فلج هيلي يغير الخارطة التاريخية للأفلاج في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عثرت إدارة الآثار في دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي في مدينة العين على واحد من أقدم الأفلاج في المنطقة أثناء التنقيب في منطقة هيلي الأثرية في اكتشاف مهم غير خريطة التاريخ المتعلقة بالأفلاج وذلك بعد أن تم اكتشاف "فلج هيلي 15" الذي يعود إلى العصر الحديدي بينما كان الاعتقاد السائد بأن أقدم فلج في الدولة يقدر عمره بنحو سبعمائة سنة فقط قبل الميلاد.


ودعمت هذا الاكتشاف الدلائل التي أشارت إلى تلك الحقبة مستندة إلى الكسور الفخارية المنتشرة حول موقع الفلج والتي تعود إلى ذلك العصر ما يثبت عمر فلج هيلي 15 حيث كانت أعمال التنقيب في منطقة هيلي الأثرية قد أدت إلى اكتشاف "فلج هيلي 15" خلال عام 1983 واستمرت تلك العمليات في الموقع لمدة ستة مواسم لتتوقف عام 1989.

ويعد الفلج قناة صناعية تحفر في جوف الأرض بهدف توزيع المياه من الأماكن المرتفعة إلى الأماكن المنخفضة التي تمر على مستوطنات بشرية للشرب وري الزراعة وغيرها من منافع المياه العذبة إذ تختلف أطوال الأفلاج بدرجة انحدار الأرض فكلما زادت حدة الإنحدار زاد طول الفلج.

وينقسم الفلج إلى عدة أقسام أولها "أم الفلج " وهي المصدر الذي يغذي الفلج بالمياه والقناة الرئيسية أو النفق الذي يحفر في جوف الأرض والقناة أو الخندق الذي يحفر على سطح الأرض ثم الشريعة وأخيرا القنوات السطحية.

وقال علي عبدالرحمن المقبالي مدير وحدة الآثار في العين "حاليا نحن بجوار فلج هيلي 15 الذي يعتبر أحد الأفلاج التي غيرت نظرية أصل الأنظمة المائية في المنطقة حيث كان يعتقد أنها تعود إلى 700 قبل الميلاد إلا أن هذا الفلج يؤرخ لـ 1200 قبل الميلاد".

وأضاف "الفلج ساعد الانسان في هذه المنطقة على تطويع مصادر المياه والتغلب على البيئة الصعبة خلال تلك الفترة حيث تعتمد تقنية الفلج على أمهات الأفلاج أو ما يعرف بمصادر المياه اذ تتم تغذية القنوات التي توجد تحت سطح الأرض ثم الوصول إلى القنوات السطحية ومن ثم إلى ما يعرف بالشريعة وهي تلك المنطقة التي تقوم بتوزيع المياه على المزارع الموجودة في تلك الفترة بالاعتماد على نظام المحاصصة بحيث يكون هناك توقيت مخصص لكل صاحب ملكية زراعية".

وتابع "الأفلاج ساعدت في تغيير طبيعة الاستيطان البشري في تلك الفترة حيث كانت تتركز بالقرب من الجبال ومع وجود الأفلاج انتشرت المستوطنات البشرية التي تعود بتاريخها إلى الفترة الحديدية واثر ذلك على انتاج الفخار المحلي ونوعيته حيث تم العثور على العديد من جرار التخزين التي يتم تخزين الحبوب والمحاصيل الزراعية بها كما أوجد نظاما إداريا جديدا لإدارة الأفلاج مثل بيت الفلج".

 

Email