تقرير

زايد.. رجل السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحبه للسلام ونبذه الفرقة والخلافات وكان نهجه في حل الخلافات قائماً دائماً على مبدأ تحكيم لغة الحوار والعقل وكانت له مواقف مشرفة لحقن الدماء في الوطن العربي والعالم.

وضرب، رحمه الله، المثل والقدوة في الحاكم الإنسان فقد أسس مجتمع دولة الإمارات على المساواة والعدالة الاجتماعية ورسخ قيم الانتماء في نفوس أبنائه ومتن أواصر الوحدة بينهم فحصد حباً وترابطاً وإخلاصاً في البناء، أما على الصعيد الخارجي فقد دعا لنشر السلام في كل مكان ومد يد الصداقة واعتمد على تقريب وجهات نظر الفرقاء باتباع الحوار الهادئ الإيجابي الذي يحقق مصلحة الشعب أولاً، كما مد جسور التعاون مع دول العالم والتي تحقق المصلحة المشتركة، بالإضافة إلى أنه هب أكثر من مرة لنجدة شعب ملهوف بحاجة للمساعدة، ولا ننسى إسهاماته الثقافية والأكاديمية بالكراسي المنتشرة في جامعات كثيرة حول العالم ولا جهوده المضنية في مجال صون البيئة، وغير ذلك الكثير ما أكسبه الاحترام والتقدير وجعله رمزاً للسلام والمحبة والحكمة.

21 سبتمبر.. اليوم العالمي للسلام حيث يتوجه العالم بالتحية لكل من ساهم في حفظ السلام وكل من أطفأ شرارة حرب لا يدفع ثمنها إلا المستضعفون من الشعوب، وكل من بذل جهداً لإعلاء قيم السلام بالعالم وساهم في فض نزاع بالطرق السلمية بعيداً عن الحروب.

وفي هذه المناسبة التحية تكون مستحقة وواجبة للمؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحد أبرز رجالات السلام بالعالم نتيجة مسيرة عقود تكللت فيها الجهود الإماراتية بالنجاح، وجعلت الدولة محط أنظار الجميع وقبلة الباحثين عن الحوار وملاذ المكتوين بنيران الحروب.

وفي مثل هذا اليوم تتذكر البشرية جمعاء إنجازات الراحل التي لا تعد ولا تحصى لا سيما في مجال تعزيز أسس السلام في العالم ورؤيته الإنسانية لتوطيد العلاقات الدولية.

مآثر

وأخذ المؤسس الراحل بأيدي مواطنيه إلى مصاف الأمم فاستطاع أن يجمع بين المواطنة الإماراتية والعربية الشمولية والإنسانية السامية.

وكان السلام دائماً قيمة عليا لدى المؤسس الراحل وشكل محور السياسات الإماراتية على المستويات المختلفة خليجياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما ظل يؤكد عليه دوماً وبرهنت عليه سياسة الدولة وموقفها الداعم لكافة الحقوق المشروعة للشعوب ودفاعها عن ثوابت السلام الدولي، وهو ما يمكن استخلاصه من خطابه، رحمه الله، وهو يحدد ملامح المستقبل: «إننا نتطلع إلى غد مشرق؛ دعامته القوة، وسنده الحق، ومضمونه التكاتف والتآزر، وأساسه الأخوة والتضامن والعدل، وشعاره فعل الخير وتحقيق السلام».

والأهم أن كل من على المعمورة من أقصاها إلى أدناها يستذكر في هذا اليوم أن الشيخ زايد أوجد توازناً سياسياً محسوباً بميزان حساس.أحداث جسام مرت على المنطقة أثبتت مواقف الإمارات إزاءها الواحدة تلو الأخرى الإيمان السامي بالسلام واعتبار الحوار اللغة الرسمية والبديل الأوحد لإدارة الأزمات وإطفاء الحرائق وتبريد بؤرها الساخنة.

حفل

وعبر عن ذلك ممثلو المجموعات الجغرافية الخمس في الأمم المتحدة في حفل التأبين الذي أقيم لفقيد الوطن الشيخ زايد في الرابع من نوفمبر عام 2004، حيث قال ممثل مجموعة دول أوروبا الشرقية: «الشيخ زايد رجل دولة بارز وسياسي يتجه دوماً نحو المستقبل ولذلك استحق احترام وتقدير شعبه والعالم أجمع».

وأشاد قادة العالم بحكمة الشيخ زايد وعمله الدؤوب من أجل السلام ففي مأدبة إفطار أقامها لأبناء الجالية المسلمة في الولايات المتحدة في 11 نوفمبر 2004 قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش «إننا نتذكر في هذه الليلة المغفور له الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات الذي كان قائداً وحكيماً وستشارك الولايات المتحدة شعب الإمارات في تخليد ذكراه».

وقال الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك «لقد فقد العالم رجل سلام لم يكف يوماً عن نشر التوافق والمنطق والحوار في منطقة مزقتها الأزمات والنزاعات وسيبقى اسمه ملاذاً لقضية السلام والتنمية في الشرق الأوسط التي كرس لها حياته».

وشكلت دائماً القضايا العربية محوراً رئيساً في مبادئ الشيخ زايد، رحمه الله، ولا تزال الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تسير على نفس النهج ويرتبط ذلك المحور بالمشروع الوطني لبناء الدولة الذي يرتكز على أسس ومنطلقات قومية في بناء الدولة الوطنية.

Email