إنجازات

ودعا بلقر المتبرعين والشركاء إلى زيارة موقع التكية في المعرض للاطلاع على إنجازاتها وبرامجها المتعلقة بالدعم الغذائي المستدام والتنسيق لطرق التواصل.

وقال: «تُمثل التكية أول منظمة من نوعها في العالم العربي لمكافحة الجوع والفقر الغذائي، عن طريق توفير الدعم الغذائي المستدام من خلال توزيع الطرود الغذائية وتقديم الوجبات الساخنة للفقراء والمحتاجين في الأردن، إذ تصل للأسر الأشد فقراً والأكثر حاجةً في جميع محافظات المملكة الأردنية من خلال توفير طرود غذائية شهرية تحتوي على 24 مادة غذائية تفي باحتياجاتهم الغذائية اليومية خلال الشهر».

وبيّن أن التكية تدعم حالياً أكثر من 160 ألف فرد بغذائهم اليومي، معظمهم من غير القادرين على العمل وغير قابلين للتأهيل، زيادة على تقديم وجبات الغداء الساخنة في مقرّها في العاصمة الأردنية عمّان ضمن برنامج «عابر سبيل» الذي يؤمن 400 محتاج يومياً بـ60% من احتياجاتهم من السعرات الحرارية.
دور فاعل

أكد أمين عوض أن الإمارات تؤدي دوراً فعلياً على الصعيد الإنساني والإغاثي، «فبوجود 6 من بين كل 10 أطفال لاجئين في المدارس الابتدائية، مقارنة بـ 9 من كل 10 أطفال من إجمالي السكان، يعتبر الاستثمار في التعليم وتمكين المرأة من الأمور الأساسية.

ويمكن وصف مشاركة الهلال الأحمر الإماراتي في تطوير برامج لتحسين سبل العيش للنساء اللاجئات وتمكين اللاجئات لاستئناف حياتهم في أوغندا، بدعم سخي من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بأنها جهدٌ واستجابة مثالية.

Email