افتتح معرضي «سيال الشرق الأوسط» و«أبوظبي الدولي للتمور»

منصور بن زايد: نموذج الإمارات التنموي يرتقي بمعدلات الإنتاج مع الحفاظ على المصادر الطبيعية

Ⅶ منصور بن زايد خلال المعرض بحضور ثاني الزيودي ومريم المهيري وكبار المسؤولين | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية أن دولة الإمارات استطاعت، بتوجيهات ودعم القيادة الحكيمة، بناء نموذج تنموي فريد من نوعه، قائم على التوفيق بين متطلبات الحداثة والحفاظ على ال وارد، لتحقيق التنمية المستدامة، المرتكزة على مبادئ راسخة، تسهم في الارتقاء بمعدلات الإنتاج، وفي الوقت ذاته، الحفاظ على المصادر الطبيعية، وعدم استنزافها، لافتاً سموه إلى أن هذا النموذج، اتخذ من الرؤى السديدة للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منطلقاً له وأساساً لازدهاره وتطوره.

وأشار سموه إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي أطلقتها حكومة الإمارات مؤخراً، التي تنص على مضاعفة التعاون المشترك على الصعيدين الدولي والإقليمي، وإعادة صياغة العديد من الاستراتيجيات، لتتوافق مع حجم التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الغذائية العالمي، ومواجهة التداعيات الجسيمة التي يفرضها التغير المناخي، وانعكاساتها على انحسار المساحات الصالحة للزراعة، وانخفاض معدلات الهطول المطري في المناطق الجافة، وتوسع رقعة المناطق الصحراوية، إلى جانب النمو السكاني المتسارع، الذي يشهده العالم، وما يفرضه من ارتفاع متزايد في الطلب على الغذاء، الأمر الذي يستوجب إيجاد حلول مبتكرة، أكثر فاعلية في التعامل مع هذه التحديات.

نموذج تنموي

جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس، بأبوظبي، فعاليات الدورة التاسعة لمعرض سيال الشرق الأوسط، ومعرض أبوظبي الدولي للتمور، بنسخته الرابعة، اللذين يقامان برعاية سموه، وبشراكة استراتيجية مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

وقام سموه بجولة في أجنحة الدول المشاركة والشركات العارضة، كما التقى بعدد من مسؤولي الجهات المشاركة، واطلع على أحدث منتجاتهم وخدماتهم المتخصصة في مجال الصناعات الغذائية.

أبرز الملتقيات

وشدد سموه على أهمية تعظيم الفائدة من معرض سيال الشرق الأوسط، باعتباره أحد أبرز الملتقيات العالمية، التي تجمع نخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين في قطاع الغذاء، وفرصة مثالية يجب استثمارها، لإيجاد الحلول التي تضمن تلبية الطلب المتنامي على الغذاء وتحسين الإنتاجية، مع المحافظة على الموارد للأجيال الحالية والمستقبلية.

ودشن سموه في بداية الافتتاح، التطبيق الخاص بالرقابة الذاتية، الذي طوره جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، لأتمتة عمليات الرقابة الغذائية، والتحول بعملية الرقابة من مفهوم التفتيش إلى مفهوم التحقق.

حضر الافتتاح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة، مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، والدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، عضو المجلس التنفيذي، والشيخ عبد الله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة، عضو المجلس التنفيذي، وفلاح محمد الأحبابي رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، عضو المجلس التنفيذي، والشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمملكة البحرين، والشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، المدير العام لمزارع الجزيرة، وسعيد البحري سالم العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وعدد من المسؤولين.

أولوية

وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، إن تحقيق الاستدامة على مستوى القطاعات كافة، يعد أولوية لدولة الإمارات، وهدفاً رئيساً لرؤية الإمارات 2021، ويمثل الغذاء أحد النقاط الهامة، التي تهدف الدولة وقيادتها الرشيدة إلى تحقيق استدامتها، عبر سبل عدة، تشمل اعتماد منظومة متكاملة من الخطط والاستراتيجيات، التي توظف الابتكار والتقنيات الحديثة، في تطوير القطاعات الداعمة لتوفير الغذاء، ومنها الزراعة، ومواكبة لهذا الهدف، عملت وزارة التغير المناخي والبيئة، على وضع خطة متكاملة لتحقيق تنوع واستدامة الغذاء، بما يضمن الحفاظ على موارد البيئة وضمان استدامتها، ورفع وتنويع الإنتاجية الغذائية.

وأشار معاليه إلى أن تنظيم الفعاليات الدولية، التي من دورها عرض أهم الخبرات والتجارب والابتكارات العالمية في مجال الإنتاج الغذائي، يعد أحد السبل البناءة، التي تتبعها دولة الإمارات لتحقيق هدف استدامة الغذاء، ويمثل معرض «سيال» واحداً من أهم الفعاليات على مستوى الدولة والمنطقة في هذا المجال، كونه يشكل منصة لجمع صناع القرار والمختصين وأصحاب التجارب، وأهم الابتكارات والتقنيات العالمية في مجال الأغذية في مكان واحد، لتبادل الخبرات، ومناقشة أفضل الحلول التي من شأنها المساهمة بشكل فعال في تحقيق استدامة الغذاء.

أحدث التقنيات

وأشاد معاليه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه الشركات المحلية والخليجية، المتخصصة في مجال الأغذية، والذي بات يعتمد بشكل أكبر على أحدث التقنيات العالمية ما يسهم بشكل فعال في الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية للبيئة، ويزيد من الطاقة الإنتاجية.

من جانبها، أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة مسؤولة، عن ملف الأمن الغذائي، أن قضية الأمن الغذائي، تعد من القضايا الرئيسة التي توليها دولة الإمارات أهمية كبيرة، حيث تعمل الدولة في هذا الإطار، وفق استراتيجية واضحة المعالم، تستند على النهوض بواقع الإنتاج الزراعي المحلي، وتنمية الاستثمارات الخارجية في قطاع الزراعة، وذلك من منطلق إدراكها التام لأهمية تدعيم مظلة الأمن الغذائي، وتأمين إمدادات الغذاء في كافة الأوقات، وضمن مختلف الظروف، وصولاً إلى استدامة هذا القطاع الحيوي.

من جهته، أكد سعادة سعيد البحري سالم العامري مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، على أهمية الاستراتيجية الوطنية، التي أطلقتها حكومة الإمارات للأمن الغذائي، الهادفة إلى تطوير منظومة وطنية شاملة، تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، والتي ترتكز على توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج والتصنيع الغذائي، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الشراكات الدولية، لتنويع مصادر الغذاء، وتفعيل التشريعات والسياسات التي تسهم في تحسين التغذية، والحد من الهدر، لضمان الأمن الغذائي في كافة الظروف والمراحل.

وأضاف العامري: «نهدف من خلال هذا المعرض، إلى المساهمة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائية، وتعزيز فاعليتها في تسهيل تجارة الغذاء العالمية، وتنويع مصادر استيراد الغذاء، وتطوير أطر عمل تعاون فعالة مع الشركاء التجاريين الدوليين في مجال الغذاء، وتعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات في المشهد العالمي للأمن الغذائي، وإنشاء بنية تحتية متطورة، وخدمات لوجستية رائدة لواردات الأغذية، إلى جانب تطوير ونشر استراتيجيات استثمار دولية للمواد الغذائية الاستراتيجية.

مشاركات

ويشهد «سيال الشرق الأوسط» في دورته الحالية، حضور ومشاركة أكثر من 1000 شركة عاملة في قطاعات الأغذية والمشروبات والمعدات، وأجنحة وطنية لأكثر من 30 دولة، ومن المتوقع أن يستقطب المعرض زيارة على 25 ألف زائر وخبير في مجال الأغذية من أكثر من 45 دولة.

كما ينظم المعرض، بالتعاون مع جمعية الطهو الإماراتية، مسابقة «لاكويزين»، أكبر مسابقة للطهو على مستوى المنطقة، ونقطة الالتقاء المفضلة للمهنيين المتخصصين في مجال الخدمات الغذائية، بمشاركة أكثر من 1000 طاهٍ من جميع أنحاء المنطقة، للتنافس عبر 19 فئة مختلفة.

وينظم المعرض كذلك، جائزة «ذا ميركوريز»، وهي الجائزة المرموقة في خدمات توفير الطعام على متن الطائرات في جميع أنحاء العالم، والتي تم إطلاقها منذ 36 عاماً، تحت إشراف لجنة من الخبراء المستقلين، وتتضمن 5 فئات للجوائز الرئيسة، وتغطي وجبات الطعام والخدمة على متن الطائرات، والخدمات العامة على متن الطائرات، إضافة إلى بطولة الإمارات الوطنية للقهوة.

ويمثل المعرض منصة مثالية للتعريف بأحدث المنتجات والخدمات والابتكارات في قطاع الأغذية، وتسلط أنشطته الضوء على أهم المواضيع الحيوية التي تتعلق بإنتاج الأغذية، لتلبية احتياجات المنطقة من السلع الغذائية، في ظل النمو الاقتصادي والسكاني المتسارع.

مذكرة تفاهم

وقّعت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات»، مذكرة تفاهم مع مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات، تعنى بالتعاون والتنسيق وتبادل المعلومات، وذلك على هامش فعاليات «معرض سيال الشرق الأوسط» الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي. ووقّع مذكرة التفاهم عبد الله المعيني مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات»، وصالح لوتاه رئيس مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات التابعة لغرفة تجارة وصناعة دبي.

وأكد عبد الله المعيني مدير عام «مواصفات»، أن الهيئة تسعى إلى تعزيز قطاع صناعة الأغذية، وتسهيل انسيابية حركة الاستيراد والتصدير، بصورة تسهل حركة البضائع والسلع الغذائية، وتخدم تنويع الاقتصاد الوطني، منوهاً بأهمية التحديث المستمر للوائح والأنظمة الإماراتية، التي تضمن حماية حقوق المستهلك والتاجر على السواء.

وأوضح أن مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات، تضم تحت مظلتها ما يناهز 575 عضواً من المنتجين والموردين والتجار في الدولة، فيما تبلغ قيمة استثمارات المجموعة نحو 39.5 مليار درهم، ونسعى في الهيئة إلى دعم وتعزيز الصناعة الوطنية، لا سيما أن الهيئة تولي زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، أهمية رئيسة، فضلاً عن تطوير المواصفات القياسية للأغذية والمنتجات بصورة تميز المنتجات الوطنية، عند المنافِسة محلياً وخارجياً.

جلسات حوارية تناقش طرق تحقيق التنمية المستدامة

ينظم مركز الأمن الغذائي، خلال الدورة التاسعة من معرض سيال الشرق الأوسط، الذي انطلقت فعالياته أمس، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، عدداً من الجلسات الحوارية والندوات، لمناقشة أهم القضايا التي تتعلق بالأمن الغذائي، وطرق تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة.

وبهذه المناسبة، قال خليفة أحمد العلي مدير عام مركز الأمن الغذائي، إن ملف الأمن الغذائي لدولة الإمارات العرية المتحدة، يتصدر أجندة الحكومة الرشيدة، حيث إن تحقيق الأمن الغذائي، يعد واحداً من أهم استراتيجيات النمو الاقتصادي، ومحوراً أساسياً من محاور التنمية الشاملة، التي تمر بها اقتصادات الدول.

ونوه خليفة العلي، بالدور الريادي والمميز للدولة في هذا الإطار، من خلال الاستراتيجية الوطنية التي تم إطلاقها، والهادفة إلى تطوير منظومة وطنية شاملة، تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وصولاً إلى تعزيز مكانة الإمارات في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي.

قطاع التجزئة

وتناولت الجلسة الأولى، موضوع دور قطاع التجزئة في دعم المنتج المحلي، فيما ستركز الجلسة الثانية على الابتكار، باعتباره القوة المحركة الرئيسة لعالم خالٍ من الجوع، كما يتضمن جدول فعاليات مركز الأمن الغذائي، تنظيم سلسة من الندوات، تحت عنوان نظرة مستقبلية لدور الطائرات بدون طيار، في الزراعة الذكية والاستدامة الزراعية، وشركة ايليتاجرو للغذاء والزراعة، ودورها الفعال في ملف الأمن الغذائي، وكذلك «الندوة العلمية بعنوان: أهمية إدارة سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية، في تعزيز منظومة الأمن الغذائي».

ويستهدف مركز الأمن الغذائي، عبر هذه الجلسات، كلاً من القطاع الحكومي، ومنتجي الأغذية، ومصنعي المواد الغذائية، والأكاديميين والباحثين، فضلاً عن أصحاب التخصصات العلمية من مختلف الجامعات.

وتهدف هذه الجلسات الحوارية، في دورتها الرابعة على التوالي، والتي ستضم عدداً من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين وخبراء الصناعة والمختصين في هذا القطاع، إلى الوقوف على أبرز القضايا الاقتصادية، التي قد تؤثر سلباً في نمط الحياة المجتمعية، وماهية الأدوار المشتركة بين القطاعين العام والخاص، من أجل المساهمة في تضمين ثقافة المسؤولية المجتمعية، وطرق تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة، حيث تعتبر محوراً هاماً في استراتيجية الدولة لعام 2050، والتي تسعى من ورائها إلى تحقيق رفاهية المجتمع، والتنوع في الاقتصاد الوطني.

وصفات صحية بلغة برايل

أطلقت دائرة الصحة - أبوظبي، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، كتيبات لوصفات صحية مطبوعة بلغة برايل، لخدمة المكفوفين.

وقال هشام الواحدي مدقق برايل في إدارة خدما ت المكفوفين، التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة لـ «للبيان»: مشاركتي في معرض سيال الشرق الأوسط، تتلخص في إطلاق «سيال الشرق الأوسط»، مبادرة كتيب لوصفات صحية بطريقة برايل، بالتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي، ومؤسسة زايد العليا، إطلاق هذا المشروع، الذي من شأنه خدمة المكفوفين في المجتمع، وتوعيتهم في جانب مهم من حياتهم، وهو الجانب الصحي، وهي مبادرة تعتبر الأولى من نوعها.

Email