«ألم وأمل» يعيد السمع لطالبة في الصف الرابع

ت + ت - الحجم الطبيعي

حُرمت «روان» من سماع صوت محبيها وأصوات الطبيعة المحيطة، وعاشت في عالمها الخاص، حتى جاءت أجراس الفرح تدقّ من خلال فريق الهلال الطلابي بمدرستها «منار الإيمان» في عجمان الذي تواصل مع عدة مراكز صحية لعلاج الطالبة التي كانت تعاني من حالة ضعف سمع حسي عصبي شديد في الأذنين.

وباتت مهددة بفقدان حاسة السمع بشكل كامل حتى ساقتهم الظروف والتدابير إلى برنامج «ألم وأمل» التلفزيوني الذي نجح في أن يعيد للطفلة اتصالها بالعالم الخارجي بعد إجراء عملية جراحية لزراعة قوقعة الأذن تمكنت بعدها من سماع الأصوات لتبدأ رحلة حياة مختلفة لم تألفها من قبل.

تفاصيل

تقول جنان محمود أحمد، مسؤولة فريق الهلال الطلابي: «إن حالة روان طالبة في الصف الرابع تتمثل في فقدانها السمع منذ طفولتها، وتبين أن هناك حاجة إلى زرع قوقعة داخل الأذن لتتمكن من السمع والتفاعل مع العالم المحيط بها، بل وستكون مهددة بفقدان السمع بشكل كامل إن لم تُجْر العملية»، لافتة إلى أن شقيقتها الصغرى ذات الثلاث سنوات تعاني ذات المشكلة وبشكل أكثر حدة.

وذكرت أن أم الطالبة بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة لم تتمكن من تركيب سماعة لروان إلا وهي بعمر 3 سنوات، ما جعلها تتأخر بالنطق، وبعد دخولها المدرسة بدأت حالتها تسوء وقدرتها على السمع باستخدام السماعة أصبحت تتلاشى، وأوضحت أن الكشوفات الطبية التي أجريت لها عن طريق ترتيبات من قبل المدرسة كشفت أن المشكلة وراثية من النوع المتنحي، وفي هذه الحالة يولد الطفل بسمع ضعيف وتزداد الحالة مع الزمن، والأخت الصغرى وُلدت بحالة فقدان سمع أشد ما يعرف بـ«نقص سمع وراثي من النوع المتنحي».

وتابعت أنه تم بالتعاون والاتفاق بين المدرسة والأم تم عرض روان على طبيبة في مركز علاجي لاستيضاح ما تحتاجه الحالة واتفق أكثر من طبيب على التشخيص بأن العملية هي الحل والمخرج الوحيد، وتابعت: «وفي أثناء تواجد الأم برفقة ابنتها في أحد المستشفيات تصادف وجود فريق من تلفزيون الشارقة «برنامج ألم وأمل» وتم شرح حالة روان وشقيقتها للفريق الذي تلقّفها ولبّى نداء الاستغاثة من قلب أم حلمها أن تكون ابنتاها كغيرهما من بنات جيلهما.

موضحة أن تكلفة عملية زراعة القوقعة وصلت إلى قرابة 250 ألف درهم للشقيقتين، حيث تم جمع المبلغ من خلال البرنامح وأجريت العملية للأختين في مستشفى الجامعة، موضحة أنه بعد إجراء العملية باتت الطالبة أكثر تفاعلاً وقدرة على التواصل والمشاركة في البرامج والفعاليات، كما حققت تقدماً ملحوظاً في تحصيلها الدراسي.

قيم الخير

وزادت أن مساعدة الطالبة والبحث عن جهة تساعدها على إجراء العملية تحقق بفضل الله أولاً ثم بفضل توجيه ودعم مديرة المدرسة، التي تشدد على ضرورة غرس قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الطالبات كجزء هام من رسالة المدرسة وواجبها، إضافة إلى تعاون الأم مع المدرسة وسعيها الحثيث لمساعدة ابنتيها، وهي أم لستة أبناء تكافح من أجل تربيتهم وتعليمهم بصورة مشرفة.

وانتهت بالقول ليس غريباً أن يهب أفراد وجهات لمساعدة الطالبة وشقيقتها، فمن تربى في مدرسة زايد الخير لا يمكن له إلا أن يتمثل بصفاته.

Email