جهود الإمارات في التمكين عززت مكانة المرأة العربية في المؤشرات الدولية

أشادت فعاليات نسائية عربية بمسيرة المرأة الإماراتية التي أسس لها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث وصلت المرأة الإماراتية إلى العالمية في ضوء النجاحات الكبيرة التي حققتها بدعم من القيادة الرشيدة، وباتت المرأة الإماراتية والدعم الرسمي لمسيرتها وإشراكها في التنمية والتقدم مثالاً يحتذى على مستوى المنطقة والعالم.

وقالت مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية السفيرة إيناس مكاوي، إن هناك تقدماً حقيقياً بوضع المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة على الأصعدة كافة؛ فهناك تمكين للمرأة على المستوى السياسي والاقتصادي، كما أن هناك مبادرات رائدة في حماية المرأة في المجالات كافة، سواء في المجال العام أو داخل الأسرة.

جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ«البيان» من العاصمة المصرية «القاهرة» بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية. وأكدت خلال تلك التصريحات الإسهامات الإماراتية المُهمة في ما يتعلق بوضع المرأة، ليس فقط داخل دولة الإمارات، ولكن في المنطقة بصفة عامة، انطلاقاً من المبادرات التي أطلقتها الدولة، وتعكس اهتماماً كبيراً بالمرأة العربية.

تبني الاستراتيجية
وأفادت المسؤولة العربية بأن دولة الإمارات العربية كانت سباقة في تبني «الاستراتيجية العربية للمرأة 2030» التي تم اعتمادها من القمة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية في العام 2017، وهذه الاستراتيجية هي بمثابة المنهاج وخريطة طريق لكل امرأة في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، تقدمت بها الإمارات لتبنيها من قبل القادة السياسيين على أعلى مستوى؛ ليكون هناك مسار واضح للمرأة، سواء في المجال السياسي أو المجال الاقتصادي أو الاجتماعي والثقافي، وأيضاً في ما يتعلق بحماية المرأة من أشكال العنف كافة، وحماية المرأة أثناء النزاعات المسلحة وفي حالات اللجوء والنزوح، وهو ما تقوم الجامعة على تنفيذه في هذه المحاور كافة.

كما أشارت إلى دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وقالت: «سمو الشيخة فاطمة، أدامها الله لنا جميعاً ولكل امرأة في المنطقة، أطلقت عليها الجامعة العربية أم الإنسانية راعية المرأة والأمن والسلام بالمنطقة العربية، وذلك لجهودها المخلصة الحقيقية والإنسانية؛ من أجل حماية وتمكين كل امرأة عربية في كل بقعة على الأرض».

تغيير المؤشرات
وتحدثت مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية، في السياق ذاته عن الطفرات التي حققتها المرأة الإماراتية وكيف أن تلك الطفرات أسهمت في التأثير بالإيجاب على وضع وصورة المرأة العربية، قائلة: الإمارات استطاعت أن تغير من المؤشرات العربية بمجملها؛ فلدينا أول رئيسة للبرلمان، وهو ما غيّر وضع المرأة على المستوى العربي ضمن المؤشرات الدولية، إذ كانت المؤشرات في وقت سابق أدنى في ما يتعلق بالتمكين السياسي للمرأة، وبفضل هذا المنحى الذي اتخذته الإمارات تغير الأمر، بالإضافة إلى أن هناك أصغر وزيرة على المستوى الدولي، مع زيادة عدد المشاركات في البرلمانات العربية.

كل ذلك بحسب مكاوي، أدى إلى تغيير وضع المرأة العربية في المؤشرات الدولية، وبالتالي دخلنا في المسار الدولي لنا ووضعنا ضمن المجموعات الإقليمية الأخرى، مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود وزيرة للسعادة في دولة الإمارات كبرهان على ما تشهده الدولة من تطور، فضلاً عن أعلى نسبة تمثيل نسائي في المجالس الوزارية، وهذا كان له أثر إيجابي على وضع المرأة في المنطقة.

في السياق، قالت المديرة العامة السابقة لمنظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت تلاوي، إن تجربة المرأة الإماراتية نموذج يُضرب به المثل في المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدة أن المرأة الإماراتية هي مثال مشرف للمرأة العربية. كما لفتت إلى دعم واهتمام قادة الدولة بتمكين وريادة المرأة، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في وضع المرأة في دولة الإمارات.

وأشارت تلاوي إلى أن المرأة الإماراتية قد اقتحمت مجالات حساسة وصعبة تُعتبر في بعض المجتمعات الأخرى حكرًا على الرجال، وقالت: يدلل ذلك على تفوق المرأة الإماراتية ونبوغها خاصة في ظل اهتمام قادة الدولة بالمرأة بشكل خاص، في السلك الدبلوماسي والبرلمان والمناصب السياسية والقيادية المختلفة.
ورأت أن اهتمام قادة الإمارات بالمرأة نابع من إيمان وإدراك حقيقي لدور المرأة وأهمية تمكينها وريادتها.

نموذج للإبداع
بدورها، قالت عضو مجلس الأعيان الأردني، هيفاء النجار، في تصريح لـ«البيان» إن المرأة الإماراتية هي نموذج للإبداع والابتكار والريادة والإنتاجية، وهذا يعد مفخرة للعالم العربي.

فقد حققت النجاحات ووصلت إلى مواقع في القطاع العام والخاص على جميع المستويات، وهي تعي تماماً أهمية هذا الدور والمسؤولية التي تشارك بها من أجل نهضة مجتمعها، نتمنى لها المزيد من التوفيق والنجاح.

من جهتها، قالت عضو مجلس النواب الأردني، رندة الشعار، إنّ يوم المرأة الإماراتية هو يوم لتكريم وتخليد الجهود التي تبذلها المرأة الإماراتية وتثمين لدروها المتميز والتضحيات التي تقوم بها. وهو أيضاً تكريم للمرأة العربية أينما وجدت بشكل عام.

المرأة أثبتت جدارتها في المجتمعات العربية في جميع التخصصات واستطاعت أنّ تغير العديد من الأفكار حولها.

وأضافت في تصريح لـ«البيان»: دولة الإمارات العربية مشكورة على منح المرأة هذا اليوم لتسليط الضوء حول منجزاتها، والأدوار التي قامت بها بكل فعالية وإتقان. والمرأة الإماراتية تميزت بمشاركتها وأدائها في مسيرة التنمية والتطوير في مجالات سياسية واقتصادية وغير ذلك.

ونتمنى المزيد من التمكين لها ومنحها الفرص المختلفة فهي تستحق ذلك.

طموح بلا حدود
في الأثناء، أبدت الإعلامية البحرينية، لولوة بو دلامة، إعجابها بالشعار الذي تحتفي به الإمارات بيوم المرأة لهذا العام، والذي جاء تحت عنوان «المرأة على نهج زايد»، مؤكدة أن التركيز على الدور المحوري والعام الذي بذله مؤسس الدولة، وباني نهضتها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تمكين المرأة الإماراتية بكافة المستويات، ليكرس نهج الدولة بالدفع بها للوصول لأعلى المراتب.

وأكدت بو دلامة في تصريح لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة أهمية الاحتفال السنوي بها، معتبرة إياه بمثابة تسليط الضوء على إنجازاتها، وتكريمها، لما بذلته من جهد كبير، ومثابرة، للوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها، بشتى المجالات المهنية والفنية، وليكون حافزاً لمواصلة مسيرتها الناجحة بكل ثقة.

إنجازات تاريخية
من جهتها، قالت مدير الإعلام وتنمية المرأة بجمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية حورية الديري إنه لا يمكننا فصل أيامنا التاريخية عما يتحقق من إنجازات، تؤرخ حياة أمة، وتصنع تاريخها، وذكرياتها، الإمارات في عمق ضميرها ووجودها.

وأضافت في تصريح لـ«البيان»: يأتي ذكرى الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية كتأكيد لاستحقاق التقدير والاعتزاز بعطاء شعب، صنع تاريخه بأكبر معاني العز والفخر، وأعطى للمرأة مكانتها لإثبات جدارة استحقاقها من أدوارها التنموية لتصنع قصص نجاح، باتت من أروع التجارب التي يحتفى بها محلياً وعالمياً، وبنموذج ريادي في المنطقة، يستحق تبوأ هذا الشرف عالي المقام.

وتابعت الديري: إن الذكرى السنوية للمرأة الإماراتية لهي فرصة ثمينة لتكريم بنت البلد المثابرة في عطائها، وتضحياتها، وفي الأدوار المهمة التي تقدمها للمجتمع، والمناصب التي تتقلدها، والتي تمثل بدورها تأكيداً لاستحقاقها لأن تكون شريكاً فاعلاً في بناء مجد وطنها وأمتها.

مسيرة حافلة
بالسياق، أوضحت الإعلامية والمذيعة بتلفزيون البحرين هيفاء عدوان، أن يوم المرأة الإماراتية يجسد التقدير لمسيرة حافلة لها من العطاء والوفاء بالشكل الذي يحقق ذاتها، وكيانها، وفي بناء الأجيال القادمة، مثمنة بذلك الجهود المخلصة، والرعاية، والدعم الكبير للقيادة الإماراتية الحكيمة، والحكومة الموقرة، والتي تمثل بذاتها قصة نجاح، ونموذج عطاء لا ينتهي.

وأردفت عدوان بحديثها لـ«البيان»: «إن التجربة الرائدة التي تخوضها المرأة الإماراتية، وخاصة في ظل الاستراتيجية الوطنية المقرة، لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات 2015-2021 والهادفة إلى تنمية وتأهيل الإماراتيات».

مستوى القيادة
بدورها، ثمنت الكاتبة الصحافية زهراء حبيب، التقدم الكبير الذي حققته المرأة الإماراتية بكافة المستويات والذي مكنها لفطنتها وذكائها، ودعم الدولة المستمر لحراكها، من أن تتبوأ مناصب قيادية كبيرة، منها ترؤس المجلس الوطني، وتشكيل العنصر النسائي لــ66% من الوظائف الحكومية، مستحوذة على 30% من الوظائف القيادية.

وأكملت حبيب ومن الإنجازات التي تحتسب للمرأة الإماراتية، تسجيلها كأول مهندسة نووية، وأول قاضية، وأول متخصصة في الدراسات الجينية، إضافة للبصمات الواضحة والمؤثرة التي تركتها بحقل الرياضيات، ويكفي أنها أوجدت تكتلاً ضخماً قوامه 32 امرأة، يدرن الآن أكبر المشاريع الاستثمارية في المنطقة. وأضافت: طموح المرأة الإماراتية لا يقف أمامه أي معوقات.

ريادة في التمكين
في غضون ذلك، أشارت المخرجة اللبنانية صوفي بطرس، في تصريح لـ«البيان»، إلى أنها، ومنذ انتقالها من بيروت إلى دبي منذ نحو 17 عاماً، لم تكف عن الاندهاش بما تقدّمه هذه المدينة من مفاجآت لسكانها، ذلك أن التطوّر الذي شهدته إمارة دبي من إعمار وخدمات يشمل أيضاً تقدّم المرأة الإماراتية في مجالات عدّة.

وخصّت بالذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو من الروّاد في إعطاء الفرص للشباب الإماراتيين، من منطلق الإيمان بقدراتهم، إذ باتت الشابة الإماراتية تتبوّأ مناصب وزارية ويلمع دورها في حكومة دبي والحكومة الاتحادية لدولة الإمارات، كما في مجالات العمل الأخرى.

الأولى عالمياً
ومن بوّابة تجربتها، قدّمت الإعلامية اللبنانية، كوكب معلوف، التهنئة للمرأة الإماراتية على ما استطاعت إنجازه، وعلى ما أصبحت عليه الآن من تميّز، وقالت للبيان إن اسم معالي شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب ، الصبية العشرينية، لفت جيداً إلى حضور المرأة العالي في الإمارات وإلى الدور الهام الذي تتمتع به، وإلى الدستور الذي بات يحضن هذا الدور، وهنا أهمية التطور الحاصل، حيث ينصّ الدستور الإماراتي على الحقوق المتساوية للمرأة مع الرجل، إن في فرص التعليم أو في حقوق مزاولة المهن كافة.

وأضافت: تعزيزاً لما نصّ عليه الدستور، كان قرار مجلس الوزراء الإماراتي في العام 2012، الذي ألزم الإدارة بتعزيز العنصر النسائي بداخلها.. وهكذا، بات في مجلس الوزراء الإماراتي ثماني وزيرات من أصل 29 حقيبة.

وأشارت معلوف إلى الدلالة الهامة لحقوق المرأة في الإمارات، والتي استطاعت، في أبريل 2015، أن تحظى بالمؤشر الأول عالمياً في احترام المرأة وفي قياس التطوّر الاجتماعي عندها، ولهذا تستحق المرأة الإماراتية، في عيدها، أن تعتزّ بإنجازاتها وبقدرتها العالية على التفاعل مع كلّ مؤسّسات الدولة وكل المهن والمصالح.

شريك استراتيحي
المرأة الإماراتية تصدّرت وتميّزت لأنها حظيت بدعم ومساعدة فعلية ومساواة كاملة بينها وبين الرجل من جانب الدولة.

بهذه العبارة اختارت الناشطة في المجتمع المدني والعاملة في مجال الإعلام نعمت بدر الدين أن تهنّئ المرأة الإماراتية في عيدها، وهي التي أصبحت شريكاً استراتيجياً للحكومة، وداعمةً لجميع السياسات العامة التي تخدم المرأة، بدءاً من تمكينها في العمل البرلماني، ووصولاً إلى اختيارها لتولّي حقائب في الحكومة.

وفي مقارنة سريعة، تشير بدر الدين إلى أن الدولة الإماراتية اتخذت قراراً بجعل المرأة شريكاً، وعملت على تحقيق ذلك عبر توظيف كلّ الإمكانات لخدمة هذا الهدف.

تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز