ريم الهاشمي في كلمتها بافتتاح مؤتمر منظمة التحالف العالمي للقاحات:

الإمارات ملتزمة بنهج زايد في دعم جهود حماية صحة الأطفال

ريم الهاشمي ونجوزي أوكونجو وسيث باركلي خلال المؤتمر الصحفي | تصوير: مجدي اسكندر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، أن دولة الإمارات مستمرة في مواصلة تقديم الدعم اللازم لتمكين المنظمات الدولية المعنية باللقاحات والتحصين ضد الأمراض المعدية للأطفال الذين لا يحصلون على تلك اللقاحات المنقذة للحياة في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وضع لنا هذا النهج الإنساني ولن نحيد عنه أبداً.

جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» الذي تستضيفه دولة الإمارات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، لاستعراض التقدم المرحلي في خطة «جافي» للفترة 2016 -2020 ودراسة التحديات القائمة وتنقيح الإجراءات المتخذة لزيادة فرص الحصول على التحصينات واللقاحات في الدول الأكثر فقراً على مستوى العالم بما يسهم في تمكين الجيل القادم من خلال تعزيز الصحة العامة.

ويشارك في الاجتماعات التي تستمر يومي 10 و11 ديسمبر الجاري بفندق روتانا ـ السعديات في أبوظبي - محمد إيسوفو رئيس جمهورية النيجر، وكارلوس أغوستينو دو روساريو رئيس وزراء موزمبيق، إضافة إلى 300 ممثل عن الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكبار القادة والمسؤولين من مجتمع الصحة العالمي للاحتفاء بمساهمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين في حصول 700 مليون طفل على التحصينات اللازمة وإنقاذ أرواح 10 ملايين طفل منذ تأسيسه في عام 2000 بجانب استعراض التقدم المحقق منذ آخر لقاء لاستعراض التقدم عام 2015 والمساعدة في تشكيل مستقبل الصحة العالمية.

وأشارت معالي الوزيرة إلى أن استضافة هذا المؤتمر في العاصمة أبوظبي يأتي ضمن جهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم برامج التحصين في العديد من الدول النامية، والإسهام في مبادرة «الابتكار في التناول وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات»، مؤكدة أن التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» تمكن من تحصين 700 مليون طفل حول العالم وإنقاذ حياة 10 ملايين طفل.

وقالت معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس على هامش الاجتماعات، إن استضافة هذه الاجتماعات في دولة الإمارات تتزامن مع «عام زايد» لإحياء الذكرى المئوية للوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي كانت له اليد الطولى في إرساء مبادئ الاستثمار في صحة الفرد وبناء الإنسان إدراكاً منه لما تعود به من فائدة جمة على الأفراد والأسر والمجتمع ككل وهي المبادئ التي تتلاقى مع التزام التحالف العالمي للقاحات والتحصين بتحسين حياة الأطفال في دول العالم الأكثر فقراً.

وأكدت معالي ريم الهاشمي على أهمية تضافر الجهود والشراكة الفعالة من قبل كافة الجهات المعنية من منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام من أجل لعب دور جذري في نجاح مشاريع التحالف والعمل على خفض المعدلات العالمية لوفيات الأطفال، وتوسيع نطاق الآثار المحققة بما يتجاوز المستهدف من التحصين.

تنمية

من جهتها قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو - إيويلا رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي»، إن التحالف حرص منذ تأسيسه على تحقيق التنمية بأسلوب مختلف، حيث تبنى منهجيات تستند إلى الابتكار والتكنولوجيا واعتمد على نقاط القوة النسبية التي يتمتع بها شركاؤه من أجل النجاح في تحقيق رسالته الطموحة.. مشيرة إلى أن هذا المنهج ساهم في تعظيم عوائد الاستثمارات المقدمة وتحقيق آثار تتخطى مجرد إعطاء اللقاحات إلى إحداث تغيرات تحولية في حياة الأفراد من أجل مستقبل أفضل.

وعبرت الدكتورة نجوزي عن تقديرها وفخرها بجهود دولة الإمارات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمنظمة التحالف الدولي للتحصين وأيضا على استضافة اجتماعات منظمة «جافي» التي تأتي متزامنة مع احتفالات الإمارات بعام زايد، وأضافت أن تطعيم الأطفال يتعدى الهدف الإنساني إلى أهداف أخرى اقتصادية، مؤكدة أن كل 1 دولار يتم إنفاقه في تطعيم طفل فإن العائد الذي سيعود من ذلك يتعدى 16 دولارا من حيث تكاليف الرعاية الصحية ويزيد هذا المبلغ على 40 دولارا على المدى البعيد.

مساعدات خارجية

وتضطلع دولة الإمارات بدور قيادي في المساعدات الخارجية ومنها دعم الجهود والمبادرات الإنسانية الهادفة لحماية صحة شعوب العالم والارتقاء بمعدلات التنمية البشرية.. وعلى سبيل المثال فمنذ عام 2011 قدمت الدولة دعماً لجهود استئصال مرض شلل الأطفال، إضافة إلى مساهمات أخرى لصالح التحالف العالمي للقاحات والتحصين، حيث تعتبر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال شلل الأطفال في العالم إحدى المبادرات الإنسانية الرائدة والمتميزة في دعم الجهود العالمية لاستئصال المرض والتقليل من حالات الإصابة به بنسبة كبيرة في الدول المستهدفة بالمبادرة.

وقد ترجمت المبادرة الكريمة لسموه عملياً من خلال إطلاق حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية في عام 2014 والتي استطاعت منذ إطلاقها وحتى عام 2018 من استهداف أكثر من 57 مليون طفل بما يقارب 346 مليون جرعة تطعيم محققة النجاح الميداني والمساهمة في انخفاض عدد حالات الإصابة بشلل الأطفال في باكستان من 306 حالات في عام 2014 إلى 8 حالات فقط في أول عشرة أشهر من عام 2018 وبنسبة انخفاض بلغت 97%.

إشادة

من ناحيته، قال الدكتور سيث بيركلي الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، إنه استمراراً لدورها كشريك ثابت ساعدت دولة الإمارات التحالف العالمي للقاحات والتحصين في الوصول إلى المزيد من الأطفال وتزويدهم باللقاحات المساهمة في إنقاذ الأرواح، مشيداً بمساهمة الدولة ومواقفها الثابتة تجاه التحالف.

وأشار إلى أن «جافي» وفرت 3.1 ملايين جرعة من لقاحات الكوليرا، ولديها أجهزة مبتكرة لتتبع مراحل الأمصال المختلفة إلى جانب ابتكارات جديدة أخرى سيتم الإعلان عنها في نهاية الاجتماعات، مشيراً إلى أن التحالف الدولي للقاحات استعان بعدد من المبتكرين والخبراء للاستعانة بالمشاريع الجديدة المبتكرة في إيصال اللقاحات إلى مختلف المناطق بسهولة ويسر. وأضاف أن «جافي» لديها تعاون وشراكة مع المجتمع المدني والمنظمات الخيرية في مختلف دول العالم لتوصيل اللقاحات الضرورية للأطفال خاصة في مناطق النزاعات والحروب، مشيراً إلى أن المنظمة تعمل في اليمن منذ فترة طويلة وبسبب النزاعات قمنا بتقديم اللقاحات بطرق جديدة وبالفعل نجحنا في الحد من تفشي مرض الكوليرا.

وأعرب عن امتنانه لدولة الإمارات لاستضافتها هذا الاجتماع الذي سيتيح الفرصة لتدارس النتائج المحققة على مدى السنوات الماضية والعمل على تشكيل مستقبل نموذج الابتكار الذي سيتبعه التحالف العالمي للقاحات والتحصين في ظل عوامل الزيادة المطردة للتعداد السكاني العالمي والهجرة والزحف العمراني وآثار تغير المناخ التي تسهم جميعها في زيادة مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة، متطلعاً للعمل مع قادة العالم من أجل زيادة تعزيز نموذج العمل لتمكين التحالف العالمي للقاحات والتحصين من استمرار استعداده لمواجهة هذه التحديات من أجل الأجيال القادمة.

وبالإضافة إلى استعراض التقدم المحقق منذ آخر عملية تغذية رجعية أجراها التحالف في برلين عام 2015 يعد هذا المؤتمر رفيع المستوى فرصة لتشكيل مستقبل نموذج العمل الذي سيتبناه التحالف والمساعدة في بحث وسائل التغلب على التحديات القائمة التي تعرقل حصول الأطفال على الجرعات الكاملة للقاحات الموصى بها.

ويعد التحصين من التدخلات التي تتسم بالفعالية من ناحية التكلفة وقوة التأثير، كما أنه من الممارسات الأساسية للرعاية الصحية الأولية ويعتبر بمثابة منصة انطلاق معززة لإتاحة رعاية صحية أفضل للجميع.

تلقيح أطفال اليمن

أكدت معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، على أهمية الحرص على المجتمعات الأكثر فقراً وهشاشة وتقديم الأدوية واللقاحات وأيضاً الغذاء، مشيرة إلى أن التحالف خلال الشهرين الماضيين عمل مع المنظمات الإنسانية مثل اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان في الميدان باليمن، حيث قدم الأدوية واللقاحات في منطقة الحديدة وجنوبها، وكانت الجولة الأولى للتلقيح في الفترة من 5 ـ 7 أغسطس الماضي، وبعدها كانت الجولة الثانية للتلقيح في 22 إلى 25 سبتمبر الماضي فيما جاءت جولة التلقيح الثالثة قبل أسبوعين. وأشارت معاليها إلى العناية الكبيرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية حول العالم وتحسين حياة الأطفال في دول العالم الأكثر فقراً، مشيرة إلى توجيهات سموه بتوفير لقاحات لأكثر من 13 مرضاً معدياً وخطراً.

تحصين 100 مليون طفل

جدير بالذكر أن التحالف العالمي للقاحات والتحصين قد دعم ومنذ تأسيسه عام 2000 تحصين ما يقرب من 100 مليون طفل في ست دول هي: أفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن، وطبقا لسياسة التأهل والتحول التي وضعها التحالف العالمي للقاحات والتحصين ستتأهل سوريا أيضاً للانضمام إلى قائمة التحالف للدول المدعومة ابتداء من الأول من يناير 2019. وقدم التحالف الدعم إلى 33 دولة من أصل 57 دولة في منظمة التعاون الإسلامي، كما ساعد في ضمان تحصين ما يزيد على 288 مليون طفل في الدول الأعضاء في المنظمة.

92.3 مليون جرعة لقاح

أكدت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، أن نتائج المرحلة الخامسة لحملة التطعيم بباكستان التي استمرت في 2018 باستثناء يونيو وأكتوبر واستهدفت تطعيم 13.6 مليون طفل قدمت 92.3 مليون جرعة تطعيمات ضد شلل الأطفال، وذلك في مناطق السند وبلوشستان والمناطق القبلية فتح وإقليم خيبر بختونخوا. وأشارت المبادرة إلى أن إجمالي التطعيمات بالمراحل الخمس لحملة الإمارات لتطعيم أطفال باكستان بلغت حوالي 346.8 مليون جرعة.

Email