نموذج يحتذى في الإدارة والفكر الاستراتيجي القائم على الابتكار والإبداع

تجربة الدولة التنموية.. تمكين شامل للوطن والمواطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد التجربة الإماراتية التنموية نموذجاً يحتذى في الإدارة والفكر الاستراتيجي القائم على الابتكار والإبداع والعمل بروح الفريق الواحد، فمنذ تأسيس الدولة عملت الحكومة على استشراف المستقبل، وتسخير جميع الجهود لبناء نهضة متميزة، إذ سابقت الإمارات الزمن، لتقف اليوم في مصاف الدول المتقدمة بفعل إنجازات كبيرة يشهد لها القاصي والداني، حققتها في مسيرة التنمية الشاملة، التي انعكست إيجاباً على جميع المواطنين بلا استثناء، وأسهمت في توفير الحياة الكريمة لهم وإسعادهم، ودائماً ما تصدر محور التمكين الشامل للوطن والمواطن قصة نجاح الإمارات من خلال نهج القيادة الرشيدة، الذي يعتبر حجر الأساس في تكامل الخطط وتعزيز الرؤية الموحدة في مسيرة التميز نحو تحقيق مئوية الإمارات، فمن خلال هذه الرؤية تصبو الدولة إلى المستقبل المنشود الذي يلبي تطلعات أبناء الإمارات.

من يتابع قصة نجاح الإمارات يدرك أنها تنطلق من قراءة عميقة للماضي والحاضر والتخطيط الاستراتيجي، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، لتحديد الرؤى المستقبلية والتوجهات العام لمؤسسات القطاعين العام والخاص، وضمان تسلسل هذه الغايات إلى خطط واقعية ومشاريع ملموسة، تعمل من خلالها على تحقيق أهدافها على المديين المتوسط أو البعيد.

شمولية وتكامل

وأهم ما يميز رؤية حكومة الإمارات في جميع الاستراتيجيات التي أطلقتها، التكامل والشمولية والتركيز على العنصر البشري الذي يعد قاعدة الانطلاق لتحقيق الأهداف المنشودة، بالتوازي مع التركيز على التعليم لأن الاستثمار في رأس المال البشري هو العنصر الأهم على المدى الطويل، وهذا ما كان حاضراً في صياغة «استراتيجية حكومة دولة الإمارات 2008-2010» و«استراتيجية حكومة دولة الإمارات 2011-2013»، و«استراتيجية حكومة الإمارات 2014-2016»، التي حددت التوجهات المتوسطة المدى للحكومة في مختلف القطاعات، وتفصيلها إلى خطط استراتيجية وتشغيلية للجهات الاتحادية، تعمل من خلالها على تنفيذ المبادرات والمشاريع، وفقاً لميزانيات محددة ومرتبطة بالخطط، بهدف تحقيق رؤية الإمارات 2021 وأهداف الحكومة في ما يخص تلبية احتياجات المواطنين، وتطوير العمل الحكومي، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز من مكانة الدولة في خريطة العالم التنافسية.

ولتحقيق رؤية الإمارات 2021 في عيدها الذهبي، بمناسبة إكمالها خمسين عاماً على اتحادها، جار العمل على تنفيذ الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن 6 محاور رئيسة تشمل 52 مؤشراً، هذه الرؤية هي رؤية طــــــموح على أرضية صلبة، وتمتاز المؤشرات الوطنية بكونها بعيدة المدى وتقيس النتائج الرئيسية لأداء الأولويات الوطنية.

كما تعمل في معظمها على مقارنة مرتبة الإمارات في المؤشرات الدولية بدول العالم المختلفة. وتحظى هذه المؤشرات بمتابعة دورية من قبل القيادة في الحكومة بهدف ضمان تحقيق مستهدفاتها بحلول عام 2021.

اجتماعات سنوية

سقف طموح حكومة الإمارات يعانق السماء، وتحقيق الغاية المنشودة لتكون الدولة ضمن أفضل دول العالم تم ترجمته إلى برامج ومبادرات ومؤشرات يتم قياسها.

وترسيخاً لمرحلة جديدة من العمل الوطني، تتميز بتكامل الخطط، والعمل ضمن روح الفريق الواحد لدولة الإمارات، جاء إطلاق الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات المشروع الوطني الذي يجمع الجهات الاتحادية والمحلية كافة، والفعاليات الوطنية لمناقشة التحديات التنموية الحالية ووضع تصور تنموي لمستقبل دولة الإمارات وصولاً إلى مئويتها، وتوحيد العمل الحكومي كونه منظومة واحدة على المستوى الاتحادي والمحلي، ومناقشة المواضيع التنموية سنوياً، وعلى كل المستويات الحكومية، بحضور متخذي القرار كافة، وإشراك القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي للدولة، وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.

ما تمخض عن الدورة الأولى للاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات يعزز تطلعات الدولة وسباقها في رحلة التميز، فالدورة الأولى شهدت إطلاق 104 مبادرات وطنية عمل على متابعتها وتنفيذها وتطويرها خلال العام أكثر من 50 فريقاً اتحادياً ومحلياً، ضمت متخصصين من كل الدوائر والهيئات والوزارات نجحوا في تنفيذ الجزء الأكبر منها.

من أبرزها إطلاق مشروع مدينة المريخ العلمية، وهو مشروع بناء المدينة الفضائية الأولى من نوعها، بكلفة 500 مليون درهم، على مساحة تبلغ مليوناً و900 ألف قدم مربعة، لتشكل أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، وتشكل نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، فضلاً عن 3 مبادرات لتقوية دعائم الأسرة، و 5 مبادرات في مجال التشريعات، و3 مبادرات للحفاظ على البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي في الدولة، وإعداد استراتيجية وطنية للإدارة المتكاملة للمواد الكيميائية، إلى جانب مبادرتين لتطوير المنظومة الصحية، و 4 مبادرات لتعزيز دور الشباب، و7 مبادرات للتنمية المستدامة، و4 مبادرات لتعميم نموذج «المدرسة الإماراتية»، و3 مبادرات لجودة التعليم العالي، كذلك 3 مبادرات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، و6 مبادرات لتمكين الموارد البشرية، وتهدف إلى مواءمة وتكامل سياسات وأنظمة الموارد البشرية، وتقييم مستوى نضجها، ودراسة المهارات المستقبلية للوظائف، إضافة إلى 3 مبادرات للقيادات والقدرات الحكومية، و3 مبادرات لتطوير المنظومة الإعلامية.

تصور للمستقبل

وامتداداً للدورة الأولى تنطلق اليوم الدورة الثانية من الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، والتي من خلالها سيتم الاطلاع على المستهدفات والنتائج التي تحققت حتى الآن ضمن رؤية الإمارات 2021، التي تهدف لأن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم في شتى المجالات، ولتحقيق أفضل المراتب في مختلف المؤشرات الدولية.

وذلك بحلول يوبيلها الذهبي في العام 2021، ومناقشة التطور في تطبيق الخطط السابقة، وهذا ديدن حكومة الإمارات الوقوف على أرض الواقع في تطبيق الخطط وتذليل التحديات وتحويلها إلى فرص ومعرفة ما تم إنجازه والبناء عليه لتطوير تصوراتنا للمستقبل.

وتستعرض الدورة الثانية من الاجتماعات السنوية، الرحلة الأولى لمئوية الإمارات 2071 ضمن 30 مجلساً، بهدف تعزيز وجود رؤية موحدة حول البنية التحتية المستقبلية للدولة، إلى جانب انعقاد أكبر جلسة عصف ذهني لـ 500 مسؤول حكومي، بهدف تحديد الأفكار والتوجهات الرئيسة للمرحلة الأولى من مئوية الإمارات 2071.

وسيتم استعراض حصيلة ما تم تحقيقه خلال عام 2017 ومدى التماشي مع رؤية الإمارات 2021، كما سيتم إطلاق 7 استراتيجيات طويلة الأمد وأكثر من 100 مبادرة وطنية في قطاعات مشتركة بين الجهات الاتحادية والمحلية، إضافة إلى الاطلاع على الواقع الجيوسياسي العالمي ومناقشة مستهدفات الدولة خلال السنتين المقبلتين وصولاً إلى 2021.

استشراف المستقبل

وبات استشراف المستقبل سمة تميز دولة الإمارات وهذا يستوجب العمل على بناء استراتيجية متكاملة على مدى العقود الخمسة المقبلة، وأن حكومة الإمارات تمضي قدماً في فتح جميع الأبواب نحو العالمية، بما يلبي طموحات أبنائها ويرسم ملامح مسيرة الدولة للمستقبل، ترجمة لقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «سباق التميز لا حدود له، ولا زمن تتوقف عنده عقارب الساعة».

Email