مسيرة حافلة بمواقف خالدة محلياً وإقليمياً

زايد دشن أولى الخطوات للوصول إلى الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحفل مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالعديد من المواقف الخالدة والإنجازات العظيمة وعلى رأسها اتخاذه أولى الخطوات لدخول دولة الإمارات قطاع الفضاء.

فقد دشن «طيب الله ثراه» قبل أكثر من 43 عاماً وتحديداً في الـ 8 من نوفمبر من العام 1975 أولى خطوات الإمارات في قطاع الفضاء، وذلك بافتتاح المحطة الأرضية للاتصال بالأقمار الصناعية في منطقة جبل علي في دبي.

مستقبل واعد

وأدرك المغفور له بحكمته ونفاذ بصيرته الأهمية المستقبلية لهذا القطاع الحيوي وهو ما أكده في تصريح على هامش استقباله رواد فضاء بعد رحلة قاموا بها إلى القمر ضمن برنامج «أبولو» عام 1976.. «أن الاكتشافات العلمية في قطاع الفضاء تبشر بمستقبل واعد للعلم والعلماء والبشرية».

وانتقلت الإمارات اليوم إلى مصاف أهم اللاعبين الرئيسيين في قطاع الفضاء باستثمارات تفوق 22 ملياراً، وبأكثر من 9 أقمار صناعية.. فيما تحقق شركة الياسات عوائد مالية أهلتها لبلوغ المرتبة الثامنة عالمياً في قائمة أكثر المشغلين العالميين من حيث العوائد المالية.

علامة فارقة

واحتفلت الإمارات في 29 من أكتوبر الماضي بإطلاق أول قمر صناعي أشرف على تصميمه وتنفيذه طاقم إماراتي، لتدشن الإمارات مرحلة التصنيع الفضائي الكامل، ومعلنة عن نفسها كلاعب أساسي في القطاع على المستوى العالمي.

وفي موازاة ذلك.. يزخر تاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» خلال نوفمبر بالعديد من المواقف الخالدة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية.

وترصد وكالة أنباء الإمارات «وام» بالتعاون مع الأرشيف الوطني سلسلة مواضيع شهرية تحصي أبرز تلك المواقف والمشاركات ابتداء من العام 1966 حتى 2004 بالتزامن مع «عام زايد».

العمل الخليجي

وعلى صعيد العمل الخليجي.. أكدت مواقف الراحل الكبير خلال شهر نوفمبر مدى اهتمامه وحرصه على تعزيز العلاقات الخليجية بهدف التنسيق والتعاون في القضايا والهموم المشتركة التي كانت تسود المنطقة، ما جعل الشيخ زايد، يتقدم الصفوف ويحرص على المشاركة الفاعلة في جميع القمم الخليجية التي صادف انعقادها خلال هذا الشهر.

ففي 10 نوفمبر 1981 شارك «رحمه الله» في أعمال الدورة الثانية من مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، كما شارك في العام الذي يليه وتحديدا في 9 نوفمبر 1982 في أعمال الدورة الثالثة من المؤتمر، معتبرا أن انعقاد القمة دليل واضح على الأهمية الكبرى للتعاون بين دول المجلس الذي يؤكد قادته ضرورة بناء الإنسان الخليجي وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة له.

ودعا «طيب الله ثراه» إلى مزيد من التنسيق والتعاون بين دول المجلس من أجل مواجهة التحديات التي تحيط بها وتحقيق طموحات وآمال شعوبها.

وافتتح «طيب الله ثراه» في 2 نوفمبر 1986 في أبوظبي أعمال الدورة السابعة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في دول الخليج العربي، حيث أكد أن مجلس التعاون الخليجي هو درع يقي جسد الأمة العربية وتعبير عن مصيرها المشترك.

تضامن عربي

عربياً.. حرص الشيخ زايد على تعزيز الروابط الأخوية مع الدول العربية الشقيقة، وتعميق أشكال التعاون الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي معها، فيما شكلت جهوده ومساعيه المتواصلة للم الشمل وتحقيق التضامن العربي السمة البارزة لسياسة الإمارات، بينما كانت القضية الفلسطينية في قلبه وعقله.

وفي 22 نوفمبر 1972 وصل الشيخ زايد إلى صنعاء في زيارة رسمية للجمهورية العربية اليمنية.. وترأس «طيب الله ثراه» في 26 نوفمبر 1973 وفد الدولة المشارك في أعمال القمة العربية التي استضافتها الجزائر حيث أكد ضرورة تفعيل آليات العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية.. كما شارك «رحمه الله» في منتصف نوفمبر 1985 في أعمال لجنة تنقية الأجواء العربية في المغرب.

القضية الفلسطينية

وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أكد الشيخ زايد في 30 نوفمبر 1985 أن دولة الإمارات ستواصل دعمها للكفاح المشروع للشعب الفلسطيني، معتبرا أن القضية الفلسطينية تمثل تحديا أساسيا لمصداقية الأمم المتحدة وقدرتها على إنصاف الشعوب المظلومة.

وخلال مشاركته في القمة العربية التي استضافتها العاصمة الأردنية عمان في 7 نوفمبر 1987 دعا «طيب الله ثراه» الدول العربية إلى الترفع عن الخلافات فيما بينها وأن ترتقي لمستوى المسؤوليات والتحديات التي تواجهها، مشيرا إلى أن المصلحة القومية العليا للوطن العربي لم تعد تحتمل الانقسام.

وحرصاً منه على أمن واستقرار لبنان وشعبه.. طالب الشيخ زايد في 5 نوفمبر 1988 بإنهاء حالة اللامبالاة تجاه الأحداث المؤسفة التي يشهدها هذا البلد الشقيق.

وأضاف المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» بعداً هاماً جداً في مرتكزات السياسة الخارجية تمثل في «البعد الإنساني»، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول التي تبادر بمد يد العون لجميع الأشقاء والأصدقاء في أوقات الشدة والحاجة.

وقرر الشيخ زايد في 18 نوفمبر 1981 إهداء محطة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه لدولة البحرين بهدف رفع الطاقة الكهربائية وتوفير المياه العذبة هناك، وتبرع في 3 نوفمبر 1994 بمبلغ 13 مليون جنيه مصري لمتضرري السيول في مصر، وأمر في 27 نوفمبر 1994 بإقامة جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية إلى منكوبي السيول والفيضانات التي اجتاحت جيبوتي، كما وجه في 19 نوفمبر 2002 بعلاج 394 حالة مرضية من غير المواطنين خارج الدولة.

رفاهية المواطنين

داخلياً.. آمن الشيخ زايد طوال مسيرته بأن الإنسان هو غاية التنمية وهو منطلقها، لذلك حرص «طيب الله ثراه» على تدشين وافتتاح العديد من المشاريع الاقتصادية والخدمية التي تحقق مزيدا من الرخاء والرفاهية للمواطنين.وافتتح «رحمه الله» في 29 نوفمبر 1971 مبنى وزارة الماء والكهرباء في أبوظبي ومشروع حاجز الأمواج في منطقة المينا الجديدة، ومشروع شارع الشيخ خليفة بن زايد والمساكن الشعبية في منطقة الزعاب.

وفي 8 نوفمبر 1975 افتتح الشيخ زايد المصرف العربي للاستثمار والتجارة الخارجية الذي تشارك فيه كل من الإمارات وليبيا والجزائر، وأمر في 30 نوفمبر 2000 ببناء 43 سداً في المنطقتين الشمالية والشرقية في الإمارات بتكلفة 250 مليون درهم.

أكبر باقة ورد

افتتح المغفور له الشيخ زايد في 7 نوفمبر 1977 في أبوظبي المؤتمر الإقليمي الرابع لوزراء التربية والمسؤولين عن التخطيط الاقتصادي في الدول العربية، كما افتتح في 10 نوفمبر من العام نفسه جامعة الإمارات العربية المتحدة.

وشهد الشيخ زايد في 19 نوفمبر 1996 مسيرة الوفاء التي قدمت لسموه أكبر باقة ورد في العالم تعبيراً عن المشاعر النبيلة لأبناء الإمارات وفرحتهم بالعودة الميمونة لسموه بعد أن منّ الله عليه بالشفاء والصحة والعافية.

وفي 30 نوفمبر 1971 استقبل «رحمه الله» في أبوظبي سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم وعدد من مرافقيها.

Email