فلبينية مكلومة أنجدتها «البيان».. و«الإقامة» تهديها نظرة الوداع على ابنها المتوفى

ت + ت - الحجم الطبيعي

على كرسي في جانب من الخيمة التي خصّصتها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالشارقة لتعديل أوضاع المخالفين، جلست الفلبينية ماريا إيزابيل بلباس الحزن محمّلة بجبل من الهم، فاستثارت «البيان»، التي كانت تقف ميدانياً على أوضاع المخالفين، لتروي قصتها الحزينة وحاجتها الماسّة إلى تعديل وضعها لتسافر إلى بلدها، لتحظى برؤية ولدها العشريني للمرة الأخيرة قبل دفنه، وهو الذي توفي في بلاده الفلبين منذ يومين.

ولم يكن غريباً التفاعل الذي وجدته «البيان» من العقيد هزيم السويدي، مدير إدارة أذونات الدخول والإقامة بالشارقة، حينما تم عرض الحالة عليه، إذ لم يتردد لحظة في اتخاذ القرار بتسوية وضعها وإنهاء الإجراءات خلال ساعة، لتتمكن من المغادرة وتودّع فلذة كبدها الوداع الأخير.

تحوّل فريق العمل إلى خلية نحل لإنجاز معاملة الوالدة المكلومة التي قدّمت الشكر ودموعها تنهمر، راجيةً دوام الخير والمعروف للإمارات.

ماريا كانت تقيم في الدولة بشكل قانوني منذ 2008، وعملت في أبوظبي حاضنة أطفال، وفي 2014 غادرت إلى دولتها لتعود لاحقاً بتأشيرة زيارة من الشارقة بحثاً عن فرصة عمل جديدة، لكنها تجاوزت مدة الأشهر الثلاثة القانونية، ودخلت في مخالفات قاربت ثمانية أشهر، وعلى الرغم من نجاحها في العثور على فرصة عمل، فإن قيمة المخالفات التي ترتّبت عليها حالت دون إتمام إجراءات تأشيرة العمل التي صدرت لها.

وأشارت إلى أنه تم القبض عليها بسبب مخالفتها أنظمة الإقامة في الدولة في أثناء وجودها في دبي، وأن الحملة جاءت في وقتها، إذ تم إطلاق سراحها وتوجيهها للاستفادة من المهلة وتصويب أوضاعها، إما بالمغادرة أو الحصول على إقامة، إلا أن فاجعة وفاة ابنها، الذي يبلغ 23 عاماً، قلبت الموازين.

Email