توّج الفائزين بتحدي الـقراءة العـــربي في دورته الثالثة

محمد بن راشـد: نراهن على 10 ملاييـــن طالب بهم نتفاءل ونستأنف الحضارة

1

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن رهاننا للمستقبل هو على جيل قارئ، أساس دعائمه وقوامه تشكل بفضل منجزات ونتائج مشروع تحدي القراءة العربي.

وتجلّى في دورة هذا العام بمشاركة 10 ملايين طالب، قرأ كل منهم 50 كتاباً في عام، مشيراً سموه إلى أن عقول هؤلاء الطلاب ومعارفهم سيكون لها الأثر في تغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل، فرهاننا على الجيل القارئ الذي به نتفاءل، وبه نستأنف الحضارة.

جاء ذلك في تدوين لسموه على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، بمناسبة تتويجه بطل تحدي القراءة العربي لدورة هذا العام الجاري 2018، الذي جرى على مسرح «أوبرا دبي»، وتوجت بالمركز الأول الطالبة المغربية الطفلة مريم أمجون. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تدوينته:

«نراهن على جيل قارئ.. نراهن على 10 ملايين طالب قرأ كل منهم خمسين كتاباً في عام.. نراهن على عقولهم ومعارفهم وعلمهم الذي سيغير مجتمعاتنا نحو الأفضل.. بهم نتفاءل.. وبهم نستأنف الحضارة».

وأوضح سموه أن التكريم يشمل أكثر من 10 ملايين طالب شاركوا في تحدي القراءة العربي، وبارك للفائزة قائلاً: «كرمنا اليوم أكثر من 10 ملايين طالب شاركوا معنا في تحدي القراءة العربي.. مبروك للطالبة مريم أمجون من المغرب فوزها بالمركز الأول».

وعبّر سموه عن تهانيه للفائزين بتحدي القراءة لهذا العام، إذ هنأ كلاً من المدرسة والمشرفة الفائزتين بالتحدي، حيث قال سموه في تدوين آخر: «مبروك أيضاً للمدرسة الفائزة بجائزة التحدي الكبرى من بين 52 ألف مدرسة.. مدارس الإخلاص الأهلية من الكويت.. ومبروك للمشرفة الأولى التي فازت من بين 87 ألف مشرف.. عائشة الطويرقي من المملكة العربية السعودية».

وقد لقي التتويج وهذا الحدث الفريد، بما تضمنه من مضامين فكرية ولقطات إنسانية معبرة تجلت في حنو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على الطفلة الفائزة بالتحدي وحضنه إياها بينما كانت تذرف الدمع على منصة التويج، تفاعلاً مؤثراً من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

حيث قال في تدوينته على حسابيه الرسميين في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«إنستغرام»، أرفقها بصورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بينما يحتضن الطفلة الفائزة مريم أمجون، وهي تبكي خلال التتويج: «دمعة تحدٍّ أنتَ من يعرف قيمتها».

وقد توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الطالبة مريم أمجون من المغرب بطلةً لتحدي القراءة العربي في دورته 3، في حفل حاشد في «أوبرا دبي»، كما كرَّم سموه مدارس الإخلاص من الكويت، التي حازت لقب «المدرسة الأولى» في تحدي القراءة العربي.

وفازت بجائزة المليون درهم، فيما منح سموه المعلمة عائشة الطويرقي من السعودية جائزة «المشرف المتميز» في التحدي، كما توج الطالبة تسنيم عيدي من فرنسا بطلة عن طلاب الجاليات في الدول غير العربية، وذلك بعد منافسة قرائية ومعرفية سجلت مشاركة 10.5 ملايين من الطلبة في الوطن العربي والعالم.

كما شهدت متابعة وتشجيع الملايين من الناس في مختلف أنحاء الوطن العربي ممن واكبوا ودعموا دورة هذا العام. وهنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين والمشاركين في تحدي القراءة هذا العام، متوجهاً لهم بالقول: «النهر يبدأ بقطرات.. وطلاب التحدي هم القطرات الأولى في نهر المعرفة الذي نريده في كل ركن من أركان بلادنا العربية»، مضيفاً سموه: «نراهن على أبطال القراءة لبناء مستقبل معرفي للمنطقة».

وأشار سموه إلى أبطال التحدي قائلاً: «المتأهلون لنهائيات تحدي القراءة العربي أصبحوا قدوة لملايين الطلاب العرب في الحرص على المعرفة وعزيمة الإنجاز»، معتبراً أن «كل كتاب قرأه المشاركون في تحدي القراءة العربي هو جسر للتواصل مع الآخر وباب للتعارف بين الشعوب».

وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أهمية القراءة بالقول: «الكتب أوعية الفكر.. ومصانع القيم للأجيال. جيل قارئ هو جيل واعد.. وأمة تقرأ هي أمة تستثمر في المستقبل»، مضيفاً: «القراءة تصنع مواطناً عالمياً.. منهجه المشاركة والعمل لمواصلة التقدم وخير الإنسان».

وأشاد سموه بالجهود المشتركة التي أثمرت في وصول تحدي القراءة العربي إلى 10.5 ملايين طالب وطالبة من 44 دولة هذا العام قائلاً: «10.5 ملايين مشارك في تحدي القراءة العربي إنجاز مشرّف لكل من دعم وشارك في هذه التظاهرة المعرفية»، حيث ختم بالقول: «تحدي القراءة العربي هو البداية.. وأجدد الدعوة لكافة المقتدرين لدعم المشاريع المعرفية التعليمية في وطننا العربي».

أبطال التحدي

وفازت الطالبة مريم أمجون من المغرب بالمركز الأول في تحدي القراءة العربي 2018، من بين المتأهلين الـ5 للنهائيات، حيث نالت جائزة مالية مقدارها 500 ألف درهم، لتظفر بلقب البطولة المعرفية الكبرى عربياً.ولفتت مريم انتباه الحضور كونها أصغر المتسابقين ممن بلغوا النهائيات سناً من خلال تفاعلها الواثق مع لجنة التحكيم النهائية وقدراتها المعرفية التي جسدتها في تعبيرها عن أفكارها بطلاقة واقتدار.

حيث سئلت عن الرسالة التي قد توجهها للشباب العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقالت إنها تود أن تشاركهم تجربتها في تحدي القراءة العربي والصعوبات التي تواجهها، وكيف تغلبت عليها، كما شددت على أهمية القراءة وأنها طوق نجاة للأمم وذاكرة الإنسانية الحية، فما كان من جمهور القاعة إلّا أن منحها نسبة التصويت الأعلى، التي تكاملت مع التقييم المرتفع الذي حصلت عليه من لجنة التحكيم.

وقدّم بقية المتنافسين خلال التصفيات التي شهدها الحفل الختامي أداءً لافتاً، فبرزت الطالبة مريم محمد يوسف من مصر، مؤكدة أنه لو أتيح لها أن تؤلف كتاباً كثمرة قراءاتها الكثيرة، فسوف يكون بعنوان «آن الأوان»، وسيكون عن صناعة التغيير في العالم وضرورة العمل من أجل استئناف حضارتنا وإعادة مجد أمتنا العربية.

كما حازت ندى فيصل عنقال من الجزائر إعجاب الجمهور بأدائها الذي عكس ثقةً وتمكناً، مشيرةً إلى أنها تسعى من خلال القراءة إلى أن تكون نافعة للعلم والدين والوطن. إلى ذلك، حظي الطالب قسام صبيح من فلسطين بتصفيق حماسي من الجمهور، مؤكداً أن القراءة صنعت حياته، بل إن القراءة بالنسبة له حياة، فهي تجوب الأزمان وتنقله من الحاضر إلى الماضي والمستقبل.

مشيراً إلى أن أهم ما اكتسبه من القراءة هو المثابرة والإصرار، بحيث لن يسمح لأي شيء أن يثنيه عن تحقيق أمنياته. وعبّر محمد خالد حسين من الأردن عن رغبته بأن يواصل السير في طريق المعرفة، طامحاً أن يصبح عالماً في المستقبل وأن ينال جائزة نوبل في الفيزياء.

وحلّ الطلبة الـ5 في المراكز الأولى عقب دورة التصفيات ما قبل النهائية التي أقيمت في دبي على مدى يومين بين 16 متنافساً من الطلبة المتميزين على مستويي الوطن العربي والجاليات المشاركة في تحدي هذا العام. وتألفت لجنة التحكيم في نهائيات تحدي القراءة العربي لهذا العام من الدكتور علي بن تميم، المدير العام لأبوظبي للإعلام، والمفكر والشاعر علي الهويريني.

والإعلامية منى أبو سليمان، الذين طرحوا أسئلة متنوعة على المتنافسين على لقب التحدي، على النحو الذي يختبر سرعة البديهة، وسعة المعرفة، وطلاقة التعبير، وإجادة صياغة وترتيب الأفكار.

تميّز مدرسي

كما شهد الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي 2018 منح لقب المدرسة المتميزة في دورة هذا العام لمدارس «الإخلاص الأهلية» من الكويت، بعد اختيارها ضمن المدارس الـ5 التي وصلت إلى مرحلة التصفيات النهائية من كلٍّ من السعودية والكويت وفلسطين والمغرب والجزائر. وتحظى المدرسة الفائزة بجائزة قيمتها مليون درهم يعود ريعها لتطوير قدرات المدرسة وإمكاناتها التعليمية.

وتنافست 5 مدارس في التصفيات النهائية على لقب المدرسة المتميزة لتحدي القراءة العربي 2018، وهي مدرسة «مجمع السلام» من السعودية، ومدرسة «الإخلاص الأهلية» من الكويت، وثانوية «عبدالحميد دار عبيد سيدي علي» من الجزائر، وثانوية «الوحدة» الإعدادية من المغرب، ومدرسة «بنات العودة» الأساسية من فلسطين.

وكانت مدرسة «الإخلاص الأهلية» من الكويت قد شهدت مشاركة كامل طلابها البالغ عددهم 7871 في تحدي القراءة العربي لهذا العام. واستطاعت المدرسة ابتكار أساليب لنشر القراءة في المدرسة والمجتمع المحلي، وتواصلت مع أصحاب الهمم لترسيخ ثقافة القراءة.

ونظمت المدرسة 6 مبادرات قرائية مبتكرة داخل الكويت، ومبادرتين خارجها، و12 ورشة عمل، و7 رحلات للقراءة، و10 فعاليات قرائية وحملات تشجيعية، وأكثر من 140 بحثاً ومناظرة، كما أطلقت حملة قرائية باسم «سنا الإخلاص».

تفاعل مليوني

وتمّ للعام الثاني على التوالي فتح الباب أمام جمهور تحدي القراءة العربي في المنطقة العربية والعالم للتصويت عبر الموقع الإلكتروني لتحدي القراءة العربي للمشاركة في اختيار المدرسة الأكثر تميزاً في دورة هذا العام. وسجل الموقع الإلكتروني تفاعلاً كبيراً مع الدعوة للتصويت خلال الأيام الخمسة التي سبقت الحفل الختامي للتحدي.

تغطية إعلامية

وقدّم كل من الإعلامي جورج قرداحي والإعلامية بروين حبيب الاحتفالية الختامية التي حضرها أكثر من 1800 شخص، من بينهم عدد كبير من المسؤولين ووزراء التربية والتعليم من دول عربية وشخصيات ثقافية عربية ودولية وممثلون عن السلك الدبلوماسي في الدولة وحشد من الإعلاميين والمثقفين، كما شاركت الفنانة بلقيس في الاحتفالية التي استضافتها «أوبرا دبي».

وتميز الحفل بفقرات استعرضت رحلة تحدي القراءة منذ انطلاقه قبل 3 سنوات، وسلطت الضوء على قصص ملهمة للطلبة والمشرفين والمدارس في مختلف أنحاء الوطن العربي، والمشاركات المميزة لدورة هذا العام من خارج المنطقة العربية. وتم بث الفعالية الحاشدة على الهواء مباشرة في 8 دول عربية.

تحدي 2018

وشارك في تحدي القراءة العربي هذا العام أكثر من 10 ملايين و500 ألف طالب وطالبة، من 44 دولة عربية وأجنبية في التحدي. وعلى صعيد المدارس، شاركت 52 ألف مدرسة، من القطاعين العام والخاص، ضمن مراحل دراسية مختلفة، وانضم إلى التحدي أيضاً أكثر من 86 ألف مشرف ومشرفة، من معلمين ومعلمات، أشرفوا على تنظيم الأنشطة القرائية المتنوعة في مدارسهم ووفروا كل أشكال الدعم للطلبة.

كما شارك في التحدي أكثر من 2200 محكّم في مختلف الدول العربية، حرصوا على تقييم مراحل التحدي بدءاً من التصفيات المدرسية فالتصفيات على مستوى المناطق والمحافظات التي تتبع لها المدارس، وحتى التصفيات على مستوى الدولة، بالاستناد إلى آليات تقييم وتحكيم معتمدة ومحددة بالتنسيق مع فريق تحدي القراءة العربي في الإمارات.

وتميزت دورة هذا العام بزيادة عدد المدارس المشاركة بأكثر من 11 ألف مدرسة جديدة مقارنة بالدورة السابقة، في الوقت الذي رصدت غالبية المدارس المشاركة تباعاً في دورات تحدي القراءة العربي ارتفاعاً مستمراً في نسبة طلابها المشاركين في التحدي منذ انطلاقته الأولى قبل ثلاثة أعوام.

مراحل

وشهد تحدي القراءة العربي عدة مراحل تصفية لاختيار أبطال تحدي القراءة العربي ممن نجحوا في قراءة وتلخيص محتوى 50 كتاباً، واستيعاب أبرز المعلومات الواردة في الكتب التي طالعوها. وتدرجت التصفيات لتشمل الصفوف والمراحل الدراسية ثم المدارس والمناطق التعليمية ثم المديريات أو المحافظات.

وصولاً إلى اختيار أبطال التحدي على مستوى كل دولة سواء في الوطن العربي أو الدول المشاركة من خارجه. وتم اختيار الأبطال المتميزين والمدرسة المتميزة على مستوى الدول المشاركة استناداً إلى معايير دقيقة موحدة تضمن التقييم الشامل لمختلف الجوانب والمعطيات قبل اختيار الفائزين.

وناهز المجموع الإجمالي لجوائز تحدي القراءة العربي 11 مليون درهم إماراتي، أي ما يعادل 3 ملايين دولار أميركي. وحظيت المدرسة المتميزة الفائزة بجائزة مليون درهم، فيما نال المعلم الفائز بلقب المشرف المتميّز جائزة نقدية قدرها 300 ألف درهم. أما بطل تحدي القراءة العربي فحصل على جائزة نقدية قدرها 500 ألف درهم.

دورات

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد دعا في الحفل الختامي لتحدي القراءة العربي العام الماضي إلى فتح باب المشاركة للطلاب والطالبات من خارج الوطن العربي، وهو ما أثمر زيادة عدد مشاركي هذا العام بنسبة 25% ليصبح 10.5 ملايين طالب وطالبة من 44 دولة.

وشهدت الدورة 2 من تحدي القراءة العربي العام الماضي مشاركة حوالي 7.4 ملايين طالب وطالبة من 41 ألف مدرسة، حيث توجت الطالبة عفاف الشريف من فلسطين باللقب، فيما حصلت مدارس الإيمان من البحرين على لقب المدرسة المتميزة لتحدي القراءة العربي عام 2017.

وسجلت الدورة 1 من التحدي مشاركة 3.6 ملايين طالب وطالبة من 30 ألف مدرسة، وتوّج الطالب عبدالله جلود باللقب، وحصلت مدرسة «طلائع الأمل» الثانوية للبنات من فلسطين على جائزة «المدرسة المتميزة».

ويهدف التحدي، الذي ينضوي تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إلى إحداث نهضة تعليمية ومعرفية في الوطن العربي عبر ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الصاعدة، وتكريس عادة القراءة لدى شباب الوطن العربي وأبناء الجاليات العربية المقيمة خارج المنطقة العربية ومتعلمي العربية، لما فيه النهوض باللغة العربية.

كونها أداة للإسهام في الإنتاج المعرفي، وتعزيز قيم الانفتاح الحضاري والتسامح والتواصل الفكري مع الثقافات المختلفة لدى الشباب العربي لتمكينهم بالعلم والمعرفة والفكر الذي يصنع مبدعي ومبتكري المستقبل.

 

Email