وزراء ومسؤولون وخبراء عرضوا تجاربهم الرائدة عبر 200 جلسة تفاعلية

«أجيال المستقبل» يعزز خبرات الشباب في الفكر والتكنولوجيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

استعرضت نخبة من كبار المسؤولين في الإمارات، وعدد من المتحدثين الدوليين والمحليين المشاركين في فعاليات الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل 2018، تجاربهم وخبراتهم، ما أتاح للطلاب التواصل مباشرة مع قادة الفكر والمجتمع والتكنولوجيا.

وشهدت الدورة الثانية من المجلس التي اختتمت فعالياتها أول من أمس، أكثر من 200 جلسة تفاعلية ناقشت خمسة مواضيع رئيسية، هي العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال والقيادة والتنمية والثقافة والفنون والإعلام والرياضة واللياقة البدنية، فضلاً عن وجود أكثر من 50 شريكاً من بينهم إكسبو 2020 دبي والأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي وشركة مبادلة للاستثمار وشركة مصدر وغيرها.

وهو ما أثرى فعاليات هذا العام، حيث حظي الطلاب المشاركون بالاحتكاك مع الحضور ومناقشتهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، ما أثرى تجربة قادة المستقبل.

وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل الختام وقام بجولة شاملة في موقع الحدث.

كما تضمن اليوم الثاني العديد من الفعاليات والنقاشات وورش العمل، منها جلسة للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التي حض فيها سموه الطلاب على التحلّي بالاستقلالية والقوّة وتعزيز الانتماء الوطني.

وشارك في الفعاليات معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي ناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة.

ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، ومعالي مريم بنت محمد بنت سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.
ورش عمل
واستعرض مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ورقة عمل تحت عنوان: «أهمية التدريب المهني في الإمارات خلال السنوات المقبلة»، أكد خلالها أن التوسع في نظام التعليم التقني والمهني في جميع المراحل التعليمية بالدولة، رؤية قيادتنا الرشيدة.

وبناء على هذه الرؤية الثاقبة وضعت الحكومة الخطط الاستراتيجية، منها أن التعليم التقني «هو سبيل دول العالم المتقدم للتخلص من البطالة، وتخريج وصناعة الكفاءات المتخصصة في عالم الذكاء الاصطناعي والبرمجيات والهندسة والفضاء والتكنولوجيا والبتروكيماويات وغيرها من التخصصات التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة، والقادرة على التعامل والتوافق مع سيطرة الروبوتات على نسبة كبيرة من الوظائف حول العالم».

وأوضح أن التعليم التقني «يأتي في مقدمة استراتيجيات دول العالم المتقدم للقضاء على البطالة، ولتحقيق التقدم الصناعي المنشود، لافتاً إلى أن نسبة إقبال الشباب على التعليم المهني في المرحلة الثانوية بالإمارات تبلغ نحو 8% فيما يستقطب التعليم العام 92% من المواطنين، وهو الأمر الذي تعمل القيادة الرشيدة من أجل تعديله بتشجيع الشباب على الالتحاق بالتعليم التقني والمهني.

وأضاف أن إحصاءات القطاع المصرفي في الإمارات تشير إلى إلغاء 30% من العمليات المتكررة في البنوك واختفاء الكثير من الوظائف مثل (أمين الصندوق أو الكاشير)، وتقليل عدد الموظفين في البنوك بنسبة تتجاوز 50% خلال السنوات الخمس المقبلة، وتشير الدراسات إلى أن 45% من الوظائف التي يتم تنفيذها حالياً في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تكون مؤتمتة من خلال تطبيق التقنيات الحالية.

حيث تمثل هذه النسبة نحو 20 مليون وظيفة في دول مثل الإمارات والبحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والسعودية، ما يشير إلى ضرورة أن يسارع الشباب نحو الالتحاق بالتعليم التقني والمهني لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة التي ستحدث تغييرات واسعة في مختلف القطاعات، خاصة التصنيع والتخزين والنقل.

وأكدت دراسات أخرى أن الآلات ستستحوذ على 41% من وظائف البشر خلال 10 سنوات فقط، كما ستختفي 50% من الوظائف الإدارية.

واختتم مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ورقة عمله قائلاً: «إن مؤسسات التعليم مطالبة بالعمل الدائم لتطوير المناهج والمنظومة التعليمية لتزويد الطلبة بالمهارات والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومهارات الذكاء الصناعي، ما سيزيد الطلب عليها مع تنامي الاعتماد على الروبوتات.
أيام في الفضاء
والتقى رائد الفضاء الإسباني الأميركي «مايكل لوبيز الغريا» بمجموعة من شباب الوطن، وتحدث لوبيز عن حياته رائداً للفضاء، للشباب الجامعيين من مختلف التخصصات حول تجربته المهنية، والدروس التي تعلمها كرائد فضاء، والخبرة العملية التي اكتسبها، حيث أمضى 215 يوماً (متصلة) في الفضاء قائداً لطاقم البعثة 14 في عام 2006.

وتحدث لوبيز عن حياته في الفضاء الخارجي، والصعوبات التي يواجهها رائد الفضاء أثناء أدائه مهمته، مثل الطعام، حيث يأخذ رواد الفضاء معهم الطعام المجفّف بشكل كامل، الذي يكون خالياً من الماء، وهذا الطعام يكون محفوظاً في أكياس بلاستيكية معقمة ومحكمة الإغلاق، وذلك لمنع البكتيريا من الوصول إليها، وعندما يتناولون الطعام يجلسون على طاولة مثبتة في جدران السفينة الفضائية.

ومن ثم يثبتون أنفسهم بهذه الطاولة باستخدام أربطة، إضافة إلى الاستحمام، حيث لا يكون كالاستحمام على الأرض تماماً، ففي الفضاء يستحم الرواد بفرك أجسامهم باستخدام قطعة من الإسفنج المبلولة بالصابون والماء.

ومن ثم يشطفون أجسامهم باستخدام قطعة أخرى من الإسفنج المبلولة بالماء، بينما يجفّفون أجسامهم باستخدام خرطوم هواء، وغيرها من الصعوبات، وصولاً إلى فرحة العودة إلى الوطن محملين بالأبحاث العلمية المتنوعة التي ستخدم البشرية، وهذا وفقاً للوبيز: «فرحة الانتصار التي تنسيني كل العناء».

وتحدث عن فخره بانطلاق أول رحلة فضاء تحمل على متنها أول رائدين إماراتيين، هما سلطان سيف النيادي وهزاع علي المنصوري، إضافة إلى رائد الفضاء أوليغ سكريوتشكا من روسيا وشانون واكير من أميركا على متن المركبة «سويوز إم إس 12» الروسية أبريل المقبل، باعتبار أن حكومة الإمارات حكومة تدعم العقول، والسماء ليست سقفاً يقف دون الحيلولة للوصول إلى الأهداف المرسومة.
الطاقة الشمسية

وألقى محمد أحمد المهيري مهندس أول في مؤسسة محمد بن راشد للفضاء، محاضرة حول أول بيت في دبي يعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية بدون الاستفادة من خدمات الشركة الكهربائية، حيث شرح للشباب خصائص البيت ونظام العمل به.

لا سقف يحدنا، إذاً لماذا لا ننطلق؟ تساؤل طرحته المخترعة الإماراتية علياء المنصوري في جلسة شبابية حوارية فاعلة، مؤكدة أن على الشاب الإماراتي الطموح ألا يكف عن طرح هذا السؤال، لتتضح كل المسارات حول الشباب الصاعد في البحث عن نهج يحقق من خلاله السبق العلمي أو الفكري أو التقني لخدمة الإمارات، لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء، ولهذه القيادة الرشيدة التي تربت على الطموح والحلم ليصبح واقعاً ملموساً يشاد به المحافل المحلية والدولية.

وتحدثت المنصوري عن تجربتها انطلاقاً من فوزها في مسابقة «الجينات في الفضاء»، وإطلاق صاروخ فالكون 9 الذي يحمل تجربتها الفضائية العلمية، التي تسهم في حماية رواد الفضاء من الموت غير المرغوب فيه للخلايا، حيث تم إرسال هذه التجربة المبتكرة إلى الفضاء لقياس التأثير على المواد الوراثية في الفضاء، كجزء من بعثة إعادة الإمداد إلى محطة الفضاء الدولية.

رسالة
قال الفنان التشكيلي ضياء علام الذي شارك في فعاليات المجلس، إن الفن الذي أقدمه موجه للشباب، وقد حاولت أن أنقله بطريقة عصرية غير تقليدية، حيث أترجم اللوحات في شكل خطوط عربية تبرز حضارتنا العريقة وقيمنا العظيمة، وهي رسالة لتحفيز الشباب للاهتمام باللغة العربية، والفن وسيلة نبيلة لتقريب الشباب من لغتهم وثقافتهم.

وأضاف: احتفاءً بهذه اللغة، أقوم حالياً بعقد ورش عملية لتعليم الشباب هذا الفن، وسط إقبال كبير من الشباب، باعتباره فناً غير تقليدي، ومتجدداً.
 

Email