المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانيـة يرسّـخ الإمــارات عاصمـة عالميـة للتسامـح

سلطان الرميثي متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مجلس حكماء المسلمين، الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

ويتخذ من أبوظبي مقراً لأمانته العامة، أن المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي سيقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الفترة ما بين الثالث والرابع من فبراير الجاري سيشارك فيه مجموعة من الزعماء الدينيين وممثلي الأديان والمنظمات الدولية،بهدف التوصل إلى إطار مشترك للتعاون مع محبي السلام لتحقيق أخوية الإنسان.

مشيراً إلى أن المؤتمر يرسخ مكانة الإمارات عاصمة التسامح عالمياً.وقال الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس بمقر المجلس في أبوظبي بهذه المناسبة، إن كلاً من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، سيلقيان الكلمة الافتتاحية في ثاني أيام المؤتمر للبناء عليهما في بلورة مشروع «الأخوة الإنسانية».

وأوضح أن 75 متحدثاً من كبار وممثلي الأديان والمنظمات الدولية أكدوا حضورهم والمشاركة في المؤتمر.

مشيراً إلى أن جلسات المؤتمر ستتناول ثلاثة محاور رئيسية على مدار يومين حول: منطلقات الأخوة الإنسانية، والمسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، والتحديات والفرص الخاصة بالإخوة الإنسانية، لافتاً إلى أنه سيتم أيضاً عقد 6 ورش عمل في اليوم الأول والثاني في منصات التسامح والإنسانية والتعايش كل على حده.

وأشار الدكتور الرميثي إلى أن اختيار دولة الإمارات لاحتضان هذه المؤتمر العالمي يؤكد أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي من خلال التزامها بالمبادئ الإنسانية الثابتة التي رسّخها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، التي ارتكزت على تعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.

إضافة إلى العمل على بناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب المختلف، ومبنية على قاعدة التسامح والانفتاح بعيداً عن نزعات الصدام والتطرف.

وأشار إلى حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، كما تضم قائمة الحضور أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ونيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الكنيسة المارونية في الجمهورية اللبنانية.

والدكتور جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي، ونيافة الأنبا يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والقس أولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، وسماحة السيد علي الأمين عضو مجلس حكماء المسلمين، إلى جانب العديد من القيادات والشخصيات الرائدة في المجالات الفكرية والإعلامية، التي تشكل النسيج العالمي للأخوة الإنسانية.

وقال الدكتور سلطان الرميثي: «نسعى من خلال استضافة هذه الكوكبة من المتحدثين والحضور من مختلف الأديان والأعراق إلى إعلاء قيم التسامح والمحبة بين البشر كونها السبيل لتحقيق مبدأ العيش المشترك من أجل الوصول إلى فضاءات الأخوة الإنسانية».

وئام وتسامح
وأضاف: «يتطلع المجتمعون في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية إلى تحقيق أهداف واضحة تتمثل في التأكيد على خطاب التسامح والوئام، والتأسيس لمرحلة جديدة جوهرها الإخاء الإنساني وقبول الآخر وتبني الاعتدال، ومجابهة ثقافة الكراهية والأفكار التي تهدد السلم والأمان المنشودين».

وستتضمن أعمال المؤتمر جلسات علمية تسلط الضوء على منطلقات الأخوَّة الإنسانية، وتفتح النقاش بين المتحدثين والحضور حول إرساء ثقافة السلم بديلاً للعنف والنزاعات العقائدية والعرقية.

وترسيخ المواطنة بمفهومها الشمولي كما أقرتها الأديان والمواثيق الإنسانية، التي تضع الأوطان فوق كل اعتبار، وكذلك مواجهة التطرف الديني، الذي يهدد الكثير من المجتمعات جراء انتشار فكر الإقصاء والانعزال بديلاً للتعايش والحوار.

وسيناقش المؤتمر أيضاً المسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية، وذلك من خلال تعزيز أواصر التعاون بين الشرق والغرب لتحقيق السلام العالمي المنشود، وتفعيل مسؤولية المنظمات الدولية والإنسانية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وأيضاً تفعيل دور المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية في تعزيز ثقافة الأخوة في المجتمع من خلال حملات التوعية.
التحديات والفرص

ويبحث المجتمعون خلال جلسات المؤتمر التحديات والفرص التي تواجه الأخوة الإنسانية بمختلف أشكالها، والتي تعلي مسألة الضمير الإنساني والأخلاق الدينية وتتطرق إلى سبل محاربة نزعات الأنانية والاستحواذ والتعصب الديني وثقافة الكراهية وأثرها في إذكاء الصراعات والنزاعات.

وأكد الدكتور الرميثي أن مجلس حكماء المسلمين يُولي مشروع القوافل اهتماماً خاصاً، لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، بكافة دول العالم، لافتاً إلى أن تلك القوافل تضم مجموعات علمية أزهرية متخصصة في الشريعة الإسلامية وعلومها، يتحدثون لغة الدولة التي يقومون بزيارتها.

وتقوم هذه القوافل بتنظيم أنشطة علمية وفكرية مكثفة في شهر رمضان المعظم، تشتمل على ندوات دينية ولقاءات فكرية ومحاضرات علمية في عدد من المؤسسات الدينية والأكاديمية؛ تهدف لتصحيح المفاهيم، وتخفيف حدة التوتر الديني الذي يحيط بكثيرٍ من المجتمعات المسلمة؛ وذلك بالتعاون مع الأزهر الشريف.

حيث إن الهدف يتمحور حول نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة التي تحضّ على ذلك.

وتطرق الدكتور سلطان إلى التعريف بمجلس حكماء المسلمين وأشار إلى أنه هيئة دولية مستقلة تأسست في 21 رمضان من عام 1435 هـ، الموافق 19 يوليو عام 2014، يرأسها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.

وتجمع كوكبة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال، بهدف المساهمة في تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمة الإسلامية في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام.

ويعتبر المجلس الذي يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له أول كيان مؤسسي يهدف إلى توحيد الجهود في لمّ شمل الأمة الإسلامية، وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وتشيع شرور التطرف والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود.
دعوة

أعرب أمين عام مجلس حكماء المسلمين الدكتور سلطان فيصل الرميثي عن تقديره واعتزازه بالكلمة المصورة التي تحدث فيها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن زيارته المرتقبة إلى دولة الإمارات والتي وصفها قداسته بأنها دار الازدهار والسلام ودار الشمس والوئام ودار التعايش والسلام.

مؤكداً أن هذه الكلمة على الرغم من بساطتها فإنها حملت الكثير من الدلالات والمعاني العظيمة الداعية إلى المحبة والسلام والتسامح بين الأديان السماوية.

وأشار الدكتور الرميثي إلى أن قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يعد شخصية إنسانية من طراز فريد، ومواقفه وخطاباته الداعية إلى المحبة والسلام لا يمكن حصرها، مؤكداً أن قيادة وشعب الإمارات والشعوب العربية والإسلامية تلقت هذه الكلمة بكل فخر وإجلال، مثلما تلقت خبر زيارته التاريخية للدولة بكل محبة واعتزاز.

وثمن الأمين العام للمجلس قرار الحكومة الرشيدة بتخصيص يوم الثلاثاء الموافق الخامس من فبراير المقبل إجازة خاصة مقصورة على العاملين في القطاع الخاص الحاصلين على تصاريح للمشاركة في الفعاليات التي ستقام في استاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي.

بالتزامن مع زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، داعياً جميع المقيمين في مختلف إمارات الدولة للمشاركة في هذه الفعالية العالمية وهذا العرس الإنساني الكبير للتعبير عن أجواء المحبة والتسامح التي ينعم بها الجميع في الدولة، وبما يدعم مكانة الدولة كنموذج فريد في تعزيز قيم التسامح في عام التسامح والانفتاح على الآخر.

سلطان الرميثي: الزيارة تعزز مبـادئ الحـــوار الحضــاري الإنسـاني

أكد الدكتور سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أن كلمة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، التي وجهها اليوم بمناسبة زيارته التاريخية إلى دولة الإمارات في الثالث من فبراير المقبل تحمل في مضمونها دلالات عميقة ورسالة محبة وسلام للعالم أجمع.

وتؤكد على النموذج المتسامح لدولة الإمارات الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه» والذي تتبناه الدولة في قوانينها ومبادراتها ومشروعاتها. وحول استضافة الإمارات لهذه الزيارة التاريخية قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين:

«ليست مصادفة أن يلتقي نخبة من الرموز والقيادات الدينية في العالم على أرض دولة الإمارات للتباحث بشأن كيفية تعزيز السلم العالمي والأخوة الإنسانية، فهي صاحبة إرث طويل وتجربة حاضرة في التعايش والتفاهم بين الشعوب والأديان والأعراق».

مشيراً إلى أن زيارة قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر إلى الإمارات تسهم في تعزيز السلام العالمي وترسيخ مبادئ الحوار الحضاري الإنساني والتصدي لدعوات التعصب والانعزال والكراهية القائمة على عصبيات العرق أو الدين أو الفئة أو الانتماء الثقافي.
مجتمع متنوع

وحول أهمية الزيارة التاريخية التي تتزامن مع عام التسامح.. قال الدكتور سلطان فيصل الرميثي: «تعتز دولة الإمارات وشعبها -من المواطنين والمقيمين على حد سواء- بكونها مجتمعاً متنوعاً ومنسجماً يحتضن جميع الأديان والخلفيات العرقية ولطالما قدمت الإمارات نموذجاً حقيقياً لممارسات التسامح والسلام والتعايش التي توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل.
200 جنسية

ورداً على سؤال حول دور الإمارات بوصفها حلقة وصل بين الشرق والغرب قال:

«إن دولة الإمارات التي تضم على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف الأعراق والأديان والخلفيات الثقافية يعيشون معاً في تناغم ووئام واحترام متبادل هي مشروع حضاري إنساني متكامل الأبعاد؛ لأنها تمتلك وتطبق وتواصل تطوير نهج قيمي شامل يقوم على مبادئ إنسانية عالمية جامعة تؤهلها لتكون جسراً ثقافياً عابراً للخلافات وهمزة وصل بين مختلف المجتمعات والحضارات الإنسانية الساعية للسلام والتنمية والتعاون والبناء».

دعوة للتسامح

ورداً على سؤال عن دور الأديان في الدعوة إلى التسامح ونبذ الكراهية بين الشعوب قال:

«إن للأديان دوراً مركزياً في الدعوة إلى التسامح، فهي تحرك الملايين من المؤمنين برسائلها والحريصين على الالتزام بتعاليمها، وفي عصر المعلومة الفورية ومنصات التواصل الإلكترونية والعولمة الثقافية أصبح بمقدور الشخصيات الدينية المرموقة الاستفادة من الإعلام الرقمي للتواصل مع الشباب والتذكير بالقيم الإنسانية العليا التي تدعو إليها الأديان من التسامح والصدق».

قيم مشتركة

وعن العوامل المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية وإمكانية البناء عليها للمستقبل، قال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: «تدعو الديانتان الإسلامية والمسيحية إلى قيم إنسانية مشتركة هي حُسن الخلق واحترام الحقوق والتسامح والرفق بالكائنات كافة، وطِيب المعاملة وحُسن الجوار وإغاثة الملهوف ومد يد العون للمحتاج، وإطعام الجائع، وإيواء الخائف.

والعطف على الصغير، وتوقير الكبير، وحفظ الأسرة وفعل الخير ونبذ الشر وترك الظلم وحرمة الدم والترفع عن التعصب وتقبل الآخر المختلف»، مشيراً إلى أن احترام كرامة الإنسان جزء لا يتجزأ من الحرمة الدينية في كل الأديان والحوار هو أساس العلاقات السليمة بين البشر وتعليم قيم الفضيلة للنشء يكون أجيالاً متسامحة.

Email