منذ المدرسة الأحمدية ومعلمها الأول

الإمارات والسعودية.. يد واحدة لبناء جيل العلم والمعرفة

المدرسة الأحمدية بدبي شاهدة على علاقات ثقافية متجذرة بين الأشقاء | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قوية ومتينة تلك العلاقات الثقافية الرائدة التي ربطت دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة العربية السعودية عبر التاريخ، فقد كان التبادل المعرفي بين الأشقاء ولم يزل شاهداً على روابط متينة عنوانها وحدة ثقافية تنهض بمستويات العلم والمعرفة لدى الشعبين الشقيقين، لتعكس عمق العلاقات والروابط الأخوية مع المملكة العربية السعودية، التي كان لها كبير الدور في تحقيق النجاحات، والحصول على الفائدة المتبادلة بين الجانبين.

وبطبيعة الحال، وبينما نحن نستذكر ونستعرض هذا في مناسبة احتفالنا مع الأشقاء في السعودية باليوم الوطني الـ88، فإننا نرى أن هذا الارتباط والتعاون الثقافي والفكري المبكر بين مجتمعينا قد تجسد بصور شتى، ومن بينها، خاصة في دبي، طبيعة تاريخنا المعرفي والتربوي والتعليمي معها، ومع جزء مهم وقريب جغرافياً مِنّا ضمن السعودية، وهي مدينة الأحساء المطلة على بوابة الخليج العربي، أو كما تُنطق بالمحلية «الحَسا»، المشهورة بنخيلها وقراها، ونتذكر تمامًا وجيلاً بعد جيل ومنذ بدايات القرن العشرين حين التقى حاكم إمارة دبي في الهند بالشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك، وهو من علماء الأحساء، ليتفقا معاً على اللقاء في دبي وافتتاح المدرسة الأحمدية، ويصبح عبد العزيز المبارك أول معلم فيها.

عطاء

امتد التعليم والتدريس المتبادل منذ ذلك الوقت إلى منتصف القرن، فكان عطاءً واستقراراً من عائلة المبارك العريقة والعميقة في عطائها، ليتسع ويطال كل أبنائه وأحفاده منه ومن إخوته؛ فمنذ أن استقر في دبي وأصبح ابنه فضيلة الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن حمد آل مبارك رئيساً فيما بعد للقضاء الشرعي، وكذلك ابنه الثاني المرحوم فضيلة الشيخ خليفة عبد العزيز المبارك، وهكذا مع أحفاده اليوم، منهم: محمد خليفة المبارك رئيس هيئة السياحة والثقافة في أبوظبي حالياً، وشقيقته رزان خليفة المبارك رئيسة هيئة البيئة في أبوظبي، وغيرهم من أفراد العائلة الكثير، ومنذ أن قدموا من الأحساء وهم ما زالوا في عطاء وخدمة لوطنهم دولة الإمارات.

جهود

بَنَتْ العائلة جهودها بعلم أفرادها كهيئة تدريس متكاملة في القيام بالمدرسة بما يجب ومنذ بدايات القرن العشرين حتى يومنا هذا، وكي لا ننسى فإن الشيخ عبد اللطيف بن حمد المبارك كان يُدرّس النساء (السيدات كبيرات السن) مساءً في المدرسة الأحمدية، وما ساعد على ذلك هو العلاقات المشتركة الكثيرة التي تربط أبناء دبي مع أهل الأحساء، أي بين المدينتين، هذه العلاقات الوشيجة هي التي قرّبت هذا الالتقاء ليستمر من خلال الوعظ والتدريس، ليتزوج أفرادها من المجتمع بين أبوظبي ودبي وكذلك مدينة العين التي استقر فيها ابن عمهم علي بن عبد الرحمن المبارك حتى توفي فيها.

سيرة

بالمقابل فإن الشيخ محمد نور بن هلال بن سيف المهيري، المولود عام 1905م، أرسله والده إلى مكة ودرس في مدرستها الشهيرة مدرسة الفلاح، وأصبحت له حلقة، أي جلسة، في الحرم المكي يُدرس فيها، والمعروف أن الشيخ محمد نور كان رائد التعليم في دبي، وقد أصدرت ندوة الثقافة والعلوم كتاباً عنه وبمناسبة مئويته.

صورة في جنبات وأرجاء المدرسة | أرشيفية

 

تبادل

أما في النصف الثاني من القرن العشرين، وبالتحديد بعد عام 1962م أتت أكبر مجموعة من المعلمين من المملكة العربية السعودية، والمجموعة الثانية، إلى المعهد الديني في دبي والممنهج منهجاً علمياً، أتوا جميعاً ومن مناطق مختلفة، وذلك بعد المجموعة الأولى من الأحساء. وبين الوعظ والتدريس والعلوم ما زال التبادل بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في أوج عطائه وتوسع في مختلف القطاعات.

Email