شجاعة عربي تنقذ أسرة مواطنة من الغرق

هشام مستريحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الساعة الخامسة عصراً من يوم السبت الماضي كان هشام مستريحي «عربي الجنسية» والمقيم في مدينة العين على موعد مع القدر الذي وضعه أمام أسرة مواطنة في بحر الشليلة بمدينة الرحبة بأبوظبي، كاد أن يغرق أفرادها (الأم وبناتها الثلاث) في مياه البحر، فلم يتردد هشام في أن يرمي بنفسه في أحضان الأمواج لينقذ الفتيات ووالدتهن غير آبه بتعريض حياته للخطر.

القصة كما يرويها هشام لـ«البيان» تتلخص في أنه توجَّه يوم الحادث إلى بحر الشليلة قادماً من مدينة العين، هو واثنان من أصدقائه أحدهما طبيب والآخر ممرض، لممارسة هواية الصيد على شاطئ الشليلة .

ولم تمض لحظات حتى سمع الأصدقاء صوتاً قادماً من على بعد 200 متر من مكان جلوسهم يستغيث طالباً النجدة، فلما اقترب الشباب من مكان الصوت وجدوا ثلاث فتيات في أعمار مختلفة يصارعن الموت وسط الأمواج وكانت أمهن قد لحقت بهن في محاولة لإنقاذهن.

هشام الذي كان على دراية بالسباحة عكس أصدقائه لم يتردد لحظة في النزول إلى البحر، حيث قام بإنقاذ الفتيات واحدة تلو الأخرى، ومن ثم عاد وأنقذ الأم التي كانت من شدة خوفها تدفعه إلى أعماق البحر، لكنه أصرّ على إنقاذها، ومن ثم تولى إسعاف شرطة أبوظبي نقل البنات ووالدتهن إلى مستشفى الرحبة لتلقي العلاج، حيث كانت الأم غائبة عن الوعي.

وأكد هشام لـ«البيان» أنه وفقاً لما علمه عن تفاصيل الحادث، فقد كانت الأسرة تتنزه على شاطئ الشليلة برفقة والدتهم ليتفاجأوا جميعاً بأن إحدى الفتيات وعمرها 8 سنوات والتي كانت تلعب على الشاطئ قد جرفتها الأمواج إلى الداخل وبدأت تصارع الموت، فما كان من الأخت الثانية وعمرها 19 عاماً إلا أن اتجهت إلى مكان أختها في محاولة لإنقاذها.

لكنها أيضاً واجهت نفس المصير وأصبحت في دائرة الخطر لتحاول أخت أخرى إنقاذهن دون فائدة، حيث كانت الأم في حالة من الخوف الشديد على فتياتها لتتوجه إلى مكانهن في محاولة لإنقاذهن ولكن لم تستطع هي أيضاً.

وقال هشام إنه أصر على إنقاذ الأسرة واحدة تلو الأخرى حتى تمكن أخيراً من إنقاذ الأم التي أصبحت حالتها مستقرة واستفاقت من الإغماء وما زالت تتماثل للشفاء.

إسعافات

واللافت في حديث هشام لـ«البيان» أن أحد أصدقائه كان طبيب تمريض والآخر مسعفاً، فتولوا أيضاً مهمة إجراء الإسعافات الأولية للأطفال ووالدتهن فور خروجهن من البحر، ومن ثم تولى إسعاف الشرطة إسعاف الأطفال ووالدتهن وهشام أيضاً الذي كان قد تعرّض لإغماء مؤقت وتم علاجه في نفس مكان الحادث.

هشام الذي كاد أن يفقد حياته أكد لنا أنه لحظة وقوع الحادث لم يتردد كلياً في بذل أي محاولة لإنقاذ الأسرة، خاصة مع سماع صراخ الأبناء سواء الذين كانوا على الشاطئ يشاهدون والدتهم وأخواتهم يصارعن الموت أو الفتيات اللواتي جرفتهن الأمواج إلى العمق، وقال: «إنها مشيئة الله التي جاءت بي من العين إلى أبوظبي لأكون سبباً في إنقاذ هذه الأسرة ومنع وقوع مأساة».

«البيان» تحدثت هاتفياً مع «أم عبدالله»، والدة الفتيات الثلاث اللواتي كدن أن يغرقن في الحادث، التي أكدت أنها ما زالت في المستشفى وأن حالتها الآن مستقرة ولله الحمد.

ووجهت أم عبدالله الشكر لله أولاً ومن ثم لشجاعة هشام وأصدقائه، مؤكدة أن الله كتب لها الحياة من جديد هي وبناتها، وأن كلماتها لن تستطيع أن توفي الشكر لمن أنقذ عائلتها ووجهت الشكر أيضاً لطواقم الإسعاف بشرطة أبوظبي على سرعة استجابتهم والإجراءات التي اتخذت لإسعافها وبناتها.

Email