دبي تجني اليوم ثمـار مقاربتها الاقتصادية بمشاريع ريادية

«دوبال» رواية النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحفل تاريخ شركة دبي للألمنيوم «دوبال»، بإرثٍ عريقٍ، صنعته الشركة على مدى السنوات السابقة لعملية دمجها رسمياً مع «إيمال»، ليرسما معاً الآن من خلال شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، تاريخاً حافلاً بالإنجازات، مستمر منذ نحو 40 عاماً، وجعلت الدولة منتجاً رئيساً في العالم لـ «معدن المستقبل».

تعود جذور «دوبال» إلى 5 مايو 1975، عندما وقع المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، مرسوماً بإنشاء «دوبال» كمشروع مشترك، لبناء مجمع مصهر على مساحة 475 هكتاراً، بالقرب من قرية جبل علي.

باكورة الإنتاج

وبرزت شركة «دوبال» إلى الساحة، عندما دشنت باكورة إنتاجها في نوفمبر 1979، بقدرة سنوية أولية للمصهر وصلت إلى 135 ألف طن، تضاعفت 7 مرات، وصولاً إلى 950 ألف طن في نهاية 2008. وإلى جانب إنشاء المصهر، تم كذلك بناء محطة لتحلية المياه، بطاقة إنتاجية 30 مليون غالون من المياه الصالحة للشرب، وذلك لخدمة احتياجات دبي في ذلك الوقت.

تطورات عدة مرت بها «دوبال» بعد تدشينها، حيث تكون مصهرها من تسعة خطوط إنتاج ومحطة كهرباء، بطاقة إنتاجية 2100 ميغاوات، ومصنع ضخم للكربون، و3 منشآت للصب، وفي أكتوبر 1990، بدأت أول مرحلة توسعة أطلق عليها اسم «العمق»، حيث تم بناء خط الإنتاج الرابع، بزيادة تصل إلى 65 ألف طن سنوياً.

وفي سبتمبر 1996، بدأت ثاني مرحلة توسعة في دوبال، والتي أطلق عليها اسم «الصقر»، حيث بدأ بناء خط الإنتاج الخامس، الذي أضاف ما يقارب 131 ألف طن متري سنوياً من الألمنيوم.

وفي يونيو من عام 1999، بدأت مرحلة توسعة الخط السادس، والذي أضاف 131 ألف طن متري من الألمنيوم، أطلق على هذا المرحلة اسم «كوندور»، ثم في سبتمبر من عام 2003، بدأت عمليات التوسعة لإضافة خط الإنتاج التاسع، والذي أطلق عليها «الباز»، أضافت هذه التوسعة ما يقارب 125 ألف طن متري سنوياً من الألمنيوم.

توحيد الأعمال

وفى يونيو 2013، قفزت شركتا ألمنيوم دبي المحدودة «دوبال»، والإمارات للألمنيوم «إيمال»، عبر اتفاقهما على توحيد أعمالهما تحت شركة جديدة، مملوكة مناصفة لكل منهما، تسمى «شركة الإمارات العالمية للألمنيوم»، إلى قلب التغييرات التي تموج بها صناعة الألمنيوم في العالم.

ومثلت عملية الدمج بين «دوبال» و«إيمال» حينها، بداية انطلاق مجموعة من المبادرات الضخمة، والمشاريع العملاقة التي سوف يكون لها بالغ الأثر في تشكيل معالم خريطة صناعة الألمنيوم على الصعيد العالمي، خاصة أن «دوبال» و«إيمال» تزخران بإمكانات وخبرات وتجارب، وهو ما أهلهم لترسيخ مكانة دولة الإمارات ضمن اللاعبين الكبار في هذه الصناعة.

فمن جانب، تمتلك «دوبال» قاعدة من الخبرة والتميز، كشركة رائدة في مجال إنتاج الألمنيوم على الصعيد العالمي، ومن جانب آخر، يحفل سجل «إيمال» بالإنجازات، على صعيد إطلاق مشاريع التطوير العملاقة.

طلب متزايد

واليوم، تسهم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، المملوكة مُناصفة لكل من شركة مبادلة للاستثمار من أبوظبي، ومؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية من دبي، في تحقيق أهداف التنوع الاقتصادي التي حددتها «رؤية الإمارات 2021»، وذلك عبر منتجاتها التي تلبي الطلب المتزايد من الصناعات التحويلية، وتزايد الإنفاق ضمن سلسلة التوريد المحلية.

وعلى الخارطة العالمية لصناعة الألمنيوم، قطعت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، شوطاً كبيراً في رحلتها نحو الريادة، حيث حققت في العام قبل الماضي، أعلى نسبة لإنتاج الألمنيوم عالي الجودة على مستوى العالم، ما جعلها الشركة الرائدة عالمياً في صناعة الألمنيوم لتصبح خامس أكبر منتج عالمي للألمنيوم.

ويلبي إنتاج شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، احتياجات ما يزيد على 350 عميلاً في أكثر من 60 دولة، وتتمتع الشركة بقاعدة صلبة للعملاء في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمريكتين، وفي الوقت نفسه، تحظى السوق المحلية بأهمية كبيرة للشركة، حيث إن 10 % من إنتاج الشركة يستخدم في السوق المحلي.

ومنذ إتمام الاندماج، طورت الشركة جميع خطوط الإنتاج القديمة بتقنية جديدة طورت في الشركة. وفي عام 2016، أصبحت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أول شركة صناعية إماراتية ترخص تكنولوجيا عملياتها الصناعية الأساسية على الصعيد الدولي.

عام حاسم

وسيكون «2019»، من أهم الأعوام الحاسمة في تاريخ الشركة، إذ ستتحول من شركة لصهر الألمنيوم، إلى منتج متكامل للألمنيوم، بدءاً من تعدين البوكسيت وتكرير الألومينا، وانتهاء ببيع وتسويق الألمنيوم، بحسب ما قاله عبد الله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم.

ويوضح ابن كلبان أن النصف الأول من العام الجاري، سيشهد إنجاز مصفاة الطويلة للألومينا، والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها حالياً أكثر من 90 %، فيما سيشهد النصف الثاني من العام المقبل، تصدير البوكسيت من منجم الشركة في غينيا للأسواق الدولية، بما يسهم في ترسيخ مكانة الشركة كمنتج متكامل للألمنيوم.

حقائق

2.6 مليون طن من الألمنيوم المسبوك إنتاج الشركة في عام 2017، ما يجعل الإمارات خامس أكبر البلدان المنتجة للألمنيوم في العالم.

350 عميلاً يلبي إنتاج الشركة احتياجاتهم في أكثر من 60 دولة حول العالم.

5 قطاعات رئيسة تستخدم الألمنيوم الذي تنتجه الشركة، وهي: الإنشاءات، وصناعة السيارات، والتعبئة والتغليف، والصناعات الفضائية، والإلكترونيات.

10 % من إجمالي إنتاج الشركة يتم تزويده إلى 26 شركة متخصصة في تصنيع منتجات من الألمنيوم في الدولة.

ثاني أكبر الصادرات المصنوعة في دولة الإمارات من خلال الألمنيوم الذي تنتجه الشركة، وذلك بعد صادرات النفط والغاز.

7 آلاف موظف يعملون في الشركة، بينهم نحو 1200 مواطن إماراتي.

4505 ميغاوات طاقة توليد الكهرباء في الشركة، لتكون بذلك ثالث أكبر مولد للكهرباء في الدولة.

 

Email