ينطلق اليوم بحضور 2000 خبير من 100 دولة

80 جلسة في منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات بدبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق في دبي، اليوم، أعمال منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات الذي تستضيفه دولة الإمارات، ويجمع نحو 2000 من قادة البيانات من أكثر من 100 دولة في العالم، بمن فيهم خبراء البيانات من مكاتب الإحصاءات الوطنية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والقطاع التربوي والمنظمات الدولية والإقليمية، من أجل التعاون ومعالجة الثغرات والتحديات في البيانات، وإطلاق مبادرات جديدة، وتحديد آليات لزيادة التمويل والدعم، للحصول على بيانات أفضل للتنمية المستدامة.

تضم فعاليات المنتدى أكثر من 80 جلسة، إلى جانب أحداث موازية، ويعد الحدث فرصة مهمة للمنتجين الرئيسين ومستخدمي البيانات والإحصاءات لإيجاد حلول مبتكرة توفر بيانات أفضل لصانعي السياسات، وجميع المواطنين في جميع مجالات التنمية المستدامة، وزيادة الثقة في البيانات، ومعالجة سد الثغرات في البيانات المتعلقة بالمجالات المهمة للتنمية المستدامة، بما في ذلك الهجرة والصحة والنوع الاجتماعي والبيئة وغيرها.

ويعتمد «منتدى الأمم المتحدة العالمي الثاني للبيانات 2018» - الذي يستمر ثلاثة أيام بمدينة الجميرا في دبي - على العمل المبتكر التي تم تحقيقه في المنتدى الأول الذي عقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا في يناير 2017.

وقال ليو زنمين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، الذي سيتحدث في المنتدى: «لقد وضعت خطة عمل كيب تاون لبيانات التنمية المستدامة التي أطلقت في المنتدى الأول إطاراً لما يجب العمل عليه، لكننا نحتاج إلى التنفيذ والتمويل، الأمر الذي سيكون محوراً رئيساً في دبي، ومن الضروري أن تكون هناك بيانات دقيقة وموثوقة وآنية ومفصلة لمتابعة مجموعة غير مسبوقة من الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في خطة عام 2030».

وتوقع أن بشهد منتدى الأمم المتحدة العالمي للبيانات صياغة شراكات جديدة والإعلان عن التعهدات وتعزيز الدعم.

من جهته، أعرب عبد الله ناصر لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، عن سعادته باستضافة هذا الحدث العالمي الأبرز في مجال البيانات على المستوى العالمي، والترحيب بالمشاركين فيه من القادة وصناع القرار والخبراء والمختصين في مجال البيانات من مختلف دول العالم.

اجتماعات

إلى ذلك استضافت الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء اجتماعات مجموعة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة، والتي ناقشت على مدار يوم كامل خمسة محاور أساسية لتسهيل الوصول إلى نتائج إيجابية تساهم في الاستفادة من البيانات الضخمة وتوظيفها بالشكل الأمثل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وافتتح عبدالله لوتاه اجتماعات هذه المجموعة الدولية والتي تضم نخبة من مسؤولي أجهزة الإحصاء، وخبراء البيانات والإحصاءات في العالم، الذين ناقشوا سبل معالجة التحديات التي تواجه قطاع البيانات الضخمة، وتعزيز الشراكة مع الجهات الإحصائية الرائدة في مختلف دول العالم من مؤسسات دولية، ومنتجي بيانات، وخبراء في مجال البيانات الضخمة بما يرفع منْ مستوى جودة المنتجات الإحصائية.

وقالت هيذر سافوري، الرئيس المشارك لمجموعة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة المدير العام لقدرات البيانات في مكتب الإحصاء الوطني في المملكة المتحدة: «في البداية أود أن أشكر الإمارات على استضافتها لهذه الاجتماعات، والتي تكمن أهميتها في كونها توفر منصة عالمية وبيئة ملائمة تعزز الشراكة والتعاون بين مختلف المؤسسات والمنظمات، وتحفز البحث والتطوير في سبل توفير البيانات والخدمات والتطبيقات الموثوقة».

وتحدّث نيل بلوج، الرئيس المشارك في مجموعة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة، مدير إدارة الإحصاءات الاجتماعية في مكتب الإحصاء بالدنمارك، فقال: «تساهم الإحصاءات الرسمية المستقلة في خدمة الحكومات والشركات والقطاع الحكومي، وترفدها ببيانات عن المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مجتمعاتنا، ومن هنا فإن توافر التكنولوجيا والبيانات سيقدم لنا رؤى واضحة وأكثر عمقاً عن التحديات التي تواجه مجتمعاتنا، ولذلك ومن خلال اجتماعنا هنا في دبي فإننا بحاجة إلى تعاون دولي يساهم في تعزيز قدراتنا على الاستخدام الأمثل لهذه الموارد على نحو أفضل، ونحن نتطلع أيضاً إلى الشراكة مع القطاع الخاص للحصول على ما لديه من بيانات من شأنها مساعدتنا على تطوير التقنيات على نطاق واسع والحصول على إحصاءات جديدة».

ومن جانبه، قال محمد حسن، المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء والبيانات الوطنية: «تأتي استضافة دولة الإمارات لاجتماعات مجموعة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة انطلاقاً من توجهات حكومة دولة الإمارات التي تدرك أهمية قطاع البيانات الذي سيساهم بدور اقتصادي هام يعادل النفط وذلك نتيجةً للاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والعملة الرقمية والتي ستكون أساساً للكثير من الأنشطة الحيوية في المستقبل والاستفادة من ثورة البيانات في تحقيق الأهداف الاستراتيجية وخطط التنمية المستدامة والشاملة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي».

أجندة

واشتملت أجندة اجتماعات مجموعة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة على أكثر من خمس جلسات، لاستعراض أهم التجارب والخبرات في مجال تسخير البيانات الضخمة من أجل العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث ركزت محاور الجلسة 1 على استعراض تطورات إنشاء المنصة الدولية للبيانات الضخمة واستخداماتها في الإحصاءات الرسمية، إلى جانب ما تم تطويره من منصات للمنهجيات الموثوقة ورصد بيانات كوكب الأرض لجمع وتحليل البيانات ودمج استخدامات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.

كما تناولت الجلسة 2 موضوع الإحصاء الزراعي للأراضي سواء منها الزراعية أو الرعوية أو التي بحاجة إلى استصلاح، وذلك من خلال بيانات الصور الفضائية، وجرى خلالها استعراض تجارب كندا وكولومبيا ومنظمة الأغذية العالمية في هذا المجال.

أما الجلسة الثالثة فقد ركزت على قياس حركة الأفراد والمجموعات وذلك من خلال جمع وتحليل البيانات التي يتم جمعها من الأجهزة الإلكترونية المتحركة وكيفية الاستفادة من هذه البيانات وتطبيقها في مجالات السياحة والهجرات السكانية، وحركة اللاجئين والانتقال اليومي ما بين المسكن وأماكن العمل.

وتطرقت الجلسة 4 لدراسة تقلبات أسعار السلع بالنسبة للمستهلك وانعكاس ذلك على التنبؤ المستقبلي بأسعار السلع وسلوكيات الإنفاق، وذلك من خلال جمع هذه البيانات من الرموز الخاصة (البار كود) الموجودة على كل السلع، وأيضاً من التقارير الصادرة عن المتاجر والأسواق.

بينما تناولت الجلسة 5 تحديات البيانات الضخمة والخصوصية الشخصية، حيث سيتم عرض أفضل الممارسات من أجل حماية البيانات الشخصية واتخاذ القرارات الخاصة بذلك.

نتائج

أوصت مجموعة الأمم المتحدة بنتائج مهمة حول البيانات الضخمة أهمها وجود حاجة إلى تطوير عمل مكاتب الإحصاء لتكون قادرة على الاستفادة من ثورة البيانات الضخمة وزيادة الجدوى من التفاصيل والمعطيات التي يمكن استخلاصها من صور الأقمار الصناعية، والتعلم باستخدام الآلات والذكاء الاصطناعي، إلى جانب السعي للاستفادة من المعلومات القيمة التي توفرها مصادر البيانات والتقنيات بهدف تحسين جودة ومساهمة الإحصاءات الرسمية وتمكين صناع السياسات في دولة الإمارات وفي دول أخرى من اتخاذ قرارات أفضل.

وإلى جانب الأدوات والتقنيات الرامية إلى إدارة المجموعات الضخمة من البيانات، تعد هيكليات الحوكمة والأطر الأخلاقية ذات الصلة بحماية خصوصية البيانات الشخصية مكوناً رئيساً من ثورة البيانات الضخمة.

Email