محمد بن راشد بشّر بالثورة الصناعية الرابعة قبل 18 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تميزت الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أمام منتدى دافوس قبل 18 عاماً، ببلاغتها وإيجازها، وبثراء المضمون، وعكست وعياً وإدراكاً لواقع الوضع العالمي، واستشرفت آفاقه المستقبلية.

سموه حدد حتمية التغيير وحتمية التعامل معه بجرأة، عندما قال: «في زماننا هذا يحدث التغيير بسرعة غير مسبوقة، ويخلق واقعاً جديداً تماماً يؤثر على كافة جوانب حياتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً»، بعيداً عن الإنشائية والشعارات الضبابية.

كان لافتاً ومثيراً للنخبة العالمية أن يؤكد سموه «المعلومات، فقد صارت المصدر الرئيس لتوليد القيمة المضافة.. سواء في الزراعة أو الصناعة أو الخدمات».

فالاستثمار الكبير في التعليم والأبحاث والتدريب يخلق المعلومات والبيانات التي لم تعد مجرد رغبة عابرة أو ترف، بل أصبحت نفطاً جديداً وضرورة ملحة تتطلب حشد كل الجهود والإمكانيات على مستوى الدولة والقطاع على حد سواء.

وشهد العالم خلال العام الماضي ولادة الثورة الصناعية الرابعة وعمودها الفقري ممثلاً بالمعلومات والبيانات، لتثبت تلك «الولادة» شمولية الرؤية والطرح والتطبيق عبر نهج متكامل وخطوات محددة في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية.

وتردد صدى رؤية سموه وقراءته الدقيقة للمستقبل، عندما شهد العالم، أمس، تأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات، بهدف تطوير آليات وخطط عمل وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات.

والإسهام في تبني التكنولوجيا وأفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ما يعزز توجهات قيادة الإمارات بأن تصبح الدولة نموذجاً عالمياً رائداً في المواجهة الاستباقية لتحديات المستقبل، وتطويع الأدوات التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة لخدمة المجتمع.

يأتي المركز درعاً منيعة لما أشار إليه سموه قبل 18 عاماً بقوله: «إذا زاد اتساع الفجوة الرقمية لا يعود ممكناً الاقتراب من التحدي الحقيقي، وهو تجسير الفجوة بين الذين يملكون المعرفة».

مثّلت كلمة سموه مثالاً للجرأة المحسوبة وإحساساً عالياً بالمسؤولية لطرحها أمام منتدى عالمي بهذا المستوى يضم أكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة، ونحو 1200 من صناع القرار السياسي والاقتصادي والتكنولوجي أيضاً على مستوى العالم. وبتأسيس مركز الثورة الصناعية الرابعة في دولة الإمارات، بمنطقة 2071، في أبراج الإمارات بدبي، يكون المركز الأول من نوعه في المنطقة، إلى جانب 4 مراكز، في الولايات المتحدة الأميركية واليابان والهند والصين.

Email