مشرفو الوفود المشاركة: محمد بن راشد يـــؤسس لنهضة فكرية عربية نوعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمعت الوفود المشاركة خلال ختام منافسات تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة، ممثلة بمشرفيها، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أسس بفضل جهوده.

ومبادراته، وخاصة مع مبادرة تحدي القراءة العربي، لمشروعات فكرية متكاملة لم تقتصر أهدافها النوعية على نطاق المنطقة، ولكنها تجاوزتها لتشمل الأجيال العربية المغتربة حول العالم، من خلال غرس مقومات البيئة الثقافية التي تتمثل في النظام التعليمي، والمواهب المختلفة، والرعاية التي يوفرها المجتمع للموهوبين والمبدعين من أبنائه.

مؤشر

وفي السياق، أكد الدكتور محمد القرشي مشرف وفد السعودية، منسق منطقة مكة المكرمة لمنافسات تحدي القراءة العربي أن المبادرة استقطبت أكثر من مئة ألف مشارك من جميع محافظات المملكة، والتي تعد في يومنا هذا من أنجح البرامج والمنافسات المعرفية، وبات الطريق أمامنا معبداً كمؤسسات تعليمية عربية في رفع مستويات التحفيز والدعم لمنظومة القراءة وفقاً لإيقاع تحدي القراءة العربي.

وأضاف: إن كل دولة عربية أصبح بإمكانها إدارة ملفها المعرفي بالاعتماد على واقعها الذي كشفه مؤشر المعرفة الذي انطلق أيضاً من دبي، والاستفادة من المحاور الشاملة التي تم التطرق لها من قبل المشاركين الذين أظهروا تجاربهم، في دلالة واضحة على واقع الإرادة الإنسانية التي لا حدود أمامها أو مستحيل، مؤكداً أن القيمة من هذه التجارب الاستفادة من دروسها ورسائلها المشجعة على التفاؤل بالمستقبل.

بناء المجتمعات

وأشارت المعلمة شريفة الرواحي، المشرفة المسؤولة عن الوفد العُماني، أن مبادرة تحدي القراءة العربي فتحت الباب أمام أبناء السلطنة لخوض تجربة التحدي بمشاركة 27000 ألف طالب تقدموا للاختبارات المنافسة بمركز ولجنة تحدي القراءة العربي بمدرسة «أحمد بن ماجد».

وقد لمسنا الكثير من الحماس الممزوج بالفخر بين الطلاب المشاركين في تصفيات السلطنة، إلى جانب الوعي المعرفي بأهمية القراءة كصفة أساسية لبناء المجتمعات القادرة على تحقيق قفزات نوعية وإنجازات تقاس بالكم المعرفي والابتكار، إذ أضحت المعرفة بشكل عام هي المحرك الأساسي للمنافسة الاقتصادية من خلال زيادة الإنتاجية والطلب على التقنيات والأفكار الجديدة.

تعليم متوازن

وحول الدور الفعال للمشرفين على منافسات تحدي القراءة العربي من كافة الأقطار العربية والأجنبية، يقول البروفيسور الطيب أبو سن، عضو لجنة تصفيات المنافسة التي أجريت على مدار يومين بمدرسة «البحث العلمي» في دبي:

ساهم المشرفون المرافقون للمشاركين بالمسابقة، من خلال التزامهم الخطط والاستراتيجيات المشار إليها في الدليل الإرشادي للتحدي، في تفوق وبراعة المشاركين وتمكنهم بشكل لافت يدعو إلى التقدير والاهتمام، ويرى أبو سن أن ربط أسس مبادرة تحدي القراءة العربي بمنهج تطوير النظام التعليمي ساهم بشكل كبير في البعد عن نظام «التلقين» المعتمد عربياً.

والذي أثبت فشله ودوره السلبي في عرقلة العمليات التنموية الشاملة، فالتعليم المتوازن في مخرجاته التي ينتج عنها طالب أكاديمي مؤهل للعمل من أهم مقومات مجتمع المعلومات، بحيث يكون قادراً على تشجيع تنمية القدرات وحل المشكلات والإبداع والابتكار، أي خلق جيل قادر على إيجاد المعلومة وتنظيمها وإدارتها وتحويلها إلى معرفة.

والانطلاق من فكرة أن الجميع يتعلم وأن الإنسان لا يتوقف عن تلمذته حتى موته، وبناء قاعدة علمية معرفية ذاتية نستطيع من خلالها خدمة الأهداف ذات الأولويات لمجتمعنا، إلى جانب تعبئة المدخرات الوطنية وتطويرها، أي القدرات الذاتية وتحديد الأولويات مع الأخذ بنظر الاعتبار التطورات العالمية.

أيام تدور

تكمن خلف حضور أستراليا في تحدي القراءة العربي، قصة جميلة، بطلتها وجدان أبو شمالة، المشرفة على الوفد الأسترالي، والتي وفق ما قالت لـ«البيان»، سبق لها أن شاركت في مسابقة قطار المعرفة التي نظمتها مدرسة «البحث العلمي» قبل أعوام طويلة.

حينما كانت وجدان طالبة في مدرسة البحث العلمي، ليشاء القدر أن تدور الأيام، وتتحول وجدان إلى جسر معرفي، بين أستراليا والإمارات، بعد أن تولّت مسؤولية إيصال التحدي إلى سيدني، حيث تحضر النسبة الأكبر من المشاركين في التحدي.

وقالت: «هذه هي السنة الثانية التي تشارك فيها أستراليا في تحدي القراءة العربي، وأنا أفخر بأن أكون الجسر الذي مر التحدي من خلاله للوصول إلى أستراليا، والتي قدمت العام الماضي فائزاً واحداً، في حين تأهل منها هذا العام 3 طلبة. وأضافت: «التحدي لا يزال جديداً في أستراليا، والمشاركة لا تزال مقتصرة على سيدني فقط».

مشيرةً إلى أن عدد المشتركين في الدورة الحالية بلغ 30 طالباً، تأهل منهم 10 فقط إلى النهائيات على مستوى أستراليا، و3 منهم تأهلوا إلى التصفيات نصف النهائية التي أقيمت في الإمارات.

وبينت وجدان أنهم يسعون للتواصل مع مناطق أخرى في أستراليا، بغرض توسيع المشاركة في دورة التحدي المقبلة، وواصلت: «خلال الدورة 4 نسعى إلى توسيع نطاق المشاركة في التحدي، بحيث لا يظل قاصراً على مدينة سيدني، ونحن في صدد التواصل مع المحافظات الأخرى، بهدف إيصال التحدي وفكرته إليها».

حضور

أما مريم العنزي، المشرفة على الوفد الكويتي، فوصفت الجهود التي تقف وراء التحدي بـ«الجبارة والمميزة»، وقالت: «التحدي لا يخلق المنافسة بين الطلبة على القراءة فقط، وإنما فيه تحد بأن يعيد الطلبة إلى الكتاب، في وقت ينشغل فيه الجميع بالتقنيات ووسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في إبعادهم عن الكتاب والقراءة».

وأشارت إلى أنهم بدؤوا التحضير للمشاركة بالدورة المقبلة، من خلال التواصل مع المدارس، وحث الطلبة على المشاركة، وإقامة ورش عمل للطلبة والمشرفين عليهم، وتوقعت أن يرتفع عدد المشاركين في التحدي خلال دورته المقبلة، بحيث يتجاوز حاجز 5000 طالب مثلوا عدد الطلبة الذين شاركوا في دورة التحدي الحالية.

تحليل

من جانبه، قال الطاهر بن أحمد، المنسق العام لتحدي القراءة العربي في موريتانيا: نتواجد في التحدي منذ انطلاقته، وفي كل عام نحاول أن نرفع عدد الطلبة المشاركين فيه، إذ بدأنا في الدورة الأولى بـ236 ألف طالب، ليرتفع العدد إلى 250 ألف طالب في الدورة 2، فيما بلغ عدد المشاركين في الدورة الحالية 350 ألف طالب.

وأضاف: التحدي مبادرة جيدة، تعمل على ربط المواطن العربي بأصوله وثقافته، وهي مبادرة كبرى ينبغي للجميع دعمها، مادياً ومعنوياً، وثقافياً. وواصل: المبادرة تعمل على تحسين الرؤية للتعليم، من حيث صقل الطلبة ومهاراتهم ومعرفتهم وتعزيز قدرتهم على الابتكار والتحليل والاستنتاج، وتحليل النصوص، وهذه بداية جميلة للدارسين.

ونوه إلى أن التحدي ساهم في تحقيق قفزة نوعية في موريتانيا. وقال: المبادرة تضيف الكثير من الأشياء الجديدة للطلبة، لأن إنجاز قراءة 50 كتاباً يمكن أن يدخل الطالب صلب الموروث الإنساني والثقافي والاجتماعي، ولذلك ينبغي دعم هذه المبادرة بكل شيء، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن أعمال التحضير للدورة المقبلة قد بدأت، مبيناً أن عدد المشاركين في الدورة المقبلة يصل إلى 450 ألف طالب.

Email