سلطان بن أحمد القاسمي: الفرق في الممارسات ثقافي بامتياز

سلطان بن أحمد القاسمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن الفرق في الممارسات ليس فرقاً في الجينات الوراثية بين أمة وأخرى وليس قدَراً لا فكاك منه وليس فرقاً في المناخ أو الجغرافيا أو اللغة والعرق وإنما فرق ثقافي بامتياز فرق في المعارف والقيم والمفاهيم التي بفعل الضخ المتواصل من مصادرها إلى الجمهور تتحول إلى ممارسة تلقائية وواعية في الوقت ذاته تلقائية بمعنى أنها لا تحتاج إلى جهد كبير وواعية لأن أصحابها يلمسون نتائجها ويقتنعون بأهميتها في كل خطوة.

وأشار الى أنه على الرغم من بداهة التحليل أعلاه في ما يتعلق بالفرق الثقافي الذي يحدد الفرق في الممارسات إلا أن الضرورة تقتضي إعادة التذكير به وخاصةً بعد سيادة مفردات ثقافية تعزو الفروق بين الأمم إلى مصادر جامدة لا تتغير كالعرق والجغرافيا هذا التعريف الخاطئ لأسباب الفروق احتجز قدرات بعض المجتمعات على التطور وجعلها تسلّم بأن ما هي عليه دائم وأبدي واستثنى الإرادة والجهد اللازمين لإحداث فرق في منظومة الثقافة السائدة.

ولفت إلى أن السمة الأساسية للثقافة أنها متحركة ومتغيرة وليست ثابتة والأهم من ذلك أنها تتطور بالتجربة والممارسة ما يشير إلى أن الممارسات قابلة للتبدل بتبدل الثقافة .

وقال: لقد زادت الحاجة لهذا النوع من الاتصال الحكومي مع تطور مفاهيم التنمية واكتشاف العلاقة الشرطية بينها وبين سلوكيات الناس وتوجهاتهم فالحديث عن استدامة الموارد على سبيل المثال هو حديث عن ترشيد استهلاكها من قبل الأفراد والمجتمع ومؤسساته وكذلك الحديث عن البيئة واستدامتها والصحة والتعليم والنظافة والنظام العام هو حديث عن سلوكيات الناس المرتبطة بها.

وأكد أنه بات من الضروري أن تنتقل التنمية من كونها شعارات وسياسات حكومية إلى وعي فردي وجماعي يترجَم بالمواقف والتصرفات وهذا لا يتحقق إلا إذا انتقل الاتصال الحكومي أولاً من الإرشاد والتوجيه إلى بناء الثقافة وتأسيس الوعي عبر خطط ممنهجة ومعززة بكل ما يلزم لنجاحها وبالعودة إلى ما سبق في هذه الفقرة نستطيع القول إن استدامة التنمية مرهونة بعمق الوعي التنموي لدى الجمهور.

وقال إن وحدات الاتصال الحكومي تستطيع أن تخلق لدى الجمهور ثقافة ووعياً تجاه قضية معينة لكن ليس من السهل تحويل الثقافة إلى ممارسة وسلوك يومي بالاعتماد على الاتصال وحده وهنا نحتاج إلى تضافر عدة عوامل لضمان النجاح أولاً.. أن تنسق الجهات الحكومية خطواتها في تصميم وتنفيذ حملات الاتصال بحيث يتلقى الجمهور المعلومة والرسالة ذاتها من مصادر متعددة في نفس الوقت وهذا يتطلب إيجاد مرجعية موحدة لهذا النوع من الحملات.. وثانياً أن يعمل الاتصال الحكومي إلى جانب أدوات أخرى للتأثير في وعي وثقافة الجمهور.

وتابع «أما ثالثاً فأن يشترك خبراء الاتصال مع خبراء السلوك والنفس وعلماء الاجتماع لتصميم حملات تغيير السلوك حيث إن طبيعة السلوك البشري معقدة والتعامل معها بقصد التغيير عملية دقيقة تحتاج إلى مراعاة حساسية الجمهور تجاه أي دعوة للتغيير.. ورابعاً من الضروري أن تعبّر فرق الاتصال عن ثقتها بالجمهور وبقدرته على تطوير ممارساته ومسلكياته اليومية وعلى هذه الثقة أن تكون واضحةً وملموسةً في رسائل ومفردات حملات الاتصال».

عادات

عند تصنيف الأمم والشعوب تبرز العادات والممارسات اليومية للناس كمؤشر لمكانتها وعندما نزور بلداً ما تترك سلوكيات أهله في نفوسنا انطباعات تفوق ما تتركه المباني والمرافق والبنى التحتية والخدمات على أهميتها لأن السلوك الجيد الملتزم يعني الألفة والنظافة والنظام ويعني سلاسة التعامل واحترام الخصوصيات وحفظ الحقوق ويعني في المحصلة الوجه الحضاري الإنساني لأي شعب.

Email