خطفها الموت بعد 48 ساعة من زفافها إثر حادث أليم

تشييع «عروس دبا» وسط صدمة أهالي المنطقة والأقارب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في موكب مهيب وصدمة علت وجوه كل مَن عرفها، شيّع أهالي دبا الفجيرة العروس هيام أحمد الكعبي التي لم تتجاوز 25 ربيعاً إلى مقبرة العائلة بمنطقة دبا من مسجد الشيخ زايد، والتي وافتها المنية إثر حادث أليم وقعظهر الاثنين أودى بحياتها وخلّف إصابات خطيرة لزوجها المواطن محمد عبدالله الجلاف الذي يرقد في العناية المركزة.

لم يمضِ على زواج هيام 48 ساعة، وهي التي زُفت يوم الجمعة الماضي، حتى خطفها الموت بعدما شرعت في ترتيبات شهر العسل، لكن قضاء الله وقدره كان الغالب لتتبدد أحلامها وتترك غصَّةً في نفوس كل من سمع نبأ وفاتها في المدينة وعلى «التواصل الاجتماعي»، مخلّفة قصة عروس في ريعان شبابها تحلم بتأسيس بيت للزوجية عماده المودة وأركانه أطفال يملؤون جنبات البيت بأصواتهم البريئة حسبما ما كانت تحلم وتخطط.

بيتها الجديد في مدينة دبي، والذي كانت تستعدُّ «عروس دبا الفجيرة» للدخول إليه، لم يكن إلا أحلاماً سرعان ما تلاشت بقوة القضاء والقدر الذي أرادها أن تكون عروساً في الملأ الأعلى بعد أن توارت عن الأنظار في لحظة أليمة ببشاشتها وحماسها وعفويتها التي صنعت منها تلك الشابة المفعمة بالحيوية في بيتها وبين صديقاتها في الجامعة.

مواهب

انطفأت شمعة هيام لتترك ظلمة لن ينير مكانها أحد، فهي الفتاة المتعددة المواهب صاحبة البسمة التي لا تفارق وجهها، تحب الجميع وتصنع السعادة لمن حولها داخل منزل العائلة أو بين صديقاتها، حيث لم يمهلها القدر لتحقيق حلمها وتكوين أسرتها الخاصة.

30 يوماً استعدت خلالها العروس (هيام) بعد حصولها على الشهادة الجامعية، لتسابق الزمن في تجهيز قاعة العرس داخل أحد فنادق إمارة رأس الخيمة، دون أن تتوقع أن يكون الموت هو الفيصل ويُنهي فرحتها بعد يومين من زفافها، خاطفاً روحها ليطفئ الموت نورها نتيجة لشدة الحادث المروري واصطدام مركبتها التي كان يقودها زوجها بإحدى الشاحنات على الطريق في إمارة الشارقة.

لحظاتها الأخيرة كانت عند والدتها داخل منزل العائلة في منطقة دبا الفجيرة في زيارة خاطفة إلى العائلة، حيث حرصت على الحضور للسلام على والدتها التي لم تصدق ذهاب ابنتها دون رجعة.

أسباب

وقال الملازم أول سعود عبدالرحمن الشيبة ضابط فرع التوعية والإعلام المروري في القيادة العامة لشرطة الشارقة إن الحادث وقع ظهر الاثنين الماضي على شارع الإمارات حيث كانت المتوفية مرافقة لزوجها الذي كان يقود المركبة، ولم يلتزم بقواعد السير والمرور، مشيراً إلى أن الزوج أصيب بإصابات بليغة نقل على إثرها إلى مستشفى القاسمي لتلقي العلاج إثر اصطدام مركبته بشاحنة من جهة الخلف ما أدى إلى تدهورها.

وكانت غرفة العمليات تلقت بلاغاً عند الثانية ظهراً يفيد بوقوع حادث تصادم بين مركبة وشاحنة على شارع الإمارات، وعلى الفور انتقلت دوريات الشرطة وسيارات الدفاع المدني والإسعاف الوطني إلى موقع الحادث، وتم إخراج السائق والمرافقة له، ومن ثم نقلهما إلى أحد المستشفيات في الشارقة لتلقي العلاج المناسب.

اصطدام

وأوضح الشيبة أن الحادث وقع على شارع الإمارات، حيث كانت المركبة آتية من رأس الخيمة باتجاه جسر الزبير، حيث اصطدم السائق بمؤخرة شاحنة كانت تسير في ذات الاتجاه (المسار الأيمن)، ومن ثم انحرفت المركبة بقوة نتيجة الاصطدام إلى جهة اليسار، واستقرت المركبة بجانب الطريق، ونتج عن الحادث وفاة المرافقة وإصابة السائق بإصابات بليغة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب.

مناشدة

وناشد الشيبة السائقين بضرورة أخذ الحيطة والحذر، والانتباه أثناء القيادة، وعدم الانشغال بغير الطريق، وربط حزام الأمان، حفاظاً على سلامة الجميع، مطالباً في الوقت ذاته قائدي المركبات بضرورة الالتزام بالقوانين المرورية والتقيد بالسرعات وعدم الانشغال بغير الطريق حفاظاً على أرواحهم وأرواح مستخدمي الطريق، مبينا أن الانحراف المفاجئ هو أحد الأسباب الرئيسية لوقوع الحوادث المرورية لذا وجب على قائدي المركبات اتباع تطبيق قانون السير والمرور والالتزام بتطبيق القيادة الآمنة على الطرقات.

علاج

أكد شقيق الزوج المصاب في اتصال هاتفي مع «البيان» أن شقيقه أصيب بإصابات بليغة جراء حادث مروري، وتم نقله إلى مستشفى القاسمي بالشارقة لتلقي العلاج المناسب، مبيناً أنه طريح العناية المركزة بالمستشفى ويعاني كسوراً في معظم أنحاء جسمه، وأن النبض لديه خفيف، حسب التقرير الطبي، وأن هناك محاولات لنقله إلى أحد المستشفيات في أبوظبي.

Email