مسؤولون وأكاديميون: أهم خطوة للإدارة الناجحة رسم طريق المستقبل

التخطيط الاستراتيجي الممنهج أساس التميّز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد مسؤولون وأكاديميون أن التخطيط الاستراتيجي الممنهج أساس التميز، وأن التخطيط السليم من أهم عناصر الإدارة الصحيحة لتحقيق الأهداف المنشودة ورسم طريق واضح للمستقبل، وأن التخطيط أول وأهم خطوة للإدارة الناجحة، وأن التحفيز يعد أساساً لذلك.

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي:

تعكس الوصايا العشر للإدارة الحكومية التي يقدمها لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، رؤية قائد عالمي فذّ ومتميز أسس التخطيط الاستراتيجي الممنهج في حكومة دولة الإمارات، استطاع تغيير منظومة العمل الحكومي فأصبحت تنافس القطاع الخاص في مختلف المجالات.

وتحمل الوصية الثالثة «ضع خطتك!» درساً مهماً في القيادة سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو حتى في الحياة الشخصية لكل واحد منا، ويضاف هذا الدرس إلى الدروس التي نتعلمها من سموه كل يوم، التي تشكل نبراساً نهتدي به في مسيرة عملنا في حكومة دبي.

حيث يعد التخطيط السليم من أهم عناصر الإدارة الصحيحة لتحقيق الأهداف المنشودة ورسم طريق واضح للمستقبل وفق خطط استراتيجية طويلة الأمد تضمن مواكبة التغيرات المتسارعة واستمرارية التميز وتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل لأجيالنا القادمة.

ويجب أن تكون هذه الخطة نتيجة جلسات عصف ذهني يشارك فيها فريق العمل بالكامل لمناقشتها ودراستها والوقوف على متطلباتها وتحديد مسؤولية كل عضو من أعضاء الفريق.

وبذلك يكون الجميع جزءاً من هذه الخطة بما يحفزهم على تقديم أعلى مستويات الأداء والإسهام في تعزيز التنافسية، إضافة إلى ذلك، يتم تقييم كل مرحلة من هذه الخطة وتحديد الثغرات إن وجدت والعمل على علاجها ووضع الحلول الاستباقية للمراحل التالية من الخطة ذاتها.

معطيات

 


من جانبه، أوضح الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، أن عدم التخطيط يعد تخطيطاً للفشل، مشيراً إلى أن الخطط تعد ديناميكية وليس من الحكمة الإصرار على خطة ما، إذ إن الظروف تتغير وقد تتوفر فرص جديدة، لذا فإن الخطط يجب أن تكون متجددة باستمرار ولكنها تصبّ في الأهداف نفسها.

وقال المهيدب: من المهم تحديد الأهداف العامة لأي مؤسسة أو فريق عمل، ومن ثم إشراك فريق العمل في وضع الخطط والخطوات التي تصب في الهدف نفسه، وبعد ذلك متابعة تنفيذها، مشيراً إلى أن التجديد السنوي للخطط ومتابعة التنفيذ بشفافية وبروح الفريق وبمستوى عالٍ من الأداء هو أساس العمل الإداري.

وأضاف الدكتور المهيدب أن الخطوة الثانية تأتي من خلال تحفيز فريق العمل، ومن المعروف أن أفضل تحفيز هو متابعة المسؤول لإنجازات الفريق وتقدير المؤسسة للأعمال المتميزة فيها لخلق ثقافة التميز. والجزء الأكبر من موظفي أي جهة، وخاصة في بداية أو منتصف حياتهم المهنية، لديهم حافز ذاتي للتميز وتحقيق الذات، مع القدرة على تحديد أهدافهم الشخصية والمهنية بصورة تتوافق مع أهداف جهة العمل.
قياس الأداء

بدوره، أكد الدكتور يوسف القصير مدير إدارة شؤون الطلبة والإعلام الجامعي بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي، أن التخطيط أول وأهم خطوة للإدارة الناجحة، إذ يجب أن يصبح بعد ذلك نشاطاً .

مستمراً يتضمن مراجعة الأهداف عند إحراز التقدم، ونصح بوضع خطة استراتيجية للمدى الطويل وميزانية سنوية للمدى القصير، كما يجب أن يشتمل التخطيط أيضاً على تطوير نظام قياس الأداء، حيث ينبغي أن يكون وضع الخطط الاستراتيجية والغايات والأهداف نقطة انطلاق لقياس جهود أداء البرنامج.

وأضاف أن التحفيز يعد أساس أي إدارة ناجحة، وهو عبارة عن مجموعة من العوامل الخارجية أو الداخلية التي تؤثر على رغبة الموظف بأن يلتزم في دوره ومسؤولياته الوظيفية.

كما أن استخدام الأساليب التحفيزية والاهتمام بمقومات الحياة الأساسية تمكن الموظفين من تلبية احتياجاتهم الأساسية وتأمين ظروف الصحة والسلامة، فضلاً عن الوفاء وتحقيق الذات والاحتياجات النفسية، مع تقديم برامج التدريب التي تساعد على التحسين من كفاءة العمل وتشجيع الموظفين بشكل صحيح.

وأوضح أن مراقبة الأداء الوظيفي في المنظمات تعد من أهم الوظائف الإدارية التي لا يمكن التخلي عنها، كونها الدعامة الأساسية والوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات لتقديم الأداء بموضوعية، حيث يعمل القائم بهذه المهمة على الإصغاء للمشكلات والعراقيل التي يعاني منها الموظفون، من خلال السعي إلى جمع معلومات ذات صيغة موضوعية تساعد المسؤولين على اتخاذ القرار.
مواكبة التطور

من جهته، أوضح الدكتور علي الكعبي، نائب مدير جامعة الإمارات للشؤون المالية والإدارية، أن ما أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في رسالة التوصيات، هو نهج وطني ودليل عمل استراتيجي في تطوير العمل الإداري المبني على رؤية مستقبلية طموحة، ترتكز على أحدث علوم الإدارة، التي تتخذ من التقنيات الحديثة أسلوباً ومنهجاً عملياً غير تقليدي.

فالعمل الإداري لم يعد مجرد تطبيق لقرارات إدارية وتنفيذ خطط عادية، بل بات يحمل بعداً مستقبلياً، من خلال التخطيط المبرمج المبني على تحليل النظم الإدارية والاقتصادية، والمؤسس على قوانين وتشريعات ناظمة.

بحيث يصبح العمل الإداري منظومة وطنية من الحرص على التخطيط والإدارة المستقبلية للبرامج والاستراتيجيات لآليات العمل التي يجب أيضاً أن تتحلى بالمرونة والقدرة على التطبيق مع التحولات المتسارعة والنمو الذي تشهده الدولة في جميع المجالات.

فكر مستنير


وقال الدكتور أحمد العموش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، إن وصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بوضع الخطط إنما هي «وصية تنوير» تمثل في فكر سموه العقلانية والفكر الرشيد.

وعندما يتحدث عن التخطيط فإنه يتحدث عن التكليف والإدارة العقلانية الرشيدة في عصر التكوين الفكري والمعرفي، إنها بحق رؤية رشيدة عقلانية لشخصية قيادية فذة، مضيفاً أن التوصيات في مجملها وخاصة فيما يتعلق بدور القائد في معرفة الاتجاه وإرشاد فريقه وتحفيزهم، هي في حقيقة الأمر فكر يحاكي التطورات العالمية والمجتمعات المتقدمة، خاصة المجتمعات المرتكزة على المعرفة والتخطيط العلمي.

وأضاف: التخطيط يحاكي التقدم المعرفي والثقافي والفكري، ولا يوجد نجاح أو منجز من دون أن يكون هناك خطط وبرامج، فالعشوائية تقود حتماً إلى الفشل وضياع المجهودات، وما وصلت إليه الدولة ما هو إلا انعكاس للنهج الذي تسير عليه منذ سنوات طويلة، ولا تزال.
مراجعة دورية

بدوره، أكد الدكتور خالد الصالح نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية بجامعة عجمان، أن وصية «ضع خطتك» تعد مهمة لأن الإدارة الناجحة تعتمد اعتماداً كاملاً على الخطط ووضع البرامج لتحقيق مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية التي تم وضعها، لافتاً إلى أنه يجب أن يُحدَّد لكل مؤشر رقمان، الأول ما تم تحقيقه في المؤشر خلال عام وتحديد النسبة المئوية له.

والرقم الثاني تحديد الأهداف لما يخطط له للعام المقبل، كما أن أهمية وضع الخطط أهمية محورية مدعمة بمؤشرات الأداء وأرقام محددة يمكن قياسها من دون لبس ليتم قياس ما تم تحقيقه خلال المرحلة الزمنية التي وضع لها.

وأضاف أن الإشراف الناجح للخطط يكون بالمراجعة الدورية من خلال تقسيم الفترة السنوية إلى 4 مراحل، أو شهرية، ومن ثم متابعة مدى التقدم في كل محور أو مؤشر أداء، إضافة إلى إيجاد طرق لقياس مدى الإنجاز.

دور مهم للبيانات في كفاءة وفعالية التخطيط

أكد يونس آل ناصر مساعد مدير عام دبي الذكية والمدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، أن التوقعات العالمية لأثر التقنية على مختلف القطاعات في العام 2019 أعطت تطبيقات البيانات دوراً استراتيجياً في رفع كفاءة وفعالية التخطيط في المؤسسات، ومن هنا تزداد الأهمية الاستراتيجية للتخطيط في حياة كل قائد حكومي يرغب في دخول المستقبل منذ الآن وضمان النجاح والتفوق في عالم شديد المنافسة.

ولذا جاء التخطيط «ضع خطتك» ثالث الوصايا العشر للإدارة الحكومية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكون طريقنا للمستقبل الذي يراه هدفاً لنا في دبي والإمارات.
منافسة
وقال آل ناصر: لم يعد للارتجال وضعف التخطيط مكان في عالم اليوم شديد المنافسة، مضيفاً: من لا يتقن التخطيط فرحلاته دائماً قصيرة ونتائجها هزيلة، وقيادتنا الحكيمة جعلت السبق حتى في الرؤية وبعد النظر سمة فارقة لدبي.

فعندما كان العالم يحبو أو يخطو خطواته الأولى في توظيف الإنترنت أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حكومة إلكترونية ثم ذكية ثم حكومة مستقبل ولن نتوقّف. وكان التخطيط في مقدمة كل خطوة، ولذلك يجب على الجميع وضع خطته، والقدرات التي أوجدناها مع الشركاء في منصة بيانات دبي ستكون ممكناً جوهرياً للتخطيط في حكومة دبي.

3 ضع خطتك!

عندما لا تخطط فأنت تخطِّط لفشلك، دور القائد الأساسي هو معرفة الاتجاه، وإرشاد فريقه نحوه،

وتحفيزهم باستمرار للوصول إليه.

إذا أخفقتَ في وضع خطة، فأنت تسير بغير هدى، ولا يهمّ أين تصل، لأنك لن تصل إلى شيء ذي قيمة.

Email