وفد من الهيئة يزور بكين أكتوبر المقبل ويوقّع اتفاقات شراكة وتعاون متنوعة

«دبي للثقافة» تعزز تعاونها مع الصين وتستكشف أوجه نهضتها

خلال جولة أحد الوفود الصينية في متحف الاتحاد من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعدت هيئة الثقافة والفنون في دبي خطة مستقبلية لتفعيل العلاقات الثقافية والفنية والمعرفية مع الصين للاستفادة من الرصيد الحضاري الضخم لدولة الصين وتفعيل العلاقات الممتازة بين دولة الإمارات والصين، التي أرسى دعائمها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وسارت على دربه قيادتنا الرشيدة لتزدهر العلاقات الثنائية بين الجانبين في كافة المجالات، وتنظم الهيئة خلال أكتوبر المقبل جولة استكشافية إلى الصين لتحط الرحال في قلب عاصمتها بكين.

حيث يتفقد وفد الهيئة النسخة الخامسة من مهرجان بكين الدولي لفن الطفل، الذي يعد من أكبر مهرجانات الفنون الموجهة للأطفال، بهدف اكتساب الخبرات التي تؤهل فريق العمل بالهيئة لإقامة الشراكات وتطوير المشاريع والمبادرات الإبداعية والمبتكرة محلياً وإقليمياً وعالمياً مع الجهات ذات الصلة، إضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

رؤى

وقال سعيد محمد النابودة المدير العام بالإنابة -هيئة الثقافة والفنون في دبي: إن الهيئة ستركز خلال الزيارة على متابعة المشهد الثقافي الصيني بما يمتلكه من تنوع وثراء عن طريق رصد الفعاليات والأنشطة، التي تقام في مدنها الكبرى، والتي تتماثل مع اهتمامات أنشطة الهيئة مثل «أسبوع بكين للتصميم»، الذي سينطلق يوم 27 سبتمبر المقبل، وستتواصل فعالياته حتى الخامس من أكتوبر.

وأكد أن وفد الهيئة سيعمل خلال «الأسبوع» على تعزيز العلاقات مع المصممين الصينيين والبحث عن سبل التعاون والشراكة مع الجهات ذات الصلة، خاصة بعد أن أصبحت دبي عضواً في «شبكة منظمة اليونسكو للمدن المبدعة»، وذلك في إطار سعي دبي للثقافة إلى تعزيز الصناعات الإبداعية في دولة الإمارات ودعم توجيهات القيادة الرشيدة ومبادراتها كالاستراتيجية الوطنية للقراءة.

إضافة إلى تطوير مبادراتنا الرائدة، بما في ذلك «دبي قادمة» و«موسم دبي الفني» و«معرض سكة الفني»، إضافة إلى العمل على استقطاب المبدعين والمواهب الصينية للمشاركة بأعمالهم في هذه المبادرات، ما سيسهم في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.

1990

وأضاف النابودة: إن منطقتنا العربية ترتبط مع الصين بعلاقات قوية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، كما ارتبطت الحضارتان الصينية والعربية ببعضهما بعضاً من خلال علاقات التبادل التجاري الطويلة التي تعيدنا إلى عصر «طريق الحرير».

ومنذ قيام دولة الاتحاد، بدأت العلاقات تتنامى بين الإمارات والصين في كل المجالات، إلى أن توّجها الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بزيارة تاريخية في العام 1990، ليتولى بناء جسور التعاون مع هذه القوة العالمية العريقة بتراثها وأصالة ثقافتها وكنوزها التراثية.

وتابع النابودة: بالتزامن مع «عام زايد 2018»، و«الأسبوع الإماراتي الصيني»، فإن الزائر إلى العاصمة بكين، يدرك عمق نظر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان.

وتقديره للصين ببناء «مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية» في العاصمة بكين، ليحمل المركز، إلى جانب دوره الأكاديمي، مهمة التبادل الثقافي بين المنطقة العربية والصين، ويسهم في توسعة مدارك المواطنين الصينيين إزاء لغتنا وثقافتنا العربية، خاصة أن المركز ذاته يخدم دولاً أخرى مجاورة، ويستقطب إليه عشاق اللغة العربية والحضارة الإسلامية.

دعوة

وقال النابودة: إن العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على المصالح المشتركة والثقة المتبادلة تتعدد في مجالاتها وتتنوع في أنشطتها وعمق أبعادها. وحرصاً من هيئة الثقافة والفنون في دبي على استثمار الدور البارز، الذي تلعبه الثقافة والفنون في تعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين.

وإدراكاً لمهمتها الرامية إلى تشجيع الفنانين الناشئين والمبدعين من شتى أنحاء العالم لإثراء المشهد الثقافي في دبي، ستوجه الهيئة دعوة للخطاط الصيني نور الدين مي قوانج جيانج للمشاركة في معرض دبي الدولي للخط العربي 2019، الذي يعزى إليه الفضل في ابتكار أسلوب الكتابة العربية بالحروف الصينية.

وخلال وجوده في دبي، ستتاح للجمهور فرصة فريدة من نوعها للقاء هذا الفنان الذي برع في إلقاء المحاضرات، وامتلك عبقرية بفن الخط العربي قادته إلى جامعات عالمية عريقة، بينما وصلت أعماله إلى الكثير من المتاحف العالمية.

حرص

وذكر النابودة أن دبي للثقافة حريصة على ترسيخ العلاقات الثقافية بين الصين والإمارات، حيث قامت بتعيين مرشد سياحي صيني داخل أروقة متحف الاتحاد، ليرافق الزوار الصينيين الذين يقصدون هذا الصرح المعاصر، لاطلاعهم على واحدة من أهم مراحل التاريخ السياسي والوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف: إنه مجرد مثال يبين تقديرنا للثقافة الصينية والشعب الصيني الصديق، وهو نابع من إدراكنا للفوائد المحتملة التي تعود على فنانينا ومثقفينا من علاقات التعاون والشراكة التي يمكن إبرامها مع المؤسسات الحكومية والكيانات المتخصصة بالشأن الثقافي الصيني.

حيث تركز «دبي للثقافة» في الأيام القادمة على تفعيل الأجندة الثقافية بين البلدين، وتحليل نتائج مشاركاتها في الأحداث والفعاليات، للارتقاء بهذه العلاقة بصورة مستمرة، ومواصلة تطويرها لتحقيق أهداف التبادل الثقافي، التي تتطلع إليها قيادتنا الحكيمة.

 

Email