فرحة للشعب ووحدة للوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

للعام الجديد لذة ونكهة في عرف الناس عموماً، والعام الجديد له مفهوم آخر في قاموس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

ذلك أن سموه يجد نفسه أمام استراتيجية عمل، وتخطيط شامل لأحلام وآفاق قابلة للتحقيق، وأهداف وغايات، وأولويات في التطبيق والتنفيذ.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الحاكم والقائد لفريق العمل الناجح، يعدّ نفسه المسؤول الأول، لذلك فإنه يراقب بداية العام ويرقب نهايته.

العام بطوله في نظر سموه حقل اختبار، وموضع اعتبار. والعام الجديد في نظر سموه ساعة محاسبة للنفس.

صحيح أن الناس يفرحون بالعام الجديد، إلا أن سموه ينظر من خلاله إلى أولئك الذين ضيعوا عاماً بأكمله من غير أن يستثمروا الوقت كما ينبغي.

تفاؤل

على كل حال فإن سموه شاعر، والشاعر مهما يكن حازماً فإنه مرهف الحس، ويتفاءل بالقادم أكثر من الماضي والحاضر، وفي هذه القصيدة نرى سموه يهنئ شعب الإمارات بالعام الجديد فيقول:

كــل عــام وشـعبنا فـي ألـف خـير

والـوطن فـي بـهجته فـي كـل عام

وأهـلـنا مــن الـكـبير إلــى الـصـغير

في سرور وفي سعاده وفي سلام

نلاحظ هنا أن سموه لا ينفرد وحده بالاحتفال ببداية العام الجديد، بل يُشرك الشعب معه، لأن الحاكم والمحكوم في دولة الإمارات كالجسد الواحد، ولا يخاطب سموه أبناء الوطن فقط، بل شعب الإمارات بأكمله، لأنه ينظر إلى من حوله بعين الإنسانية، فكل من يعيش على أرض الدولة جزء من هذه الأرض يجب عليه أن يشاركنا في السراء والضراء، ويجب علينا أن نبادله الشعور بالمثل، فقول صاحب السمو: «وشعبنا» مفعم بمعاني الإنسانية الراقية.

وربط سموه بين فرحة الشعب وبين الوطن، لكي يولّد في الناس حب الانتماء إلى هذه الأرض والإخلاص للقيادة، فلا وطن بلا شعب ولا شعب من غير وطن، والوطن له إحساس وشعور يفرح بفرحة الشعب الذي يقدر الوطن ويحافظ على منجزاته.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مثلما يهتم بالكبير يهتم بالصغير، ومثلما يهتم بالرجل يهتم بالمرأة، فالنجاح والانتصار عنده لا علاقة لهما بالذكورة والأنوثة، لأن الله خلق الإنسان وزوده بالمواهب. فعندما يستخدم سموه «نا» في «شعبنا» و«أهلنا»، فسموه يريد أن يغمرهم بعاطفة الأبوة الحانية.

جد واجتهاد

ويقول الشاعر بعد ذلك:

نــبـنـي نــجــدّد نـعـلّـي نـسـتـثير

الـهـمـم نــرفـع ونـمـضـي لــلأمـام

طـبـعـنا مـا نـطـالع الــيـوم الـقـصـير

مــا نــخـاف ومــا نــعـرف الإنــهــزام

وفي هذين البيتين نرى سموه ينتقل من حالة التهنئة والشكر والدعاء والاسترخاء، إلى حالة الجد والحث على العمل والمثابرة على بذل الجهد والاستمرار في العطاء.

إذ قد يفهم بعضهم أن العام انتهى، وقد آن له أن يستريح ويأخذ برهة يبتعد عن جو العمل المضني، إلا أن طموحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أكبر من ذلك، فدبي معروف عنها أنها المدينة التي لا تنام، وأسواقها عامرة بالناس ليلاً ونهاراً، بل وأنشأت سوقاً سُمِّي بـ«السوق الليلي».

والذي يعيش في دبي يلاحظ أنها تنمو في كل ساعة وليس في كل شهر أو كل سنة، فكثيراً ما شاهدنا بأعيننا جسراً أو شارعاً افتتح ليلاً، لتفاجأ به الناس في الصباح ولم يعرفوا كيف يسيرون، لأنهم عندما ناموا لم يكن ذلك الجسر موجوداً.

وعند الصباح وجدوه أمامهم فاتحاً ذراعيه يقدم ابتساماته للمارة، فسرعة الإنجاز طبعٌ وجِبِلّة في دبي، وهي تعني أن العمل فيها لا يتوقف، كما أن الطموحات لا تقف عند حد، ونستنتج هذا من قول سموه «ونمضي للأمام»، حيث «الأمام» أفق ممتد أمامنا مدّ البصر.

ثم يطالبنا سموه بعد ذلك بعدم التردد وعدم الخوف من الإخفاق، ويحثنا على أن نعمل حتى آخر رمق، أسوةً بما جاء بمعنى الحديث الشريف: «من كان بيده فسيل في آخر الزمان فليغرسه».

ود خالص

ثم يقول الشاعر الكبير:

وريّــس الـدولـه لــه الـقـدر الـكـبير

لـــه نـهـنّي ولــه نـجـدّم الإحـتـرام

ونــرفــع آلاف الـتّـهـانـي لـلـجـديـر

بـالـتهاني قـايـد الـشـعب الـهـمام

إل مـحـمـد لـــي بــه الـدنـيا تـنـير

أرض دولـتـنـا بـــه يـــزول الــظّـلام

لـــه تـهـانـينا فـــي الأول والأخــيـر

وبــه كـفـايتنا الـكـريم إبــن الـكرام

وفي هذه الأبيات يقرر سموه أننا نعمل من خلال دولة لها رئيس ولها نظام، ونقف خلف قائد نكن له خالص الود، ونقدم له الطاعة والولاء.

فلصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كل المحبة والتقدير، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مثل ذلك، وهو اليوم ملء السمع والبصر، ومحبوب البدو والحضر، صاحب الفكر النيّر محب العلم والمعرفة، كيف لا وهو الكريم ابن الكرام من آل نهيان العظام.

ألا سَلّم الله قيادتنا وحكومتنا وشعبنا، وفاض عامنا الجديد بالخير والبركة، وعمّ الأمن والأمان دولة الإمارات والدول المحبة للسلام.

 

Email