مؤثرو «التواصل» المتابعون أمانة.. وقضايا الوطن أولوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة ملف "مؤثرو التواصل" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

لا ينكر أحد مدى الحضور الجماهيري الكبير الذي يحظى به مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي عبر مختلف بواباته، والذي نلمسه من خلال عدد المتابعين لهم الذين ينتظرون من المؤثرين كل جديد، وفي ضوء ذلك تظهر قضية بالغة الأهمية تتمحور حول دور هؤلاء المؤثرين في القضايا الوطنية، وما يقدمونه لها، وكيف يستطيعون الاستفادة من الكم الهائل للمتابعين في تقديم الصورة الإيجابية لأوطانهم وعدم حصر أنفسهم في القضايا الشخصية، من منطلق أمانتهم الأخلاقية تجاه هؤلاء المتابعين.


ولذلك يؤكد مختصون أن المؤثرين هم بلا شك سفراء لدولهم ولا يمثلون فقط أنفسهم، ولذلك فإن مناصرتهم للقضايا الوطنية سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو غيرها تعد واجباً له الأولوية ولا مفرّ منه وعليهم البحث عن السبل التي تجعلهم مؤثرين حقيقيين، مشدّدين على أن التوظيف الجيد لشبكات التواصل يخدم قضايا الوطن.

 


بالمقابل، يؤكد العديد من المؤثرين أن المؤثر الحقيقي ليس بعدد متابعيه، ولا بشهرته، وقوة حسابه، بل بحجم القضايا الوطنية التي يتصدى للدفاع عنها وينشرها ويُعرّف الناس بها.
وقالوا إنه يقع على عاتق رواد التواصل الاجتماعي مسؤولية مجتمعية ووطنية لنشر وتداول الموضوعات التي تعبر عن فطرتنا الإنسانية السوية، وتُظهر قيمنا المشتركة المتنوعة، خصوصاً ما يرتبط بتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، في ظل ما يشهده العالم من استشراء خطابات التمييز والكراهية والعنف والعصبية.


ويرى مختصون أن حصر بعض المؤثرين أنفسهم في خانة القضايا الشخصية السطحية واكتسابهم الشهرة في ذلك ينجم عن 4 أسباب رئيسية وهي: قلة الوعي، وتدني ثقافة المتلقي، وقصور التربية، بالإضافة إلى الأمراض النفسية.


مسؤولية اجتماعية


ترى منى غانم المرّي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن انتشار الشبكات الرقمية ساهم في ربط وتحفيز الناس على أن يكونوا أكثر مسؤولية اجتماعياً وأكثر انخراطاً في القضايا الوطنية، وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي الميزة الطاغية على جميع ميادين الحياة، حيث ساهمت بعض الخصائص التي توفرها هذه المواقع على نجاحها وتوسع انتشارها، وعليه يجب توجيه مستخدميها نحو الاستخدام الأمثل لها وكيفية تفعيلها والاستفادة منها، لاسيما أن شبكات التواصل الاجتماعي المتعددة تؤدي دوراً محورياً في تعزيز البناء الفكري لدى الشباب وترسيخ منظومة الوعي لديه عن واقعه وطموحاته ومشكلاته، وتوفير مفاهيم تواصلية متنوعة تقدم بدائل يتفاعل معها الشباب في ظل نقاشات مستمرة وطرح نوعي متكامل لقضاياه وموقعه في منظومة العمل الوطني، ما يخلق رصيداً فكرياً ينبغي أن تستفيد منه المجتمعات في بناء سلوك المواطنة من خلال رصد توقعات الشباب واتجاهاته وارتباطها بواقع الممارسة وتعاملها مع قطاعات التنمية والإنتاج والأمن والتوظيف وتحديات الشباب.


وأشارت إلى ما يمكن أن توفره هذه الشبكات التواصلية من تعميق فرص الوعي وترسيخ ثقافة إيجابية تسهم في تغيير السلوك النمطي السائد في المجتمعات وضبط الممارسة الشبابية بشكل يضعها أمام تقييم مستمر لموقعها في وجدان الوطن والاعتزاز بحضارته وقيمه وسياساته والمشاركة الشبابية في برامج التطوير.


وأضافت أنه يمكن أن تؤصل هذه الشبكات لثقافة مهنية قادرة على تحقيق التحول في سلوك الشباب وتمكينه من استثمار الفرص المتاحة له في ظل قناعته ومشاركته في رصد المنجز التنموي الوطني، وبما أن الشريحة الأكبر التي تستخدم هذه التقنية هي من فئة الشباب الذين هم مستقبل وعماد التطور والتقدم والإنتاج في العالم، كان لابد من معرفة آثارها المختلفة وخاصة الوطنية عند هذه الفئة المهمة من فئات المجتمع لنتمكن من محاصرتها وتحويلها من تقنية تستخدم بشكل سلبي عند البعض إلى تقنية إيجابية وبناءة، حيث نستطيع الاستفادة من هذه الشبكة بأمور عديدة ومفيدة في تطور مجتمعنا وخدمة العلم والمعرفة، وتنمية قيم المواطنة الجيدة.


وأكدت المري أن التوظيف الجيد لشبكات التواصل الاجتماعي سيجعل الطالب الجامعي يستخدمها بشكل أكثر حرصاً على خدمة الوطن، وذلك عند توفّر أسباب المشاركة الفعلية له، مع توفير مناخ الثقة بينه وبين مؤسسات الدولة التي يتعامل معها، باعتماد إجراءات تكفل سلامة المعلومات.


فضول


بدوره، أكد ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات وأحد المؤثّرين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفضول هو الدافع الأكبر وراء حرص الكثيرين على متابعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ممن يتعمدون نشر جوانب من حياتهم الخاصة عبر هذه المنصات، ووصف من يقوم بنشر ذلك على صفحته بأنه يعاني من أمراضٍ نفسية تنعكس من خلال حرصه على نشر أمور تمسّ أدق تفاصيل حياته.


وألقى بالهول باللوم كذلك على مَن يتابع هؤلاء كونه يشجعه على هذا الخطأ الذي يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي بشكل خاص والخليجي والعربي بشكل عام، لافتاً إلى أن متابعة مثل هؤلاء تؤدي إلى تسفيه للعقول وتعكس افتقاراً للوعي وعدم فهم مخاطر هذه الخطوة، التي قد تبدو في ظاهرها مسلية وممتعة، لكنها خطيرة في جوهرها.


وأشار إلى أن متابعة هؤلاء تشجع على الاستهزاء بأعراض الناس التي قد تجر إلى الرذيلة وبالتالي تعرض صاحبها ومتابعها للمساءلة القانونية، مطالباً بضرورة استحداث مواد قانونية تضع حدوداً لمستخدمي العالم الافتراضي بما يجب نشره وتخضعهم للمساءلة القانونية في حال قاموا بنشر خصوصيات لا تهم المجتمع.


تعريف


وقال الإعلامي الإماراتي منذر المزكي، الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، إن هناك مفهوماً خاطئاً حول تعريف «المؤثر»، الذي رأى أنه لا يقترن بعدد المتابعين فقط كما يظن البعض أو الأكثرية، «وليس كل من لديه متابعون كثُر يطلق عليه مؤثراً»؛ لأن المسألة مرتبطة -كما يرى- بمدى قدرته على التأثير في مجموعة من الناس مكونة من ثلاثة أفراد على أقل تقدير.


وأضاف: «إذا نجح صاحب حساب التأثير في 3 أشخاص على أقل تقدير، وإيصال رسالته لهم بوضوح، فإنه يصبح مؤثراً؛ لأن الموضوع ببساطة مرتبط بالفكرة، وليس بالكثرة، فكم من أصحاب حسابات يتابعها الكثيرون لسبب أو لآخر، لا يستطيعون التأثير بمتابعيهم، والسبب هو أن محتوى الرسائل التي ينشرونها على حساباتهم ليست ذات قيمة، وخالية من أي مضمون جيد يمكن أن يكون أرضية صلبة لقيادة رأي عام أو تأثير».


ودعا الإعلامي الإماراتي أصحاب الحسابات التي تحظى بمتابعة شريحة واسعة من جمهور الإعلام الاجتماعي، وتحديداً المؤثرين الحقيقيين منهم، إلى الحفاظ على مكتسبات ومنجزات الأوطان، وأن يكونوا معول بناء لا هدم، وأن يوجهوا بوصلات قلوبهم وعقولهم تجاه مصلحة بلدانهم، وتماسك المجتمعات فيها، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد المنطقة العربية فيها ظروفاً سياسية واجتماعية وأمنية واقتصادية حرجة، تستدعي من الجميع التحلي بروح المسؤولية، لئلا تستغل المواقف والرسائل والمواد المنشورة على الحسابات بطريقة سلبية أو مسيئة تجاه هذه الأوطان.


اختصاص


من جهته، شدد الدكتور أنور الحمادي، استشاري أمراض جلدية، وحائز على جائزة رائد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على أن التحدث في السياسة له مختصون لذلك على المؤثرين أن يتركوها لأهلها، ولكن يمكن للمؤثر أن يخدم وطنه بأشكال منها توعية المجتمع وتثقيفه.


وأضاف أن الاختصاص يسهل الكثير من الأمور على المتابعين، إذ نصبح مؤثرين كل في مجاله الطبيب والسياسي والاجتماعي والكاتب والشاعر والفنان والاقتصادي، وعلى جميع المتابعين أن يعيدوا حساباتهم ليعرفوا من يتابعون وكل مؤثر يقدم ما يفيد لأننا في النهاية محاسبين.


وقال: «كنا نعتقد سابقاً أن وسائل التواصل الاجتماعي محصورة فقط بفئة المراهقين، لكن الواقع الآن أن هناك أطفالاً في عمر أربع سنوات وجدّات فوق الستين عاماً يتابعون وهذه نقطة إيجابية، وخطرة في الوقت ذاته».


ويقول للمؤثرين راعوا ما تبثون لأن حساباتكم ليست حسابات شخصية، بل هي حسابات مفتوحة والبعض يعتقد أنه يبث ما يريد وأن حسابه شخصي وله الحرية الكاملة، وهذا خطأ كبير وقد تثير اللغط خاصة في الأشياء الصحية، ونصح بالابتعاد عنها إذا لم تكن مرفقة بدليل علمي.


وأوضح أن خدمة الوطن واجب ويعتبر نفسه سفيراً لدولته، فلديه متابعون في مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ولابد أن يبث المفيد، لافتاً إلى أن الكثير من الرواد يشترون متابعين وللأسف يدخل الناس على صفحاتهم من كثرة المتابعين والحسابات بالملايين ولا يوجد فيها أي شيء مفيد غير صور.


مدوّنات


من جانبه، قال شريف فايد، مدوّن في الإمارات، ولديه مليون متابع، إن المدونات لها تأثير كبير على الشباب الذين تجذبهم «السوشيال ميديا» فيتابعون السلبي والإيجابي ويكتسبون ما لم يكن مألوفاً لهم والأشياء الغريبة.


وبصفته مؤثراً لفت إلى أنه يحاول أن يخرج من دائرة المألوف بشكل إيجابي ويتحدث عن السفر وعرض الكتب وينشر معلومات عن الأماكن التي زارها من قبل، موضحاً أن المؤثر إذا رغب في كسب المزيد من المتابعين عليه عدم التدخل في حياة البشر ويبتعد عن التحفيز ضد العنف ولا يفرض عليهم نقداً أو سلوكاً أو تغييراً في الشخصية، وقال إن ثقافة «السوشيال ميديا» تختلف والتأثير أحياناً يكون سلبياً لكني أحب التحفيز والأشياء الإيجابية والتأثير غير الموجّه وأن تحد من الفيديوهات غير المفيدة أو الشائعات في سبيل تقديم الشيء المفيد المؤثر بإيجابية.


حرية شخصية


ويؤمن أنس إسكندر، المؤثر على «يوتيوب»، بفكرة أن لكل شخص حرية في تقديم ما يراه مناسباً على منصات التواصل الاجتماعي، من باب أن كل إنسان يمثّل نفسه وسلوكياته، وأن المتلقي هو الذي يفرز «الصالح من الطالح» من هذه الرسائل أو المواد المنشورة، مع التأكيد على أن ذائقة البشر مختلفة، فما يراه البعض جيداً، قد يراه الآخرون سيئاً، ويتنافى مع ثقافته وفكره وعقيدته.


وقال: «عندما أقرر نشر أي فيديو حول أسفاري وتنقلاتي بين الدول، أو أي فيديو آخر يمثلني، فإنني أسال نفسي عن ردة فعل أحفادي عندما يشاهدون هذه الفيديوهات بعد نحو عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن، وأتساءل: هل سيفتخرون ويتباهون بي أمام أقرانهم، أم سيهزأون ويخجلون؟».


وشدد إسكندر على أهمية بقاء كل مؤثر على مواقع التواصل في مجال اختصاصه ومواهبه، وألا يخوض في مجالات أخرى ليس متمكناً فيها؛ لأنه قد يخاطر بسُمعته واحترامه لدى الجمهور الذي أحبه وتعلق به نتيجة موهبة أو موقف أو تخصص معين، وليس في كل المواضيع.


وقال: «يجب أن تكون لكل مؤثر هوية ونكهة خاصة، وعدم خوضه في غير اختصاصه ومواهبه، لا يعني أنه معفى من الإبداع والابتكار، حتى لا يتسلل الملل والضجر إلى قلوب متابعيه».


وفيما يتعلق بأهمية أن يكون المؤثرون سفراء إلى بلدانهم قال إسكندر: «صحيح أن كل شخص يمثل نفسه كما قلنا، لكن هناك شريحة من الناس مؤمنة بأن الشخص لا يمثل نفسه فقط، وإنما بلده أيضاً، وهذا تفكير منطقي، يدعونا إلى تحمّل المسؤولية في مواقفنا وسلوكياتنا، حتى لا نكون سبباً في فتح الباب أمام الناس المغرضين الذين يصطادون في الماء العكر للإساءة إلى ديننا وبلداننا وقادتنا».


وختم حديثه بالقول: «إذا أردت أن تكون مقبولاً لدى الناس، وسفيراً لبلدك، ابتسم وأنت تظهر أمام الناس، حتى تنتشر هذه الابتسامة بينهم، وتصبح إنساناً إيجابياً قادراً على التأثير المطلوب».


احترام


ويتفق رجائي قواس، كوميدي ومؤثر أردني على «يوتيوب»، مع الآراء الداعية إلى احترام كل مؤثر لنفسه، ولجمهوره، وعدم الخوض في غير مجاله واختصاصه، حتى لا يقع في دائرة الاتهام بالتنظير، أو يفقد محبة واحترام متابعيه، في وقت أكد فيه حق كل شخص بتقديم ما يراه مناسباً وفق المعقول والمقبول، والحصول على فرصة ليكون مؤثراً على مواقع التواصل.


وفيما يتعلق بوجهة النظر التي ترى أن بعض المواد المنشورة على حسابات «المؤثرين»، أو الذين يحظون بمتابعة واسعة من الجمهور، سطحية، وخالية من أي مضمون، قال قواس: «المشكلة ليست في أصحاب الحسابات، وإنما في من يتابعهم ويترك لهم تعليقاً أو إشارة إعجاب بعد كل منشور، وللأسف الشديد فإن البعض يفهم من زيادة عدد متابعيه بأنه إنسان مؤثر وقائد رأي عام، وأنه صاحب جاهٍ وتأثير، وينسى المسؤولية الأخلاقية والوطنية والدينية، المرتبطة بكل صاحب حساب لديه عدد كبير من المتابعين والجمهور».


واتفق قواس على أن الابتسامة هي كلمة السر للحصول على محبة الجمهور وزيادة المتابعين إلى جانب الفكرة والمضمون الجيد، في وقت أكد فيه أن الكلمة أمانة ومسؤولية.


تأثير سلبي


وفي السياق ذاته قال باسل الحاج، من رواد التواصل الاجتماعي بالأردن ولديه مدونة باسمه تجمع 900 ألف متابع: «أحاول ألا أترك أي تأثير سلبي على الشباب، في ظل وجود شائعات وأخبار كاذبة يمكن أن يتأثر فيها شريحة كبيرة، ولابد أن يكون المدوّن حريصاً وبخاصة على «السوشيال ميديا»، ولذلك فإني لا أقدّم الأشياء السلبية ولا أي موقف سيّئ في أي بلد سافرت إليه حتى لا أشوّه سمعتها، فنحن في عالم يعترف بالأرقام ولها تأثير كبير وقيمة مضافة؛ لأن المتابعين لهم آراء ووجهات نظر يعرضونها وهدف ورسالة».


من جانبها قالت المؤثرة راية صالح، التي تحظى بأكثر من 5 ملايين متابع عبر حسابها على مواقع التواصل، إن هناك مؤثرين إيجابيين في وطننا العربي يقدمون المحتوى ويفيدون المجتمع، وهناك مدوّنون ليست لديهم أهمية، وهو سلاح ذو حدّين وينظرون إلى الاستفادة المادية أكثر من بث رسالة لصالح المجتمع وإفادة الشباب.


وذكرت أن منصات التواصل تتمتع اليوم بانتشار متنامٍ في مجتمعاتنا العربية لا سيما بين الشباب، كما هو حالها في العالم أجمع، ما يجعلها بيئة مثالية لتوعية الناس وحشد الطاقات والقيم الإيجابية بين مستخدمي تلك المنصات والمقدرة أعدادهم بالملايين في منطقتنا العربية وحدها، من أجل تعظيم المردود الإيجابي لتلك المنصات ورفع سقف الاستفادة منها في دعم فرص المنطقة للوصول إلى غد أفضل يضمن الخير للجميع.

 


وقالت المؤثرة رانيا المغربي: «على المؤثر أن يبتعد عن فكرة التعصب لدى أي رأي يكتب ولا يفرض رأيه على الآخرين دون استعمال ألفاظ نابية أو خارجة عن الأدب العام، حيث يقع على عاتق رواد التواصل الاجتماعي مسؤولية مجتمعية ووطنية لنشر وتداول الموضوعات التي تعبر عن فطرتنا الإنسانية السوية، وتُظهر قيمنا المشتركة المتنوعة، خصوصاً ما يرتبط بتعزيز قيم التسامح والتعايش والسلام، في ظل ما يشهده العالم من استشراء خطابات التمييز والكراهية والعنف والعصبية، فنحن بحاجة اليوم إلى إعادة إعمار فكري يتم من خلاله ترسخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً».


515
 

حصل 515 شخصاً من المؤثرين ومشاهير «التواصل الاجتماعي» على رُخَص لمزاولة أنشطة إعلانية، في حين تم تسجيل نحو 700 منصّة إلكترونية في نظام الإعلام الإلكتروني، منذ يونيو الماضي حتى الآن، من المجلس الوطني للإعلام.


وكان المجلس الوطني للإعلام في الإمارات قد ألزم المؤثرين ومشاهير «التواصل الاجتماعي» والمواقع الإلكترونية الإخبارية في الدولة بالحصول على ترخيص في حال تقديمهم محتوى إعلانياً أو إعلانات تجارية، وتبلغ رسوم الترخيص 15 ألف درهم سنوياً.


مشاعر


أثبتت دراسة جديدة أنه على الرغم من أن فيسبوك وإنستغرام يساعداننا على البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء، لكن الحقيقة أن قضاء الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي قد يجعلك تشعر بمزيد من الوحدة. وكلما زاد الوقت الذي يقضيه الشاب على وسائل التواصل الاجتماعي، زاد احتمال أن يشعر بأنه معزول اجتماعياً، وفقاً لعلماء النفس في جامعة بيتسبرغ.


100
 

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الأخيرة، زيادة ملحوظة في عدد المؤثرين ومشاهير «التواصل»، الذين يزاولون أعمال الدعاية والترويج، سواء عبر التغريدات أو مقاطع الفيديو، مقابل أجر مالي عبر حساباتهم. ووفقاً لبعض التقديرات، يحصل بعضهم على مبالغ مالية تصل إلى 100 ألف درهم في الإعلان الواحد.


ثقة
 

أجرت وكالة «رويترز» للأنباء دراسة كشفت التراجع في استخدام السوشيال ميديا لمتابعة الأخبار، بعد سنوات من النمو الذي شهدته حركة الأخبار عبر السوشيال ميديا وسجلت الدراسة التراجع في 40 دولة بحسب تقرير بثته قناة العربية. وأكدت الدراسة أن أكثر من 54% من الخاضعين للدراسة قلقون إزاء ما هو حقيقي و ما هو مزور من الأخبار على الإنترنت، وسجلت البرازيل أعلى نسبة تراجع بـ85%، تليها إسبانيا 69%، ثم الولايات المتحدة بـ 64%. وأشار الخاضعون للدراسة إلى أن عملية الاستقطاب السياسي تجد ملاذها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يزيد من شكوكهم حول صحة الأخبار، لكن الدراسة أوضحت أنه بالمقابل تصاعد استخدام تطبيقات المراسلة بالأخبار مثل «تليغرام، وواتساب».


سفراء
 

شدد عدد من المؤثرين على أهمية أن ينظر «المؤثر» إلى نفسه على أنه سفير لبلده، مشددين على أن هذه النظرة هي تفكير منطقي، يدعو إلى تحمّل المسؤولية في مواقف المؤثرين وسلوكياتهم، حتى لا يكونوا سبباً في فتح الباب أمام الناس المغرضين الذين يصطادون في الماء العكر للإساءة إلى ديننا وبلداننا وقادتنا.


أكاديميون: نشر الخصوصيات مفتاح «التنافر» الاجتماعي


وجّه أكاديميون انتقادات وتحذيرات للمسهبين في نشر خصوصياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لما يمكن أن تتسبب به مثل هذه التصرفات من آثار سلبية، فهي مفتاح التنافر الاجتماعي.


وعن ذلك، يقول الدكتور يوسف عبد الله القصير، مدير إدارة شؤون الطلبة والإعلام الجامعي بكلية الإمام مالك للشريعة والقانون، إن النبي، محمد صلى الله عليه وسلم، نهى عن إفشاء السر بين الأزواج، وكذلك العلاقات فيما بينهما.


ووجّه القصير الانتقادات لمن يقومون بنشر صور تتعلق بالولائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ففضلاً عن عدم مراعاتها للفقراء والمحتاجين، فهي تدخل في باب الرياء (الإظهار والتباهي بالأفعال)، فتذهب من كونها إكراماً للضيف الذي حث عليه الإسلام إلى وصفها رياء ومباهاة منهيّاً عنها.


لحظات


وعلّق الدكتور خالد هنيدي، أستاذ الإعلام الجديد بجامعة الفلاح على هذه الظاهرة، قائلاً: «بيوتنا أصبحت مكشوفة، والأمر انتشر كالنار في الهشيم، والجميع يتركون اللحظات الحلوة التي يعيشونها، ليلتقط صور طاولة الطعام أو رحلة خاصة ليضعونها على مواقع التواصل، ويقدمون نشرة إخبارية عن يومهم لكل من يوجد على صفحتهم، وهو الأمر الذي زاد الخلافات الأسرية والتفكك الأسري، وأصبحت مواقع التواصل سبباً مباشراً للتنافر الاجتماعي».


تداول


وأشار هنيدي إلى أن هناك من ينشر خلافاته الزوجية بقصد أو من دون قصد، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبعدها يتم تداول الأمر بشكل علني بين حاسد وحاقد، وبين متضرر من هذا الاستخدام السيّئ، كذلك قد يكون الأمر عكسياً عند نشر صور للأبناء أو الأزواج، ويكون مستفزاً لمن لا يملك هذه النعم، لذلك علينا مراعاة مثل هذه الأمور بشكل إنساني، خاصة أن هذه الوظائف ليست السبب الرئيس في إطلاق هذه المواقع التي نوافق جميعاً على شروط الاشتراك فيها على عجلة من دون أن نقرأ هذه الشروط التي تحتم إرسال صورنا الخاصة والعامة التي نضعها على صفحاتنا للموقع الرئيس، قبل أن تنشر حتى على صفحاتنا، وهذه مصيبة كبرى، نقوم بها بحسن نية لكن الأمر نتائجه سيئة للغاية.


رؤية


من جانبها، عرفت الدكتورة رينيه أبو خوذة، أستاذة العلاقات العامة في جامعة الفلاح المؤثر، أنه «كل شخص يعكس رؤية وأفكاراً محددة عن مجموعة متنوعة من الموضوعات التي يشاركها، ويتواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل، بهدف تأكيد هذه الأفكار، ومن ثم تبنيها وتطبيقها في المجتمع المحيط، فمعيار التأثير يكون بالأرقام التي تعرض نتائج جهود المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وتتضمن مدى التفاعل على المنشورات والمحتوى، والإجابة عن استفسارات الجمهور».


طاقة


وتضيف الدكتورة أبو خوذة أن المؤثرين عادة وبشكل عام هم فئة شبابية يَمتلكون طاقة وقابليّة للتغيير، حيث تسهم هذه الطاقة في خلق قاعدة جماهيرية تسانده في نشر أفكاره، إذ يعتبر عدد المتابعين من أهم المعايير التي يعتمد عليها المشاهير للتأثير، إضافة إلى أهمية وجود محتوى يثير القضايا المتجددة.


دور


فيما يقول الدكتور روبن كبها، عضو الهيئة التدريسية في كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الفلاح: «تؤدي شبكات التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في بلورة الوعي السياسي لدى الشباب، عبر تزويدهم بالمَعلومات السياسية، مما يقود إلى تدعيم أو تغيير أو تكوين ثقافتهم السياسية التي تتماشى مع سياسات الدولة».


وأشار إلى أن المؤثر يكون سفيراً إيجابياً من خلال نقل الأحداث والأخبار، سواءً كانت سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعية أو رياضيّة أو فنيّة حال وقوعها، وتبادل المعلومات والصّور ومقاطع الفيديو بدقة وسرعة متناهية.


وأضاف كبها أنه على الرغم من أهمية شبكات التواصل الاجتماعي ودورها الفعال في حياتنا، فإن هناك الكثير من الأفراد الذين يسيئون استخدام هذه الشبكات لتحقيق مصالح فاسدة، أو نشر أمور شخصية سطحية تقود إلى خسارة الوقت بلا فائدة.


وذكر أن بعض شبكات التواصل الاجتماعي اكتسبت شهرة كبيرة نتيجة الإقبال الكبير على استخدامها، مما جعلها في قائمة أكثر شبكات التواصل الاجتماعي تأثيراً وشهرة، وأكبر المتخصصين والإعلامين لهم باع كبير في المهنة.


سعيد حامد: «السوشيال ميديا» أداة سلبية


قال الدكتور سعيد حامد، أستاذ إعلام، إن «السوشيال ميديا» أداة سلبية لدى البعض، ويستخدمها أصحاب الأجندات لتوصيل معلومات معينة لعملية زرع مبادئ وقيم مختلفة وهدم قيم عربية، فليس كل ما يقدم من خلالها نقتنع به سوى جهات محددة يختارها المتابع ويكون لها تأثير إيجابي بنسبة 20%، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في المجتمعات العربية في إعادة تشكيل الساحة الإعلامية وغيّرت قواعد اللعبة إلى قواعد كبيرة وأتاحت مساحة واسعة من التعبير والحوار المتبادل وارتفاع عدد المستخدمين لها حتى وصل إلى نحو مليارين ونصف مليار خلال العام الجاري حسب آخر الإحصائيات.
ويرى حامد أن الإعلام التقليدي في الإمارات تفوّق على الإعلام الرقمي في التعامل مع الأزمات.


إبراهيم الذهلي: الوعي والرقابة يرتقيان بمحتوى «التواصل»


شدد الإعلامي إبراهيم الذهلي على أن تكثيف الرقابة وحملات التوعية يضمنان الارتقاء بمحتوى المعروض والمقدم في مواقع التواصل الاجتماعي.


وطالب بأن تتضمن المناهج الدراسية لا سيما في مرحلة الشباب التركيز على التثقيف والتوعية بالأساليب الصحيحة للتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الاستسلام لافكار بعض المؤثرين السلبية.
وقال الذهلي إن تردّي ثقافة المتلقي وراء شهرة بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يستخفّون بعقول المتلقّين وينشرون خصوصياتهم، مطالباً بضرورة التوعية والتثقيف واستحداث جهات رقابية للحد من تسفيه عقول أبنائنا وتضمين ثقافة استخدام هذه المواقع ضمن المناهج الدراسية، مثلها مثل التوعية بالثقافة المرورية والصحية والغذائية وغيرها.


فيصل الزهراني: التركيز على المحتوى واجب المؤثرين


رأى فيصل الزهراني مقدّم برامج على تلفزيوني دبي، أن هناك حاجة ماسة لوضع ضوابط عامة تنظم استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وتضمن الحد الأدنى من المسؤولية تجاه الجمهور.
وحذّر من الذي يحرصون على بناء شخصياتهم وأفكارهم ومعتقداتهم بصورة خاطئة بناء على تأثرهم برسائل بعض المؤثرين.


وقال الزهراني: «الوضع الآن يتطلب من المؤثرين التركيز على المحتوى الإعلامي الذي يقدّمونه للجمهور الذي سيتأثر سلباً أو إيجاباً بهذه المواد، خصوصاً أن هناك متابعين تقلّ أعمارهم عن 15 عاماً، وربما يبنون شخصياتهم وأفكارهم ومعتقداتهم بصورة خاطئة بناء على تأثرهم بالرسائل والمواد الإعلامية المختلفة التي يتلقونها من المؤثرين».


توصيات «البيان»
01
الدعوة للتركيز على القيم الإنسانية المشتركة والابتعاد عن خطابات التمييز والكراهية والعنف


02
تعزيز مناخ الثقة بين المؤثرين والمؤسسات الرسمية لسلامة المعلومات المتداولة


03
تفعيل دور المتلقي الواعي لمنع بعض المؤثرين من نشر ما يتنافى مع قيمنا

 

04

التركيز على جعل منصات التواصل بيئة مثالية لتوعية الناس وحشد الطاقات

 

05

تكثيف الرقابة الحكومية وزيادة حملات التوعية للارتقاء بمحتوى المعروض

 

06

الابتعاد عن المبالغة في نشر خصوصيات المؤثرين لما يمكن أن تتسبب به من آثار سلبية

Email