المستقبل الفضائي .. فرص واختراعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت تكنولوجيا الفضاء ازدهاراً مطرداً عبر العقود الـ 4 الماضية، في رحلة الخطوات العملاقة التي تتطلع نحو فضاء ما بعد البشرية.

وأصبحنا نعتمد بشكل روتيني على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض لأغراض الاتصال والملاحة عبر الأقمار الصناعية، والرصد البيئي، ومراقبة وتوقع أحوال المناخ.

وكشفت لنا تلسكوبات الفضاء صوراً لأبعد نقاط الكون بعد أن استطلعت السماء بأشعة غاما، وما دون الحمراء وفوق البنفسجية والمقطعية.

وشكلت الاكتشافات الحديثة الأشد جذباً للجماهير أخيراً، من مسبار «نيو هورايزونز» التابع لوكالة «ناسا»، الذي جال في كافة كواكب المجموعة الشمسية، وعاد بصور مذهلة لبلوتو الذي يبعد عن الأرض مسافة تفوق 20 ألف مرة مقارنة ببعدنا عن القمر.

وستعمل أساطيل المسابير الصغيرة الآلية خلال قرن، على استكشاف المجموعة الشمسية كاملة بكواكبها وأقمارها وكويكباتها ورسم خرائط لها، بالتفاعل فيما بينها وكأنها سرب من الطيور. وسيكون التعدين الفضائي هو الخطوة التالية.

وتشير التوقعات، في هذا الإطار إلى أن النمو الذي سيشهده قطاع الصناعات الفضائية سيبلغ التريليون دولار بحلول أربعينيات الألفية الثانية، الأمر الذي يستدعي تطوير أسواق جديدة.

وقد أشار مؤتمر «نيوسبايس 2018» إلى وجود تقارير متعددة لمصارف استثمارية، أبرزها مجموعة «غولدمان ساكس»، تتوقع بأن اقتصاد الفضاء العالمي، المقدر حالياً بنحو 350 مليار دولار، سيسجل ارتفاعاً يصل إلى تريليون دولار أو أكثر بحلول العام 2040.

وانطلاقاً من هذه التوقعات، لا بدّ من الأخذ بالاعتبار عدداً من العوامل التي ستحكم تلك التقديرات، وأولها الاستدامة، حيث ستحتل مسألة جعل الفضاء آمناً مجدداً ومستداماً الأولوية القصوى إزاء التهديد المتنامي للمخلفات الفضائية الناجمة عن النشاط البشري.

وهناك ثانياً البيانات التي ستشكل النفط الجديد، بمعنى أن البنى التحتية الفضائية لجمع ومشاركة البيانات ستكون مسألةً دقيقة تدرّ الكثير من الأرباح. أما التحليل المنطقي الفضائي فسيكون له تأثير تحويلي في مجال الاستخبارات التجارية وصنع القرار.

إن بناء تكنولوجيا وحلول الفضاء مسألة بغاية الصعوبة، لذا فإن الشراكات الخاصة والعامة والمشتركة ستشكل مفتاح الحصول على نتائج وأرباح فعلية. كما ستبرز مسألة حقوق الملكية، حيث ستظهر المنافسة على موارد الفضاء واقتصاده.

وفي النهاية، لا بدّ من معرفة أن معظم تكنولوجيا الفضاء ليس مصنوعاً من أجزاء سحرية مأخوذة من وحيد قرن فضائي خرافي، بل إنها الإلكترونيات والبرمجيات والمراوح والأقمشة والبراغي وعدد من الأغراض التي نستعملها في حياتنا اليومية.

وتعتبر «فارماجيت» على سبيل المثال، حقنة خالية من الإبر، عبارة عن مسدس مزود بلولب يطلق الدواء عبر الجلد مباشرةً إلى مجرى الدم. ومع أن أجهزة الحقن بلا إبر ليست بالأمر الجديد إلا أن «فارماجيت» تتميز بوجود اللولب بالداخل ومقبض ورأس الحقن. عند الانتهاء يتم التخلص من الرأس بحيث ينفي الاستعمال الأوحد إمكانية التلوث والتسمم.

ويعمل جهاز «زينو» على محو حب الشباب عن البشرة من خلال إطلاق الحرارة التي تدمر الخلايا المسؤولة عن ظهور الحبوب. ويضاف إلى اللائحة الطويلة بدلة سباحة «إل زي آر رايسر» المصنوعة من قماش مقاوم للمياه شديد الخفة ومزود بغرزات ملحومة بطريقة الموجات فوق الصوتية لتخفيف حدة الجرّ ومساعدة السباح على استهلاك طاقة أقل.

Email