حضر الفعالية وزراء ومسؤولون و70 مندوباً من 17 دولة

الحفاظ على طائر الحبارى في مؤتمر دولي بأبوظبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار المساعي الحثيثة للمحافظة على طائر الحبارى، بوصفه رمزاً مرتبطاً بالموروث الثقافي وبالحضارة العربية والعالمية، عقد المؤتمر الدولي للحفاظ على الحبارى، أمس، الذي يستضيفه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحضور وزراء ومسؤولين و70 مندوباً يمثلون 17 دولة من دول نطاق الانتشار في فندق جميرا أبراج الاتحاد بأبوظبي، لمناقشة الطرق التي يمكن التعاون من خلالها للحفاظ على هذه الأنواع عبر نطاقها الذي يمتد من المغرب إلى منغوليا.

عمل دؤوب

افتتح القمة رسمياً معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، وقال معاليه في كلمته الافتتاحية: «ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ وقت طويل ملتزمة بالمحافظة على البيئة والحياة الفطرية، مستلهمة ذلك من رؤية المغفورِ له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب اللهُ ثراه، وقد كانت رؤيتُه، رحمه الله، رؤية عالمية، فنرى اليوم مشروعاته في الحفاظ على الحياة الفطرية وتنميتها من منغوليا إلى أقصى المغرب، ومنها المشروع الذي جمعَنا اليوم، فقد استطاع الصندوق الدوليّ للحفاظ على الحبارى لغاية عام 2018 إنتاج أكثر من أربعمئة ألف طائر حبارى، وإننا اليومَ نعتزُّ جميعاً بهذا الإنجازِ والجهدِ المستمرِ الذي استمر بمتابعة ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس إدارة الصندوق الدوليّ للحفاظ على الحبارى».

وتابع معاليه: «إنه على مدى أربعةِ عقودٍ من العملِ الحثيثِ، تم عمل دراساتٍ إيكولوجية شاملة حول مناطق تكاثرِ الحبارى ومعابرِ هجرتها ومناطقِ إشتائها، التي بُنيت على أساسِها استراتيجيتُنا اليومَ لاستدامةِ طائرِ الحبارى وصونِه وتنميتِه، وإنَّ طموحاتنِا في الحفاظِ على طائرِ الحبارى لا تقفُ عندَ هذا الحد، وإنما تتطلبُ منا جميعاً العملَ المشتركَ والشراكة الحقيقية».

جهود حثيثة

ومن جهته أكد معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، الجهود والمساعي الحثيثة التي توليها دولة الإمارات لتعزيز الاستدامة البيئية والتنوع البيولوجي لتحقيق رؤية الإمارات 2021، وقال معاليه: «إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على البيئة ومواردها الثمينة ينبع مما غرسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس وعقول أبناء مجتمع الإمارات بضرورة الحفاظ على البيئة ومصادرها، ومن بين أبرز الأمثلة على الريادة البيئية للشيخ زايد هي جهوده الرائدة في تخضير الصحراء، ومكافحة التصحر، والحفاظ على الحياة البرية».

وأضاف معاليه: «انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للحفاظ على البيئة، تبذل الإمارات العربية المتحدة جهوداً لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على الإرث الاجتماعي والبيئي، كما تمتلك دولة الإمارات العديد من المناطق والأراضي الرطبة التي تعد ذات أهمية كبيرة للطيور المهاجرة ومن ضمنها الحبارى».

جهود

ومن جهته قال ماجد المنصوري، العضو المنتدب للصندوق في كلمته أمام القمة: «لقد بدأت جهود أبوظبي لاستعادة الحبارى والمحافظة عليها في السبعينيات بمبادرة من القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونجحت الرؤية الشاملة والنهج الاستراتيجي في ترسيخ عرى هذا البرنامج ليصبح جهة عالمية رائدة في المحافظة على الأنواع ويحقق العديد من الإنجازات على مدار الأربعين سنة الماضية، وبعد مراجعة استراتيجية للبرنامج في عام 2017، تقرر زيادة التركيز على الجوانب الدولية، حيث تمثل هذه القمة جزءاً من سلسلة من المؤتمرات الدولية المصممة لتعزيز وتوسيع آفاق الجهود المبذولة للمحافظة على هذه الأنواع في البرية، ويأتي ذلك في أعقاب اجتماع رئيسي للمجتمع العالمي للحفاظ على الطيور، كان قد استضافه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبريل من هذا العام».

أبحاث ودراسات

وقال المنصوري في حديثه للصحفيين حول دراسة الإحصاء الشاملة لطائر الحبارى في كل دول الانتشار، إن الدراسة ستعطي رقماً تفصيلياً أكثر دقةً عن طائر الحبارى وأعداده في البرية في كل دول الانتشار، وأكد أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى سيشهد في الفترة المقبلة إطلاق للحبارى التي تم إكثارها في المراكز التابعة للصندوق التي فاقت العام الجاري الـ 50 ألف طائر حبارى، وسيكون الإطلاق في عدد من دول الانتشار كالأردن، والبحرين، وكازاخستان، وباكستان وغيرها من دول الانتشار في آسيا الوسطى، لافتاً إلى أن أشهر الخريف وأشهر الربيع هي الفترة التي تشهد إطلاق للحبارى.

دراسات وقائية

أشارت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة في أبوظبي، إلى أن الهيئة تعتزم إجراء دراسة علمية تتناول وقاية الطيور الجارحة من الصعق بالكهرباء، بالتعاون مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وعدد من المنظمات الدولية، لتقليل مخاطر الصعق الكهربائي، وقالت: «نعمل ضمن جهودنا على رفع الوعي بهذه الظاهرة، ووضع إجراءات لمنع عملية الصعق، حيث تعد دول شرق آسيا من أكثر الدول التي تتعرض فيها الطيور المهاجرة لهذه الظاهرة، منها منغوليا وكازاخستان، وقامت الهيئة منذ عام 2009 بتمويل برنامج لإكثار الصقور من خلال إطلاق أعشاش صناعية توفر للطيور الجارحة أماكن آمنة للتعشيش، كما أن أهم التحديات التي تهدد طيور الحبارى هي تدمير الموائل والصيد الجائر خلال مسار هجرتها».

Email