إطـــــلاق الشعــار الـــرسمي للقاء الأخوة الإنسانية على أرض الدولة

الإمارات تستعد للزيارة التاريخية المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر 3 فبراير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للزيارة التاريخية المشتركة لكل من قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى الدولة.

وتجسّد الزيارة التي تمتد في الفترة ما بين 3 و5 من فبراير المقبل الدور الرائد الذي تؤديه دولة الإمارات العربية المتحدة عاصمةً عالميةً للتسامح والأخوة الإنسانية.

وتم أمس إطلاق الشعار الرسمي للقاء الأخوة الإنسانية الذي سيجمع القطبين الدينيين الكبيرين على أرض الإمارات، ويعكس هذا الشعار قيم التآخي والمحبة والسلام والتعايش السلمي بين الشعوب.

وتعد هذه الزيارة الأولى للبابا فرانسيس إلى منطقة الخليج العربي، كما أنها المرة الأولى التي تتزامن فيها زيارة بابوية لأي دولة في العالم مع زيارة أخرى لرمز ديني كبير بحجم فضيلة الإمام الأكبر تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ولفت الدكتور سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إلى أنه من المقرر عقد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي سيلقي الضوء على جهود الإمارات في تعزيز قيم التسامح عالمياً ويظهر نموذج الإمارات في بناء مجتمعات سلمية متعايشة.

وأوضح أن المؤتمر سيجمع 700 شخصية مرموقة من كافة الأديان من دول العالم، وسيتناول المؤتمر 3 محاور رئيسة هي منطلقات الأخوة الإنسانية والذي يتضمن ترسيخ مفهوم المواطنة وآليات مواجهة التطرف والعنف فكرياً ودينياً.

وأشار إلى أن المحور الثاني يتناول المسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة والذي يتضمن مسؤولية الشرق والغرب، والمؤسسات الدينية لتحقيق السلام العالمي، كما يتناول المحور الثالث التحديات والفرص التي تواجه التعايش السلمي وآليات مواجهة التطرف الديني والصراعات والنزاعات بين أصحاب الأديان والعقائد.

جدول الزيارة

ويتضمن جدول الزيارة مجموعة من الفعاليات والأنشطة على هامش لقاء قداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر لتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر السلام العالمي. وتعد هذه الزيارة التاريخية وما يصاحبها من فعاليات إحدى المحطات المهمة التي تجسّد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز حوار الأديان والقيم المشتركة بينها مثل التسامح والتعايش السلمي بين كل البشر من جميع الديانات والعقائد.

ومن المقرر أن يقوم قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بإحياء قداس في مدينة زايد الرياضية في 10.30 من صباح يوم 5 من فبراير المقبل، بمشاركة أكثر من 135 ألف شخص من المقيمين في الدولة ومن خارجها، ومن المتوقع أن يكون هذا القداس أحد أكبر التجمعات في تاريخ الإمارات حتى الوقت الراهن.

وسيزور قداسة البابا فرانسيس وفضيلة الإمام الأكبر جامع الشيخ زايد الكبير وضريح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كما سيلتقي البابا بأعضاء مجلس حكماء المسلمين.

فخر

وتفتخر دولة الإمارات منذ تأسيسها بتعزيزها لقيم التعايش والتسامح بين جميع المقيمين على أرضها من الجنسيات والأديان، ويشهد تنظيمها لهذا الزيارة على القيم الإماراتية المبنية على التعايش السلمي والتسامح في إطار تعزيز مكانتها كمنصة عالمية للحوار والتآخي والتضامن الإنساني.

وستقوم أبوظبي في 4 فبراير باستضافة لقاء الأخوة الإنسانية الذي سيحضره قيادات دينية من جميع أنحاء العالم. ولهذه الزيارة المشتركة لقداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر لدولة الإمارات أهمية خاصة فالدولة تحتفل في 2019 بعام التسامح، ويشير ذلك إلى دورها في تشجيع الاستقرار والازدهار في المنطقة. ويأتي عام التسامح بعد الاحتفاء بعام زايد في 2018 وعام العطاء في عام 2017.

تاريخ عريق

وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة تاريخاً عريقاً في التعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر الدينية فقد تأسست أول كنيسة كاثوليكية في الدولة بأبوظبي عام 1965. كما وجد علماء الآثار بقايا كنيسة ودير على جزيرة صير بني ياس يرجع تاريخها للقرن الـ 7 ميلادي. ويوجد في الإمارات حالياً 76 كنيسة ودار عبادة للديانات والعقائد المختلفة بعضها تبرعت لها الدولة بأراضٍ لإقامتها.

ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسم مريم أم عيسى، عليهما السلام، على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات التي حثنا عليها ديننا الحنيف والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية.

ومن أبرز الجوائز في هذا المجال جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية، التي تنطلق من التعاليم الإسلامية السمحة، وتتجلى فيها معاني التسامح والاعتدال، فضلاً عن دورها في خلق قنوات للتواصل مع الشعوب كافة، تعزيزاً للعلاقات الدولية، وتحقيقاً للسلام العالمي.

Email