افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، «قمة أقدر العالمية» في نسختها الثانية، بحضور معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، ومعالي حسين إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، حيث سلطت القمة الضوء على استراتيجيات الشيخ زايد في تمكين الإنسان.
حضور
حضر حفل الافتتاح الفريق سيف الشعفار وكيل وزارة الداخلية، واللواء الركن خليفة حارب الخييلي رئيس مجلس التطوير المؤسسي بالوزارة، واللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي مفتش عام الوزارة ورئيس اللجنة العليا لقمة أقدر العالمية، واللواء محمد بن العوضي المنهالي من مكتب مستشاري سمو وزير الداخلية، واللواء عبدالعزيز مكتوم الشريفي مدير عام الأمن الوقائي في الوزارة، والعميد محمد حميد بن دلموج الظاهري الأمين العام لمكتب سمو وزير الداخلية، والمديرون العامون بالوزارة، وعدد من كبار الضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة.
عروض
ودشن سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المعرض المصاحب للقمة الذي يتضمن عروضاً لعدد من الوزارت والهيئات والمؤسسات الوطنية، وعدد من الجامعات الإماراتية ومعاهد التعليم والأكاديميات التربوية، ومؤسسات دولية وما تعرضه من مشاريع ومبادرات في مجالات عديدة تتعلق بتنمية الإنسان وقدراته وتوفير الأدوات والتقنيات لتطوير الإبداع البشري وتعزيز الكوادر وتدريبها وفق أسس الاستدامة.
وشاهد سموه والحضور في الحفل أوبريت تغنى بالسيرة العطرة لمؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعرض فيديو يعرض جانباً من جهود القائد المؤسس في تمكين الشباب وتوفير فرص النجاح لهم، ويربط إنجازات الحاضر الإماراتي بتاريخ الدولة وتأسيسها وتمكين قيادتها الرشيدة للإنسان وتوفير كل ما شأنه بناء قدراته وتزويده بالأدوات اللازمة للمساهمة في مسيرة الدولة الحضارية.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في كلمته خلال الافتتاح أن دولة الإمارات، تسعى دائماً وباستمرار، إلى تحقيق التنمية البشرية الناجحة، وتعمل بكل جدٍ، على تعميق قنوات التعاون والسلام، في العالم واستطاعت، في ظل قيادتها الحكيمة، أن تتلافى آفات الجهل، والتعصب، وعدم التسامح، وتنطلق إلى آفاق المعرفة، والثقة، والتعايش السلمي.
توقيت
وأشار إلى أنه من حُسن الطالع حقاً، أن تنعقد هذه القمة، في عام زايد الخير: المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه، وهو الذي كان معروفاً بأنه: «حكيم العرب»: قائد يتمتع ببُعد النظر، كانت لديه رؤية واضحة، لمستقبل الإمارات، وموقعها بين الدول، رؤية: تنبع من ثقافته الوطنية، وخبرته العملية في شؤون العالم.
وأوضح أن المغفور له الوالد الشيخ زايد، كان يركز على التنمية البشرية بكافة أبعادها، وكان حريصاً على تمكين جميع أبناء وبنات الوطن، من الإسهام الكامل، في كافة الساحات والمجالات الوطنية والإقليمية والعالمية.
وأشار إلى الجهود المتواصلة، والناجحة تماماً، لأم الإمارات، الوالدة الفاضلة: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أعزها الله، وهي تسعى بكل ثقة وجدارة، إلى أن تكون المرأة في الإمارات، منبع خيرٍ دائم، ونموذجاً للعمل المنتج، والأداء الجاد.
من جانبه قال القاضي الدكتور حاتم علي ممثل نائب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن القمة تعتبر محفلاً عالمياً يبحث في كافة التخصصات وبمشاركة العديد من الخبراء على المستوى الأممي والدولي والوطني كيف يمكن أن نجعل مجتمعاتنا أكثر استقراراً بتحرير عقولنا وتمكينها لتحقيق الاستقرار والأمن الإنساني، الذي يعد الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
تمكين
وأضاف: إن هذه الرؤية المستقبلية المستنيرة لدولة الإمارات وشراكتها التي يسرت حضور العديد من دول العالم، للإدلاء بدلوها في كيفية إمكانية التعاون بين الحكومات والمنظمات والهيئات والمجتمع المدني، وكافة السبل الممكنة لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة من خلال تمكين العقول ومن خلال تحقيق استقرار المجتمعات وفقاً لآليات ومعايير وخطط واستراتيجيات الأمم المتحدة والتي لا تعدو كونها إفرازات للشعوب والدول التي شاركت في ملتقياتنا الدولية والإقليمية لتضع إطاراً عالمياً يحقق هذه التنمية المستدامة من خلال الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.
إلى ذلك أكد بويان راديوكوف ممثل مدير عام منظمة اليونسكو، أهمية القمة في تعزيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين الشباب من تحقيق تطلعاتهم في العيش في مجتمعات آمنة ومستقرة، شاكراً دولة الإمارات على جهودها في هذا الشأن.
استراتيجيات زايد
وتضمنت القمة في يومها الأول ثلاث جلسات رئيسية، وتمحورت الجلسة الأولى حول استراتيجيات الشيخ زايد في تمكين الإنسان ترأستها الدكتورة حواء سعيد المنصوري، نائبة المدير الطبي في مركز دبي إمبريال كوليدج لندن. وفي هذه الجلسة، تحدثت الدكتورة جيانتي روبن ميترا، مستشارة بحوث في الأرشيف الوطني عن نهج زايد في بناء الأمة وتمكين الإنسان.
وقالت الدكتورة ميترا: أسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دولة الإمارات العربية المتحدة واضعاً نصب أعينه بناء دولة تنعم بالرخاء والعيش الكريم مع الحفاظ على القيم الإسلامية. واستطاع المغفور له بإذن الله تجاوز الصعاب والتحديات التي كان حلها أشبه بالمستحيل، وشق طريقه نحو بناء دولة قائمة على تمكين الإنسان يسودها الأمن والعدل والسلام والتسامح.
وركزت الجلسة الثانية للقمة على تطوير العنصر البشري لصالح النمو الاقتصادي، ترأستها الدكتورة نجوى محمد الحوسني، وكيل كلية التربية في جامعة الإمارات.
مهارات
وتحدثت زايتشين جو، المدير التنفيذي في مؤسسة مهارات المستقبل، عن محور تطوير رأس المال البشري للتكيف مع بيئة عمل المستقبل من منظور سنغافورة وقالت فيها: أصبحت معظم دول العالم في وقتنا الراهن تهتم في تطوير رأس المال البشري، لا سيما في ضوء التغيير غير المسبوق الذي أحدثه التقدم التكنولوجي. وفي ظل هذا الاهتمام المتزايد، كيف يمكننا أن نجهز شعوبنا لمستقبل العمل؟.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان المساواة بين الجنسين من أجل مجتمع أفضل، والتي ترأسها مصطفى إسماعيل الزرعوني، رئيس تحرير صحيفة الخليج تايمز، قالت الدكتورة تتيانا كارابشوك: هناك اختلاف كبير بين دول الخليج العربي وباقي العالم من حيث نسبة حصول كلا الجنسين على التعليم.
إذ لا تزال نسبة حصول الإناث على التعليم متدنية جداً مقارنة بمعظم دول العالم. وفي الوقت نفسه، لا تزال مشاركة المرأة في القوى العاملة تتجاوز المتوسط العالمي في معظم بلدان مجلس التعاون الخليجي.
واستضافت القمة أمس حلقة شبابية تحت عنوان الشباب والتوازن بين الجنسين حضرتها المهندسة ميرة الزيودي عضو مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، أول مهندسة طيران فئة الشباب، بالإضافة إلى عدد من ورش العمل التي أقيمت بالتوازي مع المؤتمر والمعرض وتضمنت مواضيع عدة قدمها خبراء ومختصون من وزارة التربية التعليم.