خلال فعالية استضافتها «دبي العطاء»

تجارب مُلهمة عن قوة التعليم في التغيير الإيجابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أمس الأول، فعالية بعنوان «التمكين من خلال التعليم»، وذلك سعياً لتوعية وتحفيز وإلهام المانحين والداعمين للمؤسسة ضمن المجتمع الإماراتي حول أهمية التعليم للارتقاء بالمجتمعات، وشهدت الفعالية استعراض تجارب وقصص مُلهمة حول قوة التعليم في إحداث تغيير إيجابي.

وشارك في الفعالية ثلاثة متحدثين: معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة للتعاون الدولي ورئيس مجلس إدارة دبي العطاء، ومحمد سيديبيه، ناشط في مجال التعليم وطفل جندي سابق يدافع عن حقوق الأطفال في الحصول على التعليم السليم، إلى جانب فيفيان أونانو، مستشارة الشباب في المجلس الاستشاري للمجتمع المدني للمرأة وممثلة الشباب في التقرير العالمي لرصد التعليم. وقد تُوج الاجتماع الذي ضم 150 من الداعمين والمانحين الرئيسيين بجلسة حوارية أدارها طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء.

وقالت معالي ريم الهاشمي، رئيسة مجلس إدارة دبي العطاء، أمام الحضور المشارك في الفعالية: «كأفراد يعيشون في مجتمع متميز، ليس من السهل لنا أن ندرك تماماً الشعور بالحرمان من التعليم، إلا إذا رأيناه على أرض الواقع. إنه لأمر صعب رؤية مجتمع لديه مدرسة بالكاد تعمل بانتظام أو لديه مساحة غير كافية لاستيعاب الطلاب.

وبالنسبة للعائلات في المجتمعات المحرومة، فإن التعليم ليس مجرد اكتساب مهارات القراءة أو الكتابة، بل هو السبيل للارتقاء بحياة أفضل. مع وجود مئات الملايين من الأطفال الملتحقين بالمدارس لا يتعلمون أي شيء، والملايين من الأطفال الذين هم غير ملتحقين بالمدارس، إننا ندرك أننا لا نزال في بداية مسيرتنا، ولا يزال هناك الكثير مما ينبغي علينا القيام به جميعاً».

تضافر الجهود

وأضافت معاليها: «قبل البدء بأي تدخل، علينا أن نكون واثقين من أن البرنامج سيكون فعالاً ومؤثراً، حيث يحرص فريق عمل دبي العطاء دوماً على تصميم البرامج ورصدها وتقييمها جنباً إلى جنب، وبالشراكة مع المجتمع المحلي، وليس من مكاتبهم المريحة في دبي.

والأمر لا يتوقف على ذلك فقط، فعندما نتطلع إلى مستقبل مزدهر، يجب علينا أن نحرص على تضافر جهود الجميع، لأن المهمة واسعة النطاق، وما لم نكرس جهودنا لها، فإن الفجوة ستزداد اتساعاً.

وإن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً لوضع حد لهذه التحديات. ولذلك علينا أن ندعم التغيير الإيجابي لأن أجيال المستقبل تستحق الأفضل». أما المتحدث الأول، محمد سيديبيه فقد ترعرع في سيراليون خلال الحرب الأهلية، حيث عاش يتيماً وغير متعلم ومشرداً. وفي سن الخامسة، شهد مقتل جميع أفراد عائلته وأُجبر على أن يصبح جندياً. وفي سن العاشرة أصبح بلا مأوى ولم يكن يجيد القراءة أو الكتابة.

وفي عام 2007، في الرابعة عشر من عمره، فرّ من بلده بحثاً عن السلام والتعليم والحياة في مجتمع لا يحكم عليه بسبب فظائع ماضيه، بل في مجتمع يساعده على تحقيق تطلعاته المستقبلية. ويكرس محمد حياته الآن لضمان حصول جميع الأطفال على التعليم بغض النظر عن مسقط رأسهم. ويواصل محمد حالياً تعليمه للحصول على شهادة الماجستير في القانون، وهو دليل على أهمية التعليم التي يحملها في قلبه.

عوامل مشتركة

ومعلقاً على مشاركته في هذه الفعالية، قال محمد سيديبيه: «إن العمل الإنساني ليس عملاً قائماً على التعاطف فقط، بل علينا الاعتراف بأن لدينا أوجه تشابه أكثر من أوجه الاختلاف للذين نسعى إلى مساعدتهم. هدفنا هو إيجاد العوامل المشتركة بين إنسانيتنا».

أما المتحدثة الثانية فهي فيفيان أونانو، رائدة أعمال اجتماعية من كينيا ومتخصصة في مجال العمل الإنساني، وقائدة بارزة وشجاعة تسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في القارة الأفريقية.

ولدى أونانو التزام قوي بالتعليم والتمكين الاقتصادي للمرأة، واهتمام عميق بإعادة صياغة مستقبل أفريقيا وتطورها، والدعوة لإيجاد عالم شامل تستطيع فيه المرأة والشباب القيام بدور بارز. هذا وتخرجت أونانو من كلية قرطاج وتتولى منصب مستشارة تطوير استراتيجي في مجال التعليم وتمكين الشباب والتوظيف وتمكين المرأة اقتصادياً.

عرض

شهد الحدث عرضاً فنياً ساحراً للرسم بالرمل قدمته شيماء المغيري، وهي مواطنة عمانية، حيث تمكنت من إحياء رحلة الأطفال المحفوفة بالمخاطر إلى المدرسة وسعيهم في الحصول على التعليم بشكل يومي في البلدان النامية.

Email