«خليفة سات» نقلة نوعية في معارج القوة الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعطى عام زايد الخير للإمارات موقعاً متقدماً ضمن الدول العشر الأُوَل الأقوى في العالم ومن ضمن حيثيات قوة الدولة الاتحادية، برنامجها للصناعة الفضائية ومشروع «خليفة سات»، الذي انطلق في ديسمبر 2013، وتم تصميمه وتطويره وتصنيعه وإدارته بالكامل داخل الدولة، وعلى أيدي فريق من المهندسين والكفاءات الإماراتية.

وفي سجّل منجزات الصناعات الفضائية الإماراتية، كان هناك توثيق لوجود 8 أقمار صناعية وخطة تلتزم بإطلاق 12 قمراً صناعياً بحلول 2020، وذلك وفق استراتيجية تهدف إلى أن تكون الصناعات الفضائية من الروافع الأساسية للقطاعات الاقتصادية والاستثمارية للدولة.

بالنسبة لكل الذين يرصدون تجليات القوة على الخريطة العالمية، فإن إطلاق الإمارات قمرها الصناعي «خليفة سات» بنجاح إلى مداره، شكل نقلة نوعية في معارج القوة، بما يمثله من خصوصيات في الرؤية والمنهجية والرسالة الإماراتية.

أولى هذه الخصوصيات أن الإمارات نجحت في تصنيع أول قمر صناعي بخبرات وأيد محلية.. وفي ذلك إنجاز علمي مضاعف القوة كونه يتم بأيدي شباب إماراتي تتراوح أعمارهم بين 27 - 28 سنة، يجسّدون صدق العهد الذي قطعته القيادة بإشراك الشباب في كافة القرارات التي يصنعون بها مستقبل الدولة، جاعلين من ذلك إنجازاً خليجياً شاملاً يمتلك قوة الاستدامة.

وثاني عناصر القوة في هذه المناسبة النوعية، أنها جزء من برنامج تنموي متكامل تم رصد كل مقومات نجاحه بمنطق الإبداع والريادة.. فالاستثمارات الإماراتية في قطاع الفضاء تتجاوز 22 مليار درهم، وتتوزع على قطاعات صناعية استثمارية تتحرك بخطوط بيانية إيجابية، وتؤهل الدولة لأن تكون مركزاً إقليمياً لأبحاث ومشاريع الفضاء، يضخ بياناته ومشاركاته في مختلف قطاعات التنمية والبيئة والإغاثة الإنسانية وعلى كافة المستويات الخليجية والعربية.

وثالث عناصر القوة، كما شاهدها مئات الملايين في مختلف القارات بثاً حياً من قاعدة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني، هي الرسالة الإنسانية التي تأسست على الشراكة النزيهة في كل ما يخدم السلم والأمن ورفاه الإنسان.. لقد كان تجهيز قمر «خليفة سات» بالكامل داخل الدولة، ونقله الى قاعدة الإطلاق في اليابان بالتعاون مع مؤسسات يابانية مختصة، جرى فيها استكمال التجهيزات التي شارك بها فريق العمل الإماراتي بكفاءة مكللة بعناية الله ودعوات التوفيق الموصول بهذا الإنجاز التاريخي.

عملية إطلاق قمر «خليفة سات»، هي بكل المواصفات والمعايير، نقلة نوعية في استراتيجية الدولة لصناعة الفضاء التي تدعم قطاعات التنمية المختلفة، قامت القيادة الحكيمة بالتحضير لها من خلال رسالة إنسانية مدارها فضاء الكرة الأرضية، وبمنهجية تعزز مكانة الإمارات في تصنيفها كواحدة من أقوى عشر دول في العالم بحسب تقرير تحليلي صادر في الولايات المتحدة الأميركية.

* المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات

Email