ثاني الزيودي: رسالة محبة لمستقبل البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، إن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هي رسالة محبة وتعايش، تسامح ونبذ لكافة أشكاله التطرف، قطبيها «الدين المعاملة»، و«الله محبة» تبعثها دولة الإمارات لأرجاء المعمورة كافة من أقصاها إلى أدناها.

عبر استضافة قامتي الإسلام والمسيحية قداسة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف في خطوة جادة وبناءة لمواجهة مظاهر التطرف الديني من درجاتها القصوى المتمثلة في الجماعات المتطرفة إلى درجاتها الدنيا، والتي تكمن في السلوكيات الأنانية الشخصية للأفراد، رسالة تمثل فيها النموذج الأنجع عالمياً في التعايش بين ما يزيد على 200 جنسية ومئات المعتقدات الدينية.

وأوضح معاليه أن الزيارة خطوة تستهدف إيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمستقبلية، كما تستهدف دائما قيادة الإمارات الرشيدة في استراتيجيتها وخططها ورؤاها كافة.

وقال: «بحكم التخصص العملي، يظهر هنا تساؤل هام أطرحه واضعاً نصب عيني ما قدمه القادة العظام لدولة الإمارات للعمل من أجل البيئة، هل سلوكيات التسامح من عدمه تقتصر على التعاملات بين البشر فحسب، أم أن البيئة وما تحويه من أرض وبحار وكائنات حية أخرى لها مكان ضمن هذه المنظومة بإيجابياتها وسلبياتها».

مجيباً: «حتى يتضح الأمر لنتفكر قليلاً في التساؤلات التالية، لماذا - وفقاً للإحصاءات العالمية – شهدت كائنات الحياة البرية تراجعاً في أعدادها بنسبة 60% خلال العقود الأربعة الماضية، ولماذا تسجل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون زيادة مستمرة ويتوقع خلال العام الجاري أن تزيد 2.7% مقارنة بالعام 2017، ولماذا يضيع 90% من تنوع المحاصيل على مستوى العالم، ولماذا ثلث حجم التنوع البيولوجي في الخليج العربي مهدد بالانقراض، وأخيراً لماذا ارتفع عدد الظواهر المناخية المتطرفة من 80 إلى 400 ظاهرة سنوياً وتضاعفت حدتها بشكل كبير».

وأوضح قائلاً: «هذه السلبيات التي تشهدها أرضنا وكائناتها الحية وأكثر يقف وراءها جميعاً نشاط البشر، سلوك البشر غير المستدام في الإنتاج والاستهلاك قد يراه كثيرون طبيعيا ومنطقيا مرتكنين إلى تخيل بأن موارد الطبيعة لا تفنى وأن قيمتها أياً كانت أقل بكثير من حياة إنسان، غير مدركين أنها أساس هذه الحياة.

لكنه عدم تسامح يتسم به سلوك الكثيرين تجاه البيئة، سواء بعدم وعي أو رغبة في النمو وتحقيق المكاسب الاقتصادية، عدم تسامح خلف انقراض لحيوانات عدة، واختفاء لنباتات أكثر، وشح في موارد الطبيعة، وخلال العقود الأخيرة تفاقمت حدة في تداعيات التغير المناخي».

أضاف: «إن التسامح يبدأ بتعاملنا مع البيئة ومكوناتها، وقدرتنا على حمايتها وتحقيق منظومة الإنتاج والاستهلاك المستدامين سيخلق مجتمعا صحيا من الناحية النفسية والجسدية، ما سينعكس إيجابيا على سلوك البشر مع بعضهم، ويمهد الطريق لقادة ومسؤولي كل دولة على تحقيق التعايش والتسامح بين سكانها كافة، الأمر الذي انتهجته دولة الإمارات».

واستطرد معاليه: «ترسل الإمارات اليوم للعالم أجمع رسالة محبة ودعوة لنبذ التطرف عبر استضافتها لقطبي الإسلام والمسيحية، فإنها ترسل ومنذ سنوات رسائل للمجتمع الدولي بأهمية وكيفية التسامح مع البيئة، رسائل تشمل تطبيق تجارب محلية ناجحة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد الطبيعية وخفض مسببات التغير المناخي».

منتهياً إلى أن الإمارات وعبر هذا الدور تخاطب العالم أجمع وتؤكد له أن التسامح ليس معاملات يجب أن نفرضها بين البشر، بل سلوك وصفة تنبع من الفرد وتنعكس على محيطة بالكامل من بيئة وبشر وحيوان ونبات، وتتحول لحالة مجتمعية قادرة على استيعاب كافة الأشكال والأجناس والأعراق والمعتقدات وتخلق رادعاً قوياً لأي تطرف.

Email