يُعقد ضمن فعاليات القمة بمشاركة 40 دولة

الإمارات تستضيف «منتدى أستانا» الدولي للمرة الأولى إقليمياً

محمد القرقاوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف الإمارات «منتدى أستانا للخدمة المدنية» للمرة الأولى في المنطقة، ضمن فعاليات الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات، بمشاركة 40 دولة من أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ورابطة الدول المستقلة، إضافة إلى منطقة آسيان، وتركز نقاشاته على 3 محاور هي: الشراكات والتواصل وبناء القدرات والتعلم من النظراء، وذلك بهدف تعزيز فعالية الخدمة المدنية من خلال دعم جهود حكومات الدول الأعضاء.

ويعتبر المنتدى أحد أهم الملتقيات الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة وبناء القدرات بين الدول المشاركة في مجال الخدمة المدنية، ويمثل منصة للاطلاع على أفضل الممارسات الإقليمية والدولية، وتشجيع البحوث والدراسات النوعية بما يحقق الأهداف والخطط الوطنية، ويسهم في بناء مؤسسات الدولة والنهوض بعملها، تماشياً مع أهداف القمة العالمية للحكومات التي تركز في دورتها السابعة على استشراف مستقبل الحكومات، في أكبر منصة عالمية يشارك فيها قادة عالميون وصُناع قرار ومنظمات وخبراء، وتحتضن 16 منتدى تناقش أهم التحديات العالمية وسبل مواجهتها.

ترحيب

وأكد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، ترحيب القمة باستضافة «منتدى أستانا» للمرة الأولى في المنطقة، وقال إن استضافة المنتدى تعد سابقة تعكس المكانة المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية، ومدى التقدير الدولي الذي نجحت القمة في نيله على مدار سنوات انعقادها السابقة كمنصة جامعة للحكومات من مختلف أنحاء العالم حول هدف واحد وهو تحقيق الحياة الأفضل للناس أينما كانوا، عبر تحفيز الأفكار وحث الطاقات وتشجيع الإسهامات المبدعة التي من شأنها التغلب على كافة التحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات، وكيفية تحويلها إلى فرص تخدم الأجيال الحالية والقادمة.

ونوّه معالي القرقاوي إلى أهمية منتدى أستانا من واقع التغيرات التي طرأت على بلدان جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق خلال العقود الثلاثة الماضية، والإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشتها، وتطوير اقتصاد السوق وسيادة القانون، ما فرضته تلك التحولات من حاجة للتبادل المنتظم للخبرات والمعرفة في مجال الخدمة المدنية لإيجاد أفضل الحلول والتوجهات لمزيد من التميز في هذا المجال.

خبرات

وأضاف معاليه أن المنتدى يعد أحد أهم الملتقيات الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة وبناء القدرات بين الدول الأعضاء في مجال الخدمة المدنية، ويمثل منصة للاطلاع على أفضل الممارسات الإقليمية والدولية، وتشجيع البحوث والدراسات النوعية بما يحقق الأهداف والخطط الوطنية ويسهم في بناء مؤسسات الدولة والنهوض بعملها، لافتاً إلى أن هذه الاستضافة تأتي مواكبة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدور القمة العالمية للحكومات في تحسين حياة نحو 7 مليارات إنسان حول العالم، انطلاقاً من دور القمة كمصنع للتطوير الحكومي وأكاديمية تمكن الحكومات من الاستفادة من أحدث التوجهات والممارسات وتزودها بأفضل الأدوات لتطبيقها بنجاح.

 

من جانبه، أعرب علي خان بايمينوف، رئيس اللجنة التوجيهية لمركز الخدمة المدنية في أستانا، عن امتنانه للدعم المقدم من جانب القمة العالمية للحكومات، ولحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة، للمنتدى وتوفير كافة المقومات اللازمة لنجاحه، مؤكداً سعادته بعقد المنتدى في ربوع دولة الإمارات وعلى أرض مدينة دبي وضمن فعاليات القمة التي وصفها بأنها أحد أهم المحافل الدولية التي تمنح حكومات العالم فرصة اللقاء وتبادل الأفكار بينما تجمع تحت سقف واحد أهم الرموز العالمية المشاركة في صياغة مستقبل العالم من قادة دول ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وخبراء وأكاديميين ومفكرين ومبدعين في مختلف المجالات.

نجاح

وأشاد بايمينوف بالتجربة الإماراتية الرائدة في مجال التطوير الحكومي والنجاح اللافت الذي حققته في ذلك المجال والذي أصبح نموذجاً ملهماً للعديد من الحكومات حول العالم لانتهاج ذات النهج المتطور في مضمار العمل الحكومي واستحداث المعايير والمؤشرات والبرامج والخطط والتقنيات التي تعين على الوصول بالأداء الحكومي إلى أوج درجات الكفاءة والتأثير الإيجابي كمحرك الدفع الرئيس وراء عمليات التطوير والبناء الطموحة التي يتم تنفيذها على أرض الإمارات.

وقال رئيس اللجنة التوجيهية لمركز الخدمة المدنية في أستانا: «التقدم التكنولوجي الهائل يفرض على الحكومات بذل جهود كبيرة في خدمة دولها لتلبية طموحات الشعوب ذات التوقعات العالية. ومنصة كالقمة العالمية للحكومات تعتبر دعماً كبيراً لتلك الجهود، فمن خلال هذه الفعاليات، يتم تقييم الوضع الراهن وتحديد مسارات المستقبل، ومنبر متميز كهذه القمة يضمن زيادة مستوى الثقة بين المواطن وحكومته».

رؤى

وأضاف: «سعداء بكوننا جزءاً من القمة العالمية للحكومات، هناك فرصة لتبادل الرؤى واستنباط الحلول المستدامة لمشاكل العصر، من خلال العمل على تطبيق مخرجات القمة العالمية للحكومات، التي نتوقع أن تكون أدوات يمكن استخدامها في تطوير عمل الحكومات حول العالم».

وأوضح رئيس اللجنة التوجيهية لمركز الخدمة المدنية في أستانا أن المنتدى سيستعرض إلى جانب التحديات التي تواجهها الحكومات في تحولات الخدمة المدنية، تحليل التوقعات والمعايير الخاصة بالتنمية المستقبلية، والاطلاع على أبرز التوجّهات المعاصرة حول العالم في مجال الخدمات، وسيبحث المشاركون سبل تعزيز التعاون والشراكة، مشيراً إلى أن المنتدى سيشهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة، بين كل الأطراف المعنية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

معايير

ويشارك في المنتدى الذي يعقد تحت شعار «الخدمة المدنية.. التحديات والآفاق»، خبراء ومختصون في مجال الخدمة المدنية، وأكاديميون، من أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا وأستونيا وجورجيا وكازاخستان وكوريا وقيرغيزستان وليتوانيا ومقدونيا ومولدوفا وطاجيكستان وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوزبكستان والإمارات ودول أخرى. ويستعرض المنتدى التحديات التي تواجهها الحكومات في تحولات الخدمة المدنية، وتحليل التوقعات والمعايير الخاصة بالتنمية المستقبلية، والاطلاع على أبرز التوجّهات المعاصرة حول العالم في مجال الخدمات، ويتبادل المشاركون رؤاهم حول أفضل الحلول القابلة للتطبيق، ويبحثون سبل تعزيز التعاون والشراكة.

كما يناقش المنتدى أهمية تعزيز الابتكار في مجال الخدمة المدنية، والشراكات في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهم ما حققته الدول الأعضاء في الأهداف إضافة إلى توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشتركة.

لمحة عن المنتدى

تم تنظيم «منتدى أستانا للخدمة المدنية» لأول مرة عام 2013 بمبادرة مشتركة بين حكومة جمهورية كازاخستان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وضم حينها 25 دولة و5 منظمات دولية، ليكون بمثابة منصة متعددة الأطراف للتبادل المستمر للخبرة والمعرفة في مجال تطوير الخدمة المدنية، ومعرفة مزايا كل دولة ونقاط قوتها واستخلاص الدروس من ممارسات الدول المتقدمة وتهيئة الجيل الجديد من قيادي القطاع الحكومي، ومن مهامه المساعدة في تعزيز فعالية الخدمة المدنية من خلال دعم جهود حكومات دول المنطقة وخارجها في بناء القدرات المؤسسية والبشرية. يتم تنفيذ هذه المهمة على أساس ثلاثة أعمدة رئيسية: الشراكات والتواصل، بناء القدرات وتبادل الخبرات، إدارة البحوث والمعرفة.

Email