تضم قصر الحصن والمجلس الاستشاري الوطني والمجمـع الثقافــــي وبيت الحرفيين

منطقة الحصن.. صـرح وطني يجـسد تاريخاً ثقافياً واجتماعياً ملهماً

محمد بن زايد خلال افتتاح منطقة الحصن بحضور أمل القبيسي وهزاع وحامد بن زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضم منطقة الحصن أربعة مكونات مترابطة هي «قصر الحصن» و«المجلس الاستشاري الوطني» و«المجمع الثقافي» و«بيت الحرفيين».. والتي أنجزت دائرة الثقافة والسياحة ــ أبوظبي مشروع صيانتها وترميمها وتجديدها.

قصر الحصن

ويعد قصر الحصن أقدم صرح تاريخي في مدينة أبوظبي فيما يضم بناءين هامين هما «الحصن الداخلي» الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 تقريباً والذي تم بناؤه ليكون برج مراقبة لتوفير الحماية للتجمع السكاني على الجزيرة والذي وثقت نشأته لأول مرة خلال ستينيات القرن الثامن عشر، و«القصر الخارجي» الذي بني خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي.. ولا يزال القصر شاهداً حياً على محطات أبوظبي عبر التاريخ، فيما كان هذا الصرح العريق على مدى قرنين ونصف مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقى للحكومة الإماراتية ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً.

وتحول القصر إلى متحف بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة ليسرد تطور أبوظبي من منطقة لاستقرار القبائل التي اعتمدت على صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ في القرن 18 إلى إحدى أروع المدن العالمية الحديثة.

المجلس الاستشاري

وبجوار «قصر الحصن» يبرز مبنى «المجلس الاستشاري الوطني» الذي شهد المحادثات واللقاءات الأولى التي أفضت إلى قيام دولة الاتحاد.

ويتضمن قصر الحصن معرض «الحصن الداخلي» الذي يسرد قصة القصر والأحداث التاريخية التي شهدها كما يصور مظاهر الحياة اليومية في المجتمع القديم ودور هذا المعلم التاريخي كونه مقراً للحكم ومركزاً لإدارة شؤون البلاد.

أما «القصر الخارجي» الذي يعود تاريخ بنائه إلى أربعينيات القرن الماضي بتوجيهات الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان فهو يضم مجموعة من الأجنحة والغرف التي تسرد قصة الأجيال السابقة التي عاشت في القصر وترصد تفاصيل حياتهم اليومية. ويمكن للزوار الاطلاع على الأجنحة الخاصة بالشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان وتجربة المشاركة في مجلس الحاكم.

ويتخلل المعرض مجموعة من العروض الفيلمية والتفاعلية والمحتويات التاريخية الصوتية والبصرية التي تجسد مشهداً متكاملاً للحياة والأحداث داخل هذا المعلم التراثي العريق إضافة إلى مجموعة من المقتنيات الأصلية والقطع الأثرية المتوارثة من الأجيال السابقة.

المجمع الثقافي

ويستضيف المجمع الثقافي ــ الذي شهد سلسلة من أعمال التجديد والترميم ــ برنامجاً متنوعاً في مركزه الجديد المخصص للفنون البصرية، ويشمل المعرض الافتتاحي المتميز الذي يركز على تاريخ المجمع الثقافي ودوره في دعم المشهد الثقافي والفني.. فيما يستقبل المجمع بعد إعادة افتتاحه جمهوره في مركز الفنون البصرية الذي يضم قاعات عرض وسلسلة من ورش العمل واستوديوهات فنية.. إضافة إلى مسرح يتسع لـ900 مشاهد وأول مكتبة مخصصة للأطفال من نوعها واللذين من المقرر افتتاحهما خلال عام 2019.

ويقام حالياً في قاعة الفنون البصرية معرض تشكيلي تحت عنوان «الفنانون والمجمع الثقافي: البدايات» يضم أكثر من 100 عمل فني لمجموعة من الفنانين المحليين الذين شهدوا البدايات الأولى للمجمع الثقافي خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات. ونسّق المعرض مايا أليسون رئيس القيمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير التنفيذي لرواق الفن، وعلياء زعل لوتاه مساعد تقييم أول، في اللوفر أبوظبي. ويرصد محطات من تاريخ المجمع الثقافي مسلطاً الضوء على دوره الريادي حاضناً للفن ومنارة للإبداع.

بيت الحرفيين

ويضطلع بيت الحرفيين انطلاقاً من موقعه المجاور لقصر الحصن والمجمع الثقافي في منطقة الحصن.. بدور ريادي في حماية وصون التراث الإماراتي المعنوي العريق والترويج له.. وتحقيقاً لهذا الهدف يقدم برنامجاً شاملاً تتخلله مجموعة من المعارض وورش العمل والبرامج التدريبية التي تركز جميعها على الحرف الإماراتية اليدوية مثل السدو «النسيج البدوي» والخوص «تجديل سعف النخل» والتلي «تطريز» بما يضمن نقل المعارف والمهارات المتعلقة بها للأجيال القادمة.

وتتميز الحرف اليدوية في «بيت الحِرفيين» بالعلاقة الإبداعية والفنية التي طورها الأجداد مع الموارد الطبيعية المحيطة.. فقد تمكن الحرفيون من تطوير مهاراتهم لتلبية احتياجاتهم الوظيفية والاقتصادية مستفيدين من البيئة الطبيعية التي تتميز بثرائها وتنوعها، حيث يوجد فيها ثلاثة أنواع من الأنظمة البيئية بما في ذلك النظام الصحراوي والجبلي والبحري.. ولا يقتصر دور هذا التراث غير المادي الذي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل على الحفاظ على المهارات العملية فقط بل يسهم كذلك في تعزيز القيم الاجتماعية المشتركة المرتبطة بالهوية الإماراتية.

يذكر أن منطقة الحصن تفتح أبوابها للزوار والجمهور عامة اعتباراً من يوم الجمعة السابع من شهر ديسمبر بدءاً من الساعة الرابعة عصراً. ويتزامن مع هذه المناسبة تنظيم أسبوع حافل بالفعاليات الثقافية.

Email