المشاركون في الجلسة الحوارية الأولى ضمن القمة العالمية للتسامح:

الشيخ زايد أرسى قيم المحبة والاعتدال والتآلف

■ أمل القبيسي ولمياء آل سعود وعبداللطيف الزياني والحضور خلال الجلسة | تصوير: يونس يونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في الجلسة الحوارية الأولى للقمة العالمية للتسامح، أن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أرسى قيم المحبة والاعتدال والتآلف، نهجاً راسخاً في الإمارات.

وشارك في الجلسة كل من معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمين العام وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية العالمية في السعودية.

والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج من المملكة العربية السعودية، والسفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية، من جمهورية مصر العربية، واداما دنينغ المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المعني بمنع الإبادة الجماعية، وأدارتها الإعلامية إيمان لحرش من قناة سكاي نيوز العربية.

فخر واعتزاز

وأكدت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، أن قادة دولة الإمارات، هم قادة التسامح، ومصـــدر الفخر والاعتزاز، متطرقة إلى الدور الذي انتهــجه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقالت معاليها: «التسامح بالنسبة لمؤسس دولتنا، قيمة أخلاقية عالية، مبنية على احترام الاختلاف مع الآخر.

ونحن في الإمارات محظوظون بقيادة ترعى قيمة التسامح، باعتبارها من أهم المبادئ، واليوم نحتفي بيوم التسامح، ولهذا اليوم خصوصية عالية، كوننا نحتفي به في عام زايد، وقيم زايد التي أرساهـــا، فقد امتلك رحمه الله قناعات راسخة، تدعو للتآلف والاحترام.

واستعرضت معاليها بعض الشواهد التي تحدثت عنها أثناء رحلات عمل كممثلة عن الدولة، وآخرها في بكين، حيث زارت مركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية، وهو المركز الذي أمر ببنائه المغفور له، الشيخ زايد، وبات يمد جسور التواصل عبر اللغة، إلى جانب العديد من المبادرات، واليوم، الإمارات تضم 40 كنيسة ومعبداً، في دلالة واضحة على احترامها لمختلف الديانات المعتقدات.

وكل ذلك بلا شك، أدى إلى مناخ ملائم، تسوده قيم الخير والحب، بعيداً عن الغلو والتطرف، معتبرة التسامح مرتكزاً أساسياً لتطوير الشعوب ونهضتها.

تمكين المرأة

بدورها، تحدثت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، عن دور المنظمات غير الحكومية في نشر وترسيخ التسامح، وعملها إلى جانب الحكومات، مستعرضة جهود مؤسسة الوليد في تمكين المرأة، من خلال مجموعة مراكز منتــشرة في أفضل المؤسسات التعليمية.

وأجاب الدكتور عبد اللطيف الزياني عن تساؤل عن الدور المنتظر من القادة والسادة الدبلوماسيين ورجال الدين لنشر التسامح، مؤكداً أنه على القائد أن يحمل خصالاً عديدة، مثل العدالة والمساواة وقبول الآخر، والتعايش المشترك، مستشهداً بأعظم قادة التاريخ «محمد عليه الصلاة السلام»، الذي فتح مكة وقال لأهلها أنتم الطلقاء، وهي رسالة واضحة على العفو والتسامح في السياسة التي انتهجها خير الأنام، حيث أراد تحقيق السلام والتنمية والازدهار، بتعزيز التسامح، مشيراً إلى أن التسامح عقيدة وفكر، يلتزم القائد به، ويجب أن يكون قدوة.

وأكد الزيـــاني، الحــاجة إلى تشريعات ومؤسسات وبرامج لدعم التسامح، وهذا يحتاج إلى دعم والتزام من قبل القيادات، عــلاوة على توفير بيئة تشريعية، مبــدياً إعجـــابه بالتشريع الذي أصدرته الإمارات عام 2015، القاضي بتجريم التمييز والكراهية.

وقال: نحن في المجلس الوزاري، ندرس إصدار قانون، وجاري دراسته من قبل مجلس التعاون «قانون استرشادي»، على غرار قانون دولة الإمارات، مشدداً على الحاجة إلى مراكز تدريبية وبرامج تفصيلية، والحاجة أيضاً إلى خطاب ديني يواكب المستجدات الماثلة، ويقابله خطاب ثقافي وإعلامي يدعم التسامح.

وسلط السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين، الضوء على جهود مصر في اتباع خط الوسطية والاعتدال، رغم محاولات الاستهداف لهوية الدولة ونسيجها الاجتماعي، مشيراً إلى أن مصر حصنت نفسها بجهد واضح من قيادتها وإرادتها السياسية، وهي حاضنة للحضارات والأديان، حيث تجد قرع أجراس الكنائس إلى جانب أصوات المآذن والمعابد، في امتزاج راقٍ للحضارات، ورغم المحاولات، فإن المجتمع المصري ملتزم ومتمسك بقيمه.

تصاعد العنصرية

وقال اداما دنينغ إن الأمم المتحدة، حققت الكثير في ما يتعلق بالمواثيق والقوانين، لكن تبقى أيديهم مكبلة في ما يتعلق بالنزاعات والجرائم التي تحدث ضد الإنسانية، فالكل معني في الأمم المتحدة، لتكريس وجعل الإنسان مركزاً لجميع القرارات، لكن ما نشهده اليوم، هو تراجع في احترام حقوق الإنسان، متحدثاً عن المجازر التي حدثت للروهينغا، وذهب ضحيتها 800 ألف شخص، بسبب هويتهم، ولأنهم فقط مسلمون.

مشاريع مستقبلية

وذهبت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، في مداخلة لها خلال الجلسة، إلى أهمية شحذ الهمم بين مؤسسات القطاع الخاص والحكومي، لافتة إلى أن مؤسسة الوليد الإنسانية، تعمل في 160 دولة، وصرفت 4 بلايين ريال، ونفذت مئة مشروع، وتعمل حالياً على 80 مشروعاً، مستهدفة في مجمل مشاريعها وخططها الإنسان.

تجربة رائدة

تحدثت معالي أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني، في مداخلة خلال الجلسة، عن تجربة الإمارات وجهودها في إطار تعزيز قيم التسامح، ووصفتها بـ «الملهمة»، على الصعيدين الإقليمي والدولي، بحيث أصبح التسامح مسألة وجود، يحارب بها التطرف الفكري والغلو والأيديولوجيات التي تهدد المكتسبات والتطلعات المستقبلية، معبرة عن فخرها بالإمارات صانعة السلام، التي باتت أيقونة للوسطية والاعتدال.

Email