المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية الصحية في الهيئة لـ « البيان »:

«صحة دبي» تركّز على تطوير الخدمات بمعايير عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور يونس كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية الصحية التابعة لهيئة الصحة في دبي أن توجهات الهيئة في المرحلة المقبلة ستركز على تقديم خدمات صحية بمعايير عالمية وعقد شراكات استراتيجية مع دور الخبرة العالمية والخبراء العالميين.

وأوضح الدكتور يونس كاظم في أول حوار له مع «البيان» أن هناك عدم التزام من قبل المراجعين بمواعيدهم علماً بأنه يتم تذكير المريض أكثر من مرة عن طريق الرسائل الالكترونية وهذا أحد أسباب المواعيد الطويلة في بعض العيادات.

لافتاً إلى أن الإحصائيات الأخيرة للهيئة اظهرت أن 60% من مراجعي المستشفيات لا يلتزمون بمواعيدهم في حين وصلت النسبة في مراكز الرعاية الصحية الأولية الى40%، وهي نسب عالية جدا وتحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع.

وقال الدكتور يونس: إن النمو السكاني والتوسع الجغرافي لإمارة دبي، يفرض تحديات منها طول مدة المواعيد مبيناً أن هذا الأمر مزدوج منه ما يتعلق بالمستشفيات والمراكز التخصصية .

وهذا سيتم حله قريباً عن طريق افتتاح عيادات إضافية لبعض التخصصات التي تطول فيها مدة المواعيد تعمل في الفترة المسائية مقابل حوافز مالية مجزية للأطباء والكوادر الطبية المساعدة التي ستعمل معه في العيادة وستكون بشكل يومي أو حسب الحاجة للوصول إلى المعدلات العالمية.

واستطرد: إن الهيئة تدرس اعطاء مواعيد متأخرة للشخص الذي لا يلتزم بموعده مرتين، حيث سيتم في المرة الثالثة إعطاؤه موعدا بعيداً للحفاظ على حقوق المرضى الآخرين.

كما كشف عن تشكيل فريق من كل المستشفيات التابعة للهيئة لإعادة النظر بالأسعار التي تقدمها ومقارنتها بالقيمة السوقية في القطاعين العام والخاص في الدولة.

مؤكداً أن ذلك لا يعني توجه الهيئة لزيادة أسعار الخدمات بل إن هناك أسعاراً قد تنخفض أو ترتفع، خاصة وأن كل الخدمات ستكون مرمزة ومفوترة حسب المعايير العالمية بمعنى «قطاع حكومي خاص»، لافتاً إلى أن وجود الملف الطبي الالكتروني سيساعد في عملية الفوترة الطبية، ما يعزز منافسة القطاع الخاص في توفير خدمات بمعايير عالمية.

وأوضح الدكتور يونس أن الهيئة بصدد إعادة النظر في موضوع التأمين الصحي من ناحية التغطية لضمان حصول المرضى على العلاج المناسب.

لافتاً إلى أن مريض الجلطة الدماغية بحاجة إلى مالا يقل عن 3 شهور من العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل وهذا متعارف عليهم من قبل الأطباء كافة ولا يجوز لشركة التأمين أن تحدد له أربع أو ست جلسات على سبيل المثال، إضافة للعلاجات الاخرى التي لا يغطيها التأمين، لافتاً إلى أن الهيئة ستقوم بإعادة النظر في كافة الأمور المتعلقة بالتأمين الصحي.

وكشف عن وجود 116 مريضاً في مستشفيات الهيئة ممن مضى على إقامتهم فترات طويلة منهم 70 مريضاً في مستشفى راشد و40 مريضا في مستشفى دبي، إضافة إلى 6 مرضى تقريبا في مستشفى لطيفة.

حيث سيتم نقلهم جميعاً إلى مركز خاص لذوي الإقامات الطويلة تم تجهيزه بالقرب من مركز إسعاد كبار السن في الممزر، خاصة وأن كلفة هؤلاء المرضى في المستشفيات تتزايد يوماً بعد يوم، رغم أن تقارير الأطباء تفيد أن معظم هؤلاء المرضى بإمكانهم مغادرة المستشفى، موضحاً أن نسبة كبيرة من هؤلاء المرضى تم إدخالهم للمستشفيات دون أوراق ثبوتية وبقوا لسنوات طويلة.

كلفة عالية

وأوضح أن كلفة بقاء هؤلاء المرضى لفترات طويلة عالية جدا والأهم أنهم يحجزون أسرّة نحن في أمس الحاجة لها، لافتاً إلى أن «الحالات المعروفة يتم التنسيق مع سفاراتهم لإعادتهم لأوطانهم، لافتاً إلى انه من خلال المتابعة الحثيثة لأوضاع المنومين في المستشفيات تبين أن حالاتهم مستقرة ويحتاجون فقط إلى ممرضين أو ممرضات لرعايتهم ولا يحتاجون لمتابعة يومية من قبل الأطباء سوى مرة واحدة في الأسبوع.

وأشار إلى تشكيل فريق من ذوي الاختصاص لوضع آليات ومنهجيـات للتعامـل مع الحـالات المقيمـة بمستشفيات الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية ودراسة أوضاعها الاجتماعية، وكذلك التعاون مع مختلف الجهات المعنية للتواصل مع ذوي المرضى وكفلائهم أو مع سفاراتهم للعمل على إخراج هذه الحالات ورعايتها في المنازل.

مؤكدا أن أي مريض تتطلب إقامته أكثر من أسبوعين في المستشفى سيتم نقله إلى المركز للاستفادة من الأسرة وإتاحة الفرصة للعديد من المرضى الآخرين للاستفادة منها وتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان من الخدمات الصحية.

مراكز التميز

وأوضح الدكتور يونس أن هيئة الصحة تخطط لإنشاء مركز طبي وبحثي متخصص في علاج أمراض السرطان في حرم مستشفى دبي يقدم كافة علاجات الأورام تحت سقف واحد، كأحد مبادراتها المستقبلية لتقديم نموذج صحي متكامل ومن الطراز الأول، للحد من سفر المواطنين للخارج وتشجيع السياحة الصحية.

لافتاً إلى أن الهيئة ستستعين ببيوت الخبرة العالمية والكوادر الطبية العالمية للعمل في المركز ومن ثم تدريب الأطباء المواطنين على كيفية التعامل مع مختلف الأورام إضافة للمساهمة في تطوير إجراءات الوقاية، والإسهام بفاعلية في جهود العالم الرامية إلى الحد من انتشار السرطان، وآثاره السلبية الواسعة على القوى البشرية.

وأضاف أن من مراكز التميز الأخرى التي تعتزم الهيئة إنشاؤها في حرم مستشفى راشد مركز عالمي للقلب، حيث بدأت الهيئة الخطوات التحضيرية الأولى لتأسيس المركز بالتعاون مع أحد أكبر المستشفيات العالمية تجرى فيه جميع عمليات القلب إضافة للأبحاث والدراسات المتعلقة بأمراض القلب في الدولة، إضافة إلى مركز لغسيل الكلى وغيرها من مراكز التميز.

ولفت الدكتور يونس إلى أن الهيئة تعتزم تنفيذ «مشروع مجمع راشد الطبي» على مراحل، بالتعاون مع جهات استثمارية وهو عبارة عن مدينة متكاملة تغطي مساحة تزيد على 600 ألف متر مربع بالقرب من مركز الاصابات والحوادث في مستشفى راشد ويتميز بطراز معماري فريد وتجهيزات وتقنيات وأساليب ذكية سيقدم تجربة استشفاء جديدة ومميزة للباحثين عن الخصوصية والعناية الطبية عالية المستوى في الترفيه والطبابة.

وأوضح أن المجمع سيضم حسب المخطط مستشفى مكوناً من عشرة أدوار تضم نحو ألف سرير ومركزاً للعيادات الخارجية يتألف من خمسة أدوار وفيه أيضا ما يزيد على مئة عيادة طبية ومبنى خاصاً بالعيادات الطبية يتألف من ستة أدوار إلى جانب أربعة مراكز صحية متخصصة في طب القلب وطب الأعصاب والعظام والطوارئ ومركزاً آخر للمختبرات ومركزاً لإعادة التأهيل ويستوعب 320 سريراً ومركزاً للطب الرياضي ومركزين للمؤتمرات والبحوث الطبية.

مستشفى راشد

وأوضح الدكتور يونس كاظم أن نسبة إشغال الأسرة في مستشفى راشد تراوحت العام بين 70_80% ولم تكن100%، وقد تم تشكيل فريق من أطباء المستشفى لحصر عدد الأسرة وكيفية توزيعها واستغلالها، وتم استحداث 44 سريراً في مركز الإصابات والحوادث إضافة إلى جناح قلبية وعناية قلبية مركزة بسعة 35 سريراً .

إضافة إلى غرفتي عمليات صغرى وكبرى وكلها بسواعد أطباء مستشفى راشد وبتكلفة صفر في رواتب الأطباء وصفر للممرضين والممرضات بمعنى لم يتم أي تعيينات جديدة، مؤكداً أن السعة زادت وهناك وفرة أسرة وبدل من اجراء18 عملية في اليوم الآن يمكن اجراء 30 عملية بأريحية.

مؤكدا أن روح العمل الجماعي والفريق الواحد التي يتسم بها مستشفى راشد، هي التي تحيط المتعاملين بالرعاية، كما أن دعم الهيئة يزيد القدرات التنافسية للمستشفى.

وأوضح أن مستشفى راشد بات يضم الآن 10 غرف للعمليات منها غرفتان لعمليات قسطرة القلب، إحداهما يمكن تحويلها خلال ثوانٍ لغرفة عمليات جراحية، خاصة بقسطرة الشرايين والصمامات، فيما تتميز الثانية بأحدث التقنيات الطبية لإجراء ما يعرف - حديثاً- بقسطرة القلب الكهربائية، إضافة لأحدث التقنيات والتجهيزات، التي من شأنها إنجاز عمليات القسطرة وفق أعلى المستويات وأفضل الممارسات المهنية المعمول بها عالمياً.

جدير بالذكر أن تقديم الرعاية الصحية في دبي يتواكب مع الزيادة السكانية في الإمارة بشكل مطرد خلال الأعوام السابقة، حيث بلغ عدد سكان إمارة دبي 2,976,455 لعام 2017، وبنسبة %74.9 للذكور. وقد كانت نسبة الأطفال 12.1 %.

ويتضح من البيانات الديموغرافية أن التركيبة السكانية يغلب عليها العنصر الذكري وخاصة الفئة العمرية من 20_50، والتي تمثل فئة القوى العاملة بنسبة%82.0 من إجمالي السكان. وقد بلغ معدل الزيادة الطبيعية 9.8.

أصحاب الهمم

أوضح الدكتور يونس كاظم بأن هيئة الصحة تنظر لأصحاب الهمم بمنظور خاص خصوصاً من ناحية تقديم الخدمات والإرشاد اللازم لجعلهم أشخاصاً فاعلين قادرين على الاعتماد على أنفسهم، إلى جانب توفير الفرص الكفيلة لتحسين مستوى حياتهم، وتحقيق الاستقلالية وإزالة العراقيل والصعاب التي تعترضهم للوصول إلى مستوى حياة أفضل، لافتاً إلى أن الهيئة تعطيهم الأولوية في المواعيد والزيارات المنزلية وحتى في توصيل الأدوية.

صيدلية ذكية في طوارئ مستشفى راشد

أطلقت هيئة الصحة الصيدلية الذكية الثانية في مستشفى راشد، وهي الثالثة على مستوى الهيئة بعد صيدلية مستشفى دبي، وقد تم تخصيص الصيدلية الجديدة لخدمة مركز الإصابات والحوادث والحالات الطارئة في مستشفى راشد.

وتمتاز الصيدلية بإمكانيات هائلة، تتسع قدراتها التخزينية إلى الاحتفاظ بأكثر من 35 ألف علبة دواء، وتضم 11 منفذاً ذكياً لصرف الوصفات الطبية، بواقع 11 وصفة في الدقيقة الواحدة.

حرص

وأكد الدكتور علي السيد مدير إدارة الصيدلة والخدمات الدوائية في الهيئة، حرص هيئة الصحة على تسخير التكنولوجيا لخدمة المرضى وحمايتهم من الأخطاء المرتبطة بالأداء البشري أو ما يطلق عليه الخطأ الشخصي، سواء كان من الطبيب أو الممرضة أو الصيدلاني أو حتى من العامل الذي يساعد الصيدلاني في بعض المهام.

وذكر أنه تم وضع أجهزة في كل قسم من أقسام مستشفى راشد، فبمجرد كتابة الطبيب للوصفة تذهب أوتوماتيكياً للجهاز (العربة الذكية) مباشرة، ويتم على الفور استلام الأدوية الموصوفة للمريض بمجرد مسح الاسم على الجهاز ومن دون أي تأخير.

وأضاف السيد أن الأجهزة الذكية للأدوية تم وضعها أيضاً في غرف العمليات، حيث يتم على الفور سحب الدواء بمجرد كتابته من قبل الطبيب ولا داعي للذهاب للصيدلية الخارجية، أي ترك المريض في غرفة العمليات لحين إحضار الممرض أو الصيدلاني للأدوية من الصيدلية.

Email