برنامج الإمارات لرواد الفضاء.. إنجاز كبير وصفحات مضيئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت الإمارات أمس إنجازاً كبيراً يضاف إلى سجل صفحاتها المضيئة، بإعلانها اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين للمشاركة في الأبحاث العلمية بمحطة الفضاء الدولية على متن مركبة «سويوز إم إس» الفضائية، فيما سيتبع لاحقاً الإعلان عن أسماء الاثنين الآخرين ليكتمل العدد بوجود 4 رواد فضاء إماراتيين ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» لتأهيل الدفعة الأولى منهم وإعدادهم للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية بالتزامن مع حلول العام 2021، ما يرسخ مكانة الإمارات في قطاع الفضاء على المستوى العالمي.

وسيتلقى رائدا الفضاء اللذان تم اختيارهما تدريبات مكثفة وقوية من خلال وكالة الفضاء الروسية الفيدرالية «روسكوسموس»، وسيكون أحدهما من ضمن الطاقم الرئيسي والثاني في الطاقم الاحتياطي، لينضم واحد منهما إلى فريق مكون من قائد روسي ورائدة فضاء أميركية على متن مركبة سويوز إم إس 12 والتي ستنطلق إلى محطة الفضاء الدولية في أبريل 2019، بينما يخوض بقية أفراد الفريق برامج تدريبية مكثفة تؤهلهم للقيام بمهمات في الفضاء لمدد زمنية طويلة.

إقبال لافت

وبلغ عدد المتقدمين لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء في المرحلة الأولى 4022 شخصاً، فيما كانت نسبة الفتيات 34%، وبلغ عمر أصغر متقدم 17 عاماً، والأكبر 67 عاماً، ووصل عدد تخصصات المتقدمين إلى 38، شملت الهندسة، الطيران، الطب، القطاع العسكري، وإدارة الأعمال، فيما تم البدء بتقييم المتقدمين منتصف مايو الماضي، حيث تم ترشيح 95 شخصاً تم اختيار 39 منهم في مرحلة لاحقة، ووصلوا إلى 18 مترشحاً ثم 9، وصولاً للإعلان عن أسماء الاثنين الحاليين اللذين أصبحا أول رائدي فضاء إماراتيين.

ويعتبر البرنامج الذي أطلقته قيادة الإمارات في أبريل 2017 بهدف تأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي، من أكثر البرامج إلهاماً وتلبية لطموحات الشباب أصحاب القدرات المتفردة على المستوى العلمي والمهارات الشخصية، كما يعتبر البرنامج أهم مشاريع البرنامج الوطني للفضاء.

وأعلن في ديسمبر 2017 بدء التسجيل الإلكتروني لبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء» وفتح باب التسجيل الإلكتروني لكل من يجد في نفسه الكفاءة والجدارة كي يكون أول رائد فضاء إماراتي، ولتمثيل الإمارات عالمياً للتقدم والتسجيل من خلال الموقع الإلكتروني، وذلك من خلال تغريدة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي قال فيها: أدعو شبابنا وشاباتنا للتسجيل في برنامج الإمارات لرواد الفضاء عبر مركز محمد بن راشد للفضاء وسيتم اختيار الأفضل والأقدر والأكثر كفاءة ليكونوا سفراءنا للفضاء..

وأؤكد أن كل شاب وشابة له دور في مستقبل الإمارات على أرضها أو في سمائها أو عبر فضاء كونها الفسيح، مضيفاً: طموحاتنا لن تتوقف.. لأن وراءها رجالاً.. وإنجازاتنا لن تتباطأ لأن معها عقولاً وأفكاراً.. ومسيرتنا مستمرة بقوة لأننا لا نلتفت للوراء.. ولا يصل متردد.. ولا ينجح مشكك، ودعا سموه حينها شباب وشابات الإمارات كافة إلى التسجيل في برنامج رواد فضاء الإمارات عبر عنوان الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء خصيصاً لهذا البرنامج.

برنامج مستدام

ويدير مركز محمد بن راشد للفضاء البرنامج الذي يعتبر برنامجاً مستداماً يستهدف تخريج كوادر وطنية من رواد الفضاء بشكل مستمر، ويعتمد أعلى معايير التدريب العالمية في هذا المجال، ويشتمل البرنامج على مراحل تدريب مكثفة على مدى 3 أعوام يمر فيها المرشحون بعدة مراحل من التدريب، ويحقق برنامج الإمارات لرواد الفضاء الاستراتيجية الوطنية الرامية لتطوير كوادرها العلمية وإعداد الأجيال القادمة وإيصالها إلى أعلى المستويات العالمية، وتعزيز تطلعاتها لأخذ دور في الاستكشافات العلمية والمشاركة في رحلات الاستكشاف المأهولة.

فريق وطني

ويتطلع المركز إلى أن يكون لديه فريق وطني من رواد الفضاء الذين يستطيعون تحقيق طموحات الدولة في هذا المجال، من خلال دعم رؤية الإمارات لبناء مستقبل مزدهر قائم على المعرفة والأبحاث والعلم، وبدء المساهمة في مهمات علمية استكشافية من خلال إعداد الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين، فضلاً عن تشجيع وإلهام الأجيال الشابة على دراسة العلوم والتحلي بثقافة الأبحاث وشغف الاستكشاف والابتكار، وترسيخ مكانة الإمارات في قطاع الفضاء على المستوى العالمي من خلال المساهمة في رحلات الفضاء المأهولة.

واشترط برنامج الإمارات لرواد الفضاء في المتقدم للانضمام له أن يكون إماراتياً تجاوز 18 عاماً وحاصلاً على شهادة البكالوريوس بالحد الأدنى ويتقن اللغتين العربية والإنجليزية، ويمتد البرنامج على مدار 4 سنوات، يتم خلاله إعداد وتأهيل المرشحين الناجحين الذين وقع عليهم الاختيار ليصبحوا الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين الذين سيتم تكليفهم للمشاركة والانضمام لبعثات فضائية تشمل القيام بالتجارب العلمية، وتضمن برنامج التدريب عدة مراحل شملت مقابلات شخصية واختبارات نفسية وفحوصاً طبية.

وتتجسد أهداف البرنامج من خلال تأهيل الدفعة الأولى من رواد الفضاء الإماراتيين للسفر إلى الفضاء بعد مسارات تدريبية مكثفة، والقيام بتجارب علمية تعود بالنفع على البشرية، فضلاً عن تشجيع ثقافة الاستكشاف في الإمارات وتحفيز وإلهام الأجيال الشابة، وترسيخ مكانتها كشريك عالمي في رحلات الفضاء المأهولة، ودعم رؤية الدولة القائمة على بناء مستقبل يعتمد اقتصاد المعرفة.

Email