محللون لـ «البيان»: الإمارات مدرسة للتعايش وقبول الآخر

عام التسامح .. لفتة إنسانية في سماء العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد محللون أن الإمارات أصبحت منارة على مستوى المنطقة والعالم، من خلال تبنيها قيم التسامح والعيش المشترك، كمنهج للوصول إلى مجتمع أكثر انسجاماً وتماسكاً، وتؤكد من خلال إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 في دولة الإمارات، "عاماً للتسامح" بأنها مدرسة للإنسانية والتعايش وقبول الآخر.
 وعززت دولة الإمارات قيم التسامح على الصعيد المجتمع المحلي الداخلي، وكذلك على المستوى العالمي، فكانت هناك العديد من المبادرات والقرارات والقوانين الهامة التي كانت لها أصداء عالمية، ونتائج مؤثرة في تعزيز ثقافة التسامح، ونبذ كافة أشكال التطرف والتفرقة.


 مجتمع محب للتسامح


  وذكر محللون سعوديون لـ "البيان"، أن هذه المبادرة لا تعد غريبة على الإمارات وحكامها وقياداتها وآبائها المؤسسين، فقد نجحت الدولة منذ تأسيسها عام 1971، في أن ترسخ لنفسها صورة مضيئة، إقليمياً وعالمياً، بوصفها داعية سلام ورمزاً للتسامح، وهي الصورة التي وضع أسسها القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس قيم التسامح والتراحم وقبول الآخر، فكراً وسلوكاً، في المجتمع الإماراتي.


وقالوا: إن هذا الإعلان جاء في توقيته المناسب، باعتبار أن العام القادم، الذي سيحمل اسم عام التسامح، هو امتداد للعام الحالي "عام زايد"، الذي كان رمزاً للتسامح الإسلامي والإنساني والعالمي، بنهجه الخالد في ترسيخ قيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية، وتوفير الحماية القانونية للجميع، وتجريم الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف.


ووصف إدريس الدريس الكاتب والمستشار الإعلامي - مقدم برنامج الأسبوع في ساعة على "روتانا خليجية"، مجتمع الإمارات، بأنه خَيّر ومحب للتسامح، ومحافظ على التقاليد والقيم الإنسانية، التي هي في الأساس قيم إسلامية، مشيراً إلى أن التسامح قيمة من قيم أجدادنا وآبائنا المؤسسين في الإمارات والسعودية وبقية دول الخليج العربية، وأن دولة الإمارات، نجحت في نشره في ربوع المنطقة العربية والعالم، وأن إعلان العام القادم عاماً للتسامح، يوفر فرصة إضافية لنشر روح التسامح، وإظهار الصورة الحقيقية للاعتدال واحترام الآخر.


وأوضح الدريس أن حكومة الإمارات ظلت تعمل على تعزيز التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام التنوع الثقافي، ونبذ العنف والتطرف والعنصرية، كما أنشأت مركز الإمارات للتسامح، والذي يعنى بإعداد الدراسات والبحوث المختصة، والتي ترتكز على تأصيل وتعزيز التسامح واحترام الآخرين، وضمان استمراريته في المجتمع، بالتوازي مع رصد كل أشكال العصبية والكراهية والتطرف وعدم قبول الآخر.


 قيم الأجداد


واعتبر الدكتور عبدالله المغلوث عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض، أن التسامح ليس بقيمة جديدة في دولة الإمارات، بل هو من قيم الأجداد والآباء المؤسسين في الدولة، وأن إعلان العام القادم، عاماً للتسامح، هو تأكيد على تصميم القيادة العليا للبلاد، على تجسيد قيم التسامح والحوار، الذي تجلى خلال الأعوام الماضية، من خلال المبادرات العالمية التي أطلقتها الإمارات خدمة للإنسانية.


وأشار إلى أن من بين هذه المبادرات: مركز هداية لمكافحة التطرف، قانون مكافحة التمييز والكراهية، البرنامج الوطني للتسامح، المعهد الدولي للتسامح، جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح، مركز صواب، الذي يعمل على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت، من أجل تصويب الأفكار الخاطئة، ووضعها في منظورها الصحيح، فضلاً عن توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بإطلاق اسم مريم أم عيسى "عليهما السلام"، على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقه المشرف، وذلك ترسيخاً للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.


أما الكاتبة سهيلة زين العابدين حماد عضو جمعية حقوق الإنسان السعودية، فقدت أشارت إلى أن الإمارات، باتت بفضل قيادتها الرشيدة، نموذجاً فريداً في تعزيز قيم التسامح والانفتاح على الآخر، والوسطية والتعايش، مشيرة إلى أن الإمارات أبهرت العالم باستحداث وزارة خاصة بالتسامح، واحتضان مراكز فاعلة ومبادرات ضخمة، لتعزيز حوار الحضارات ومكافحة التطرف، فضلاً عن تقدير التنوع الثقافي والديني للجاليات المقيمة داخل الإمارات.


 علاقات بين الشعوب


 إلى ذلك، قال رئيس لجنة الأخوة الأردنية الإماراتية في مجلس الأعيان الأردني، سمير عبدالهادي: إنّ التسامح له دور أساسي في العلاقات بين الشعوب، وتزيد أهميته عندما يكون هنالك نزاعات، فهو الحل الأمثل والجذري لكثير من القضايا التي تؤثر في مسيرة الدول في التطور والتنمية.


وواصل: "لطالما أكدت دولة الإمارات في نهجها، على أهمية هذه القيمة، انطلاقاً من رؤى الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه. فالإمارات، من خلال وحدتها والتغلب على كافة الصعاب، أثبتت أهمية هذا المبدأ، ولم تجعل هذا النهج مقتصراً على مكونات المجتمع الداخلي، بل حكم أيضاً علاقاتها مع الدول المختلفة".
فالتسامح لديهم تحول من فكرة قيمة وأطروحة، إلى جوهر وعمق في السياسية الإماراتية، هذه الدولة يفتخر بها على مستوى العالم العربي والغربي، نظراّ للنجاح الذي حققته في تطبيق التعايش والتسامح بين الثقافات والأديان المتعددة.


بناء مجتمع


وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية الأردنية، رائد الخزاعلة، أن دولة الإمارات تسعى من خلال ترسيخ مبدأ التسامح، إلى مجموعة من التطلعات المستقبلية، من أهمها بناء مجتمع ناجح ومتين. فإرساء هذه القيم الإيجابية، سينعكس على بنية المجتمع بشكل مؤكد. فهذا الكون وما به من فوضى وقضايا، يحتاج إلى مبدأ التسامح.
وقال: التسامح والوسطية في المجتمعات، هما رسائل جاء بها الأنبياء من قبلنا، ومن المهم الاقتداء بهم، وتطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع، بعيداً عن الشعارات. فالإمارات لطالما انتهجت التسامح في أسلوبها وعلاقاتها الدولية، ووقفت إلى جانب الكثير في الأزمات، والتأكيد على هذا المبدأ، يعد بُعد نظر، ويبعث الأمل في الأجيال القادمة.


 قيم التسامح


 من جهته، قال الكاتب والإعلامي السوري معين عبد المجيد، إن وجود 200 جنسية على أرض الإمارات، يجسد بشكل عملي، قيم التسامح، خصوصاً أن هذه الجنسيات، تعيش منذ سنين بانسجام كامل في ما بينها، ومع قوانين دولة الإمارات.
وأضاف عبد المعين في تصريح لـ «البيان»، أن إعلان عام 2019، عام التسامح، من شأنه أن يضفي قيم السلام على المنطقة، التي عانت طوال السنوات الثماني الماضية، من توترات دينية وعرقية ومذهبية.

Email