المشاركون في جلسة «دور الحكومات في تشجيع التسامح» :

الإمارات رسخت حقوق المواطنة وحرية الفكر

■ عهود الرومي وعمرو موسى وفيصل بن معمر والحضور خلال الجلسة | تصوير: يونس يونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في الجلسة الحوارية الثانية خلال القمة العالمية للتسامح، التي أدارها الدكتور اكيما اوميزاوا قنصل عام اليابان في دبي.

وتناولت «دور الحكومات في تشجيع التسامح والتعايش السلمي والتنوع»، أن الإمارات تشكل نموذجاً في ترسيخ حقوق المواطنة وحرية الفكر واحترام الآخر، مثمنين جهودها في دعم التسامح والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات، في إطار من التعددية الفكرية والثقافية.

وقالت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، إن تنظيم القمة جزء من جهود الدولة لتعزيز فهم مشترك عالمي لمفهوم التسامح، كقيمة ترتبط بازدهار المجتمعات ونموها الاقتصادي وتطور حياتها، مشيرة إلى أن التسامح قيمة متجذرة في الدين الإسلامي، وفي القيم العربية، وفي موقع الدولة الجغرافي، الذي مكنها من الارتباط بعلاقات تعاون مشترك قائمة على الاحترام والمودة.

ولفتت معاليها إلى أنها ترى قيمة التسامح في الاتحاد، معتبرة دولة الإمارات عالماً في دولة، بسبب احتضانها 200 جنسية، تعيش بتناغم واحترام، وتحظى بأسلوب حياة متنوع، وإنشاء وزارة للتسامح، جاء ليؤكد على قيمة التسامح والحفاظ عليها، وتقريب وجهات النظر.

إضافة إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة التي تحض على الكراهية، منوهة بالارتباط الوثيق بين التسامح والنمو الاقتصادي والسعادة، حيث إن أكثر الدول تسامحاً، هي الأكثر سعادة وتقدماً.

صراع المذاهب

وشكر عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية المصري الأسبق، حكومة الإمارات، على اهتمامها ومبادراتها في دفع مفهوم التسامح والاحتفاء به، بدعوة مفكرين وأكاديميين وعلماء دين وممارسين وسياسيين ودبلوماسيين للمشاركة في المناقشة، متحدثاً عن مفهوم التسامح الإيجابي والتسامح السلبي.

وأوضح كيف يمكن للشعب الفلسطيني أن يسامح دون الحصول على حقوقه في دولة مستقلة، فهنا، يصبح التسامح ذكاء بعد نيل الحقوق للسير نحو المستقبل، وما يحصل بين السنة والشيعة من المسلمين، لا تسامح فيه، ولا بد من إنهائه لصالح هذه الأمة.

برامج

وقال فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات في جمهورية النمسا، إن التسامح عنوان عريض لطريق طويل، يجب أن يسلكه الجميع، مطالباً بضرورة التطرق إلى تشجيع وتعزيز التسامح والتآخي، وهو ما يمكن تحقيقه عن طريق التعليم والدين والثقافة، مقترحاً تقديم برامج لمعالجة المشكلات، وضرورة التفرقة بين التسامح والحرية.

أما البروفيسور سالفاتور مارتينينز مؤسس ورئيس مركز الفاتيكان الدولي للأسرة، فتحدث عن دور الإمارات الرائد في استضافة هذه القمة، بمشاركة علماء وباحثين ومفكرين ومثقفين من مختلف الأديان والثقافات والدول، مشيراً إلى أن الحدث يمثل امتداداً لجهود الإمارات العالمية في تحقيق أمن وسعادة البشرية.

وقال إن مواضيع القمة تأتي إيماناً بأن التنوع الحضاري والثقافي والديني والفكري، ينبغي أن يكون رافداً للتعاون والتحالف، بدلاً من الفرقة والخلافات، وتوجيه الثروات والطاقات لبناء المجتمعات، والنهوض بالحضارة الإنسانية العالمية.

وأضاف: «نؤمن بعالم متسامح باختلافاته التي يجب أن توحدنا، لا أن تقصينا، والعالم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى للتعايش، وإيجاد لغة مشتركة، بعيداً عن العنف والتطرف، والحرية الدينية هي المبدأ الرئيس للتعايش الإنساني.

والخروج عن هذه الفكرة يهدد السلام بين الأمم، لأن التسامح يحمي جوهر القانون، ويحفظ السلام، لافتاً إلى أنه من الضروري استثمار دور العبادة، كما المدارس والجامعات ومواقع التواصل، لتحويلها إلى منصات لتعزيز قيم التسامح والتشارك والتآلف.

ردود

وفي ردها حول دور الحكومات، قالت معالي عهود الرومي، إن عملية نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، تتشارك فيها الحكومات والمجتمعات، ومن هنا، كان إنشاء وزارة للتسامح ومعهد دولي للتسامح، وسياسات حكومية أخرى، متطرقة إلى محور التعليم، باعتباره أساسياً لإدخال قيمة التسامح في المناهج والأنشطة التي تحض على احترام التنوع والتعددية، إلى جانب تنمية المعرفة وتبصير العقول بالقراءة الواعية.

ونحن في الإمارات أمام حدث عالمي، هو إكسبو 2020، حيث يلتقي على أرض الدولة ممثلون عن أكثر من 180 دولة، لتتشارك العقول والأفكار، ومثل هذه المبادرات، هي ترجمة عملية فعلية لسبل غرس التسامح في النفوس.

تأهيل

أما معالي عمرو موسى، فينظر إلى دور الحكومة على أنه مهم، ويجب أن يتركز في التعليم من المدرسة، وينبغي أن يتم إعداد وتأهيل هذه العناصر بشكل مناسب، لننجح في زرع الأفكار الإيجابية في أذهان النشء، وكذلك التركيز على دور الأمهات وإعدادهن بشكل مناسب، من خلال الارتقاء بمستواها التعليمي والتربوي، لتأخذ بيد أبنائها.

ورأى فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أنه يجب معرفة كيفية تجديد دور الحكومات، وصولاً للتسامح واحترام التعددية، تحت مظلة المواطنة المشتركة، مقترحاً أن تقدم الحكومات تسهيلات، وتشجع على طرح المبادرات، لتساعد على تعزيز التسامح الذي أدواته المواطنة الشاملة واحترام التعددية وقبول الآخر.

واعتبر البروفيسور سالفاتور مارتينينز مؤسس ورئيس مركز الفاتيكان الدولي للأسرة، أن العالم يعيش أزمة روحية، ما يعرض شعوب العالم للخطر، وقال: «نحن نرى من خلال واقع عملنا، أن كل شرائح المجتمع ساعية إلى حياة مستقرة، بعيداً عن العنف».

وشدد المشاركون في الجلسة خلال مداخلاتهم، على ضرورة التصدي للسلوكيات المرفوضة، من بينها الكراهية وازدراء الأديان، والتعصب الديني والعرقي، من خلال التوعية والتركيز على دور المؤسسات التعليمية، والمنابر الدينية لترسيخ قيم الوسطية والتسامح، وتجديد الخطاب الديني المعتدل، إضافة إلى تآزر الجهود الحكومية والمجتمعية، لبناء مجتمعات تكرس الحقوق والحريات، وتؤمن بالعدالة الاجتماعية.

Email