انطلاق برنامج تدريب النساء العربيات بمدرسة خولة العسكرية

الشيخة فاطمة: الإمارات تسعى دائماً لنشر الأمن بالعالم

Ⅶ عبد الله الهاشمي وعفراء الفلاسي ونورة السويدي والحضور خلال الاحتفال | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، أن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ برنامج التدريب لمجموعة من النساء العربيات على حفظ السلام جاء بسبب الثقة الكبيرة والريادة العالمية التي وصلت إليها دولة الإمارات والمرأة الإماراتية.

مشيرة إلى أن دولة الإمارات تسعى دائماً إلى نشر الأمن والسلام في ربوع العالم.

جاء ذلك في كلمة لسموها وجهتها إلى الاحتفال الذي أقيم أمس بمدرسة خولة بنت الأزور العسكرية إيذاناً بانطلاق برنامج التدريب لمجموعة النساء العربيات، بحضور اللواء الركن طيار عبدالله السيد محمد الهاشمي وكيل وزارة الدفاع المساعد للخدمات المساندة، والعقيد الركن عفراء الفلاسي قائدة المدرسة.

ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، والدكتورة موزة الشحي المديرة التنفيذية لمكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة وممثلين عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي وعدد من المسؤولين.

نشر السلام

وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إنه حدث تاريخي أن تختار هيئة الأمم المتحدة للمرأة دولة الإمارات لتقوم بتدريب مجموعة من النساء العربيات على عمليات حفظ الأمن والسلام.

كما أن هذا الاختيار لم يأت من فراغ لكنه كان نتيجة للسياسة الحكيمة التي رسمتها القيادة الرشيدة للدولة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وسارت على نهجها قيادتنا وهي السياسة التي تدعو إلى التسامح بين الناس ونشر الأمن والسلام في ربوع العالم.

وتابعت سموها: «أن المرأة الإماراتية أصبح لها شأن عظيم في دولتنا فهي تلقى كل الدعم والمساندة من قيادتنا، وقد تمكنت بفضل هذا الدعم من أن تصل إلى كافة المراكز والمناصب وتحقق بذلك التوازن بين الجنسين، حيث للمرأة الحق الدخول إلى كافة ميادين العمل، وتشارك إلى جانب شقيقها الرجل في مسيرة التنمية في البلاد».

وأكدت سموها دعمها لكل امرأة في الوطن العربي وفي دول العالم كافة في مسيرة التنمية في بلادها وفي مجالات الحفاظ على الأمن والسلام في مناطق الكوارث والنزاعات، مشيرة إلى أن المرأة والطفل هما المتضرر الأول من هذه الأحداث، كما أن أعمال الإغاثة للمتضررين ومد يد العون اليهم تحتاج أيضاً إلى حماية، فينبغي أن تدخل المرأة في هذا المجال إلى جانب الرجل.

وأضافت سموها: «لذلك فقد سعينا مع الأمم المتحدة إلى أن نقدم خبرتنا في هذا الميدان، وكانت المنظمة الدولية قد رحبت بتولي دولة الإمارات هذه المهمة كون سجلها الإنساني مليئاً بالأعمال الخيرية وتحتل مركز الصدارة بين الدول التي تمد يد المساعدة للآخرين».

قدرات

وأكدت سمو الشيخة فاطمة أن دولة الإمارات ستواصل النهوض بدور المرأة في جميع جوانب السلامة والأمن لإيمانها بأن تمثيل المرأة في جميع نواحي المجتمع - خصوصاً كقائدات وصانعات قرار – سيجعل مجتمعاتنا أكثر تسامحاً وازدهاراً واستقراراً.

كما أن بناء قدرات المرأة لتمكينها من الانضمام إلى القطاع العسكري وتزويدها بالتدريب اللازم للمشاركة في مهام حفظ السلام هو عمل ضروري يعطي قيمة هائلة إلى فعالية عمليات حفظ السلام، كما يعطي المرأة القدرة على تأدية واجبها الوطني تجاه وطنها وتجاه الآخرين في شتى أنحاء العالم.

ورحبت أم الإمارات بالمتدربات العربيات في الإمارات، وأكدت أن مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية التي سيتدربن فيها مدرسة عريقة أسسها المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه».

وهي أول مدرسة عسكرية في المنطقة مُتخصصة في تدريب النساء على العمل العسكري، وهي مؤهلة تماماً لتنفيذ الدورة التدريبية العسكرية للنساء العربيات اللاتي سيشاركن في برنامج التدريب بناءً على الشراكة بين الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة لبناء قدرات المرأة العربية في المجال العسكري وعمليات حفظ السلام.

جهود

بدوره وجّه معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، كلمة إلى الحفل أكد فيها أن دولتنا بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، دولة محبة للسلام وتسعى دائماً إلى نشر الأمن والسلام في ربوع العالم.

وقال إن الهدف من قيام وزارة الدفاع بتدريب مجموعة من النساء العربيات على حفظ السلام وفق مذكرة تفاهم تم توقيعها بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وبفضل جهود مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، هو تطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام.

وأوضح أن المذكرة تتضمن إقامة دورة تدريبية عسكرية أساسية مدتها ثلاثة أشهر للنساء المدنيات، تليها دورة تدريبية في مجال حفظ السلام مدتها أسبوعان، وذلك بمدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بمشاركة أكثر من 100 سيدة من 7 دول عربية من ضمنها الإمارات.

وقال إن برنامج الدورة سيسهم في إعداد ضابطات الجيش للعمل في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام وزيادة عدد النساء المؤهلات للعمل كضابطات في الجيش وإنشاء شبكات تواصل بين النساء المهتمات بالعمل في المجال العسكري وحفظ السلام.. كما سيسهم البرنامج في النهوض بالأهداف الاستراتيجية لقرار مجلس الأمن رقم 1325 والتركيز بشكل خاص على أهمية بناء القدرات والتدريب.

وأكد معالي البواردي التزام دولة الإمارات في هذا البرنامج بتزويد النساء بالمهارات اللازمة ليتمكنّ من المساهمة في تحقيق السلام والأمن العالميين بدءاً من الدفاع عن مصالح الدولة وانتهاءً بتقديم المساعدات الإنسانية أثناء الأزمات..

ولذلك ستقود وزارة الدفاع عملية التدريب في المجالين العسكري وحفظ السلام بمدرسة خولة بنت الأزور العسكرية والتي تتلقى النساء فيها التدريب العسكري منذ 27 عاماً.

تمكين المرأة

من جانبه قال اللواء الركن طيار عبد الله السيد محمد الهاشمي، وكيل وزارة الدفاع المساعد للخدمات المساندة، إن الهدف من قيام الوزارة بتدريب مجموعة من النساء العربيات على حفظ السلام وفق مذكرة تفاهم تم توقيعها بالشراكة مع الاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة هو تطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام.

وأكد أن تعزيز قدرات ومهارات حفظ الأمن والسلام لدى المرأة العربية والتوجه نحو إعداد كوادر نسائية مؤهلة قادرة على القيام بدور فعال في الدفاع والأمن والسلام الإقليمي والدولي هو وسيلة لغايات وطنية أكبر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية خصوصاً في ظل الصراعات التي تمر بها المنطقة والتغيير السريع والمفاجئ في البيئة الأمنية والاستراتيجية.

وتتحقق تلك الغايات بعملنا المشترك والمستمر نحو تحقيق أهداف تتمثل في تحقيق العلاقات الاستراتيجية بين وزارة الدفاع والمؤسسات الوطنية الأخرى والشركاء الاستراتيجيين الإقليميين والدوليين.

وأوضح أن تنظيم هذا البرنامج التدريبي يأتي تعزيزاً لرؤية دولة الإمارات في تمكين المرأة ودعمها في جميع القطاعات الحيوية، الأمر الذي أثبتته إنجازات الدولة في هذا المجال.

وأكد أن هذا البرنامج التدريبي الميداني يعتبر امتداداً طبيعياً لتاريخ مشاركات الدولة في الأعمال الإنسانية، كما يعكس ثقافة الإمارات المرتكزة على دعم السلم والأمن الدوليين وحقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة في الأمن والسلام وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، ويعكس علاقات الدولة الدبلوماسية مع المنظمات الدولية، ومدى الاهتمام بإبراز دور المرأة وتطوير مهاراتها وقدراتها لتمكينها من إثبات قدرتها في الأعمال السلمية.

وتابع: «لأجل تحقيق ذلك صممنا برنامجاً تدريبياً له خصوصيته، وحرصنا على خلق تحديات وقيود انضباطية للمتدربات بهدف تأهيلهن وصقل مهاراتهن وإكسابهن مهارات ضرورية مثل التحمل والتكييف ورباطة الجأش والقدرة على مناورة التحديات والتغلب عليها، كما سيضع البرنامج المتدربات تحت المفاجآت والظروف الخاصة التي ستواجههن في مناطق الصراع وعمليات حفظ السلام.

والتي تستدعي تدريباً خاصاً، وهو ضروري لصقل مهاراتهن ونقلهن من الصبغة المدنية إلى الصبغة العسكرية المؤهلة للعمل في مناطق الصراع».

وقال الهاشمي إن الخريجات سيحصلن على شهادات مصدقة من الأطراف الثلاثة المشاركة في إدارة وتنفيذ الدورة التدريبية: القوات المسلحة، ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية والأمم المتحدة للمرأة.

شكر وتقدير

إلى ذلك قالت الدكتورة موزة الشحي، المديرة التنفيذية لمكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن الإمارات تحتفل اليوم بانطلاق هذا البرنامج التدريبي الأول من نوعه في المنطقة العربية بل في العالم، كونه يحتوي على شقٍّ عسكري مكثف ويتم تدريسه كاملاً باللغة العربية، وذلك ضمن مشاركة واسعة من 7 دول عربية.

ووجهت فومزيلي ملامبو نكوكا، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، كلمة تقدمت فيها بالشكر والتقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على دعمها المتواصل لكل النساء في العالم ولهيئة الأمم المتحدة للمرأة كما توجهت بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة هذا البرنامج التدريبي الرائد.

وقالت إن حفظ السلام أحد أعظم أدوات هيئة الأمم المتحدة، ووجود المزيد من النساء ضمن قوات حفظ السلام يجعل مهامها أكثر فعالية ويسهم في تخفيض النزاع والمواجهات.

وأكدت أهمية بناء وتطوير قدرات المرأة في مجال العمل العسكري وحفظ السلام الذي يعد أحد أدوات الأمم المتحدة، كما أن وجود المزيد من النساء ضمن قوات حفظ السلام يجعل مهامها أكثر فعالية ويسهم في تخفيض النزاعات والمواجهات.

التدريب على العلوم العسكرية وفن القيادة

أكدت العقيد الركن عفراء الفلاسي، قائد مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، أن المدرسة لها الشرف بأن تكون هي الجهة التي تحتضن هذه الدورة وتستقبل المنتسبات من الدول الشقيقة.

مشيرة إلى أنه سيتم تدريب هذه الفئة على العلوم العسكرية منها المشاة والأسلحة والمسعف المقاتل والأمن الداخلي وهندسة الميدان واللياقة البدنية والجوجيتسو وفن القيادة والدفاع الكيميائي والتعايش ومهارة الميدان والطبوغرافيا ليكن نواة مساهمة بشكل فعال في دولهن من خلال هذه الدورة كأول دورة تعقد للعنصر النسائي. بدورها أعربت نورة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام، عن سعادتها ببدء برنامج تدريب مجموعة النساء العربيات على عمليات حفظ السلام.

وقالت إن جهد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قد تحقق الهدف منه بعد أن رعت مذكرة التفاهم التي وقعتها دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك في شهر سبتمبر الماضي.

ويعتبر برنامج تدريب مجموعة النساء العربيات أول تجربة تجري في دولة الإمارات وسيسهم هذا البرنامج في إعداد ضابطات الجيش للعمل في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام وزيادة عدد النساء المؤهلات للعمل كضابطات في الجيش وإنشاء شبكات تواصل بين النساء المهتمات بالعمل في المجال العسكري وحفظ السلام.

وتأتي هذه الدورة في إطار مذكرة تفاهم وقعت في نيويورك بين كل من وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة والتي تهدف إلى بناء وتطوير قدرات المرأة العربية في مجال العمل العسكري وحفظ السلام وهي المذكرة التي تم التوصل إليها بفضل جهود مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي.

وتنقسم الدورة إلى شقين: الأول هو التدريب العسكري الأساسي، والشق الثاني هو التدريب على حفظ السلام.

Email