تنامي القطاع البالغ 8 مليارات دولار بفضل دعم تأسيس المشروعات

سوق التكنولوجيا الإماراتي يطلق فرصاً للشركات الصينية

البنية الأساساية القوية تعزز فرص الربحية للشركات الصينية من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل ازدهار القطاع التكنولوجي، وتعزيز العلاقات الثنائية مع الصين تتزايد أهمية دبي كوجهة تجارية واستثمارية جذابة للمستثمرين الصينيين الذين يتطلعون إلى فرصة الاستثمار في القطاع التكنولوجي المتنامي بسرعة في الإمارة، خاصة أن حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات والصين بلغ 50 مليار دولار تقريباً (195.8 مليار درهم) العام الماضي بحسب إحصاءات وزارة الاقتصاد.

ووفقاً لتقرير شركة البيانات الدولية، من المتوقع أن تنمو قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات المحلية في الإمارات، التي تبلغ حالياً 8 مليارات دولار (29 مليار درهم)، 5% سنوياً بين 2017 و2022. كما تسهم عوامل مثل جودة الحياة المرتفعة، وفرص التعليم الجيدة، وآفاق النمو المهني الواعدة.

وتشريعات الأعمال الداعمة في زيادة مستوى إقبال الطلاب والسياح الصينيين إلى دبي. وقد أفاد مركز دبي للإحصاء بأن عدد الزوار الصينيين ارتفع إلى 573 ألف زائر خلال الربع الثالث من عام 2017، بزيادة قدرها 49% عن الفترة نفسها في عام 2016.

وتحتل مدينة دبي للإنترنت مكانة رائدة في خضم هذه التطورات كونها مجتمع الأعمال التكنولوجي المتخصص والرائد في المنطقة، وتشمل قائمة شركاء مدينة دبي للإنترنت شركات صينية كبيرة ومهمة مثل هواوي، ويونيون باي، و«تشاينا تيليكوم الشرق الأوسط»، وشاومي.

فرص هائلة

وقال عمار المالك، المدير التنفيذي لمدينة دبي للإنترنت: «لطالما كانت الصين أحد أهم شركاء الإمارات التجاريين الدوليين. وكلنا ثقة بأن الصينيين سيجدون كماً هائلاً من فرص الاستثمار والتوظيف هنا في دبي في ظل النضوج الحاصل في قطاعنا التكنولوجي».

وأضاف: «ستشهد الأعوام القليلة القادمة تعزيز مسيرة دبي الرامية لأن تصبح قوة عالمية في الابتكار مدعومةً بالجهود الحكومية التي تسعى إلى الارتقاء بالقطاع لتحقيق مزيد من النمو، بدءاً من إطلاق شبكات إنترنت الهاتف المحمول فائقة السرعة من الجيل الخامس في عام 2019.

ووصولاً إلى الإعلان عن استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين)، التي تهدف إلى تحويل نصف التعاملات الحكومية إلى منصة البلوك تشين بحلول عام 2021. ونحن نتطلع قدماً إلى الاستفادة من هذه الفرص بالتعاون مع نظرائنا الصينيين».

وبالنسبة إلى شركة هواوي الصينية التي تعتبر عملاقة في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتصنيع الأجهزة الذكية، تعتبر السياسات التكنولوجية في دولة الإمارات داعماً حقيقياً لمساعي الشركة إلى توفير حلول شمولية وذكية تسهم في تكوين عالم أكثر ترابطاً.

بيئة مثالية

وقال لي تشيانغ يو، نائب الرئيس للشؤون العامة والاتصالات في هواوي الشرق الأوسط: «يحظى التزام المشاركة في الابتكار والمعرفة بأهمية كبرى في شركة هواوي، وتعدّ الإمارات بيئة مثالية لتحقيق تلك المبادئ الرفيعة. وأظهرت الحكومة، وشركاؤنا المحليون وعملاؤنا في الإمارات مشاركتهم معنا في رؤيتنا نحو السعي الدؤوب إلى الابتكار والاستشكاف.

وبفضل هذه المشاركة، نخطو الآن خطوات هائلة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى إيصال التكنولوجيا الرقمية لكل منزل وفرد ومؤسسة، وتحقيق التواصل الشامل بين الجميع في إطار العالم الذكي».

وأضاف: «نؤكد التزامنا بدعم أهداف القيادة الإماراتية الرشيدة الطامحة إلى تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021، في جلب أحدث التقنيات العالمية إلى البلاد، ومواصلة الاستثمار في الكشف عن المواهب المحلية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطويرها. كما نتطلع إلى إقامة تعاون مستقبلي مثمر بيننا في هذا المجال».

المدفوعات الإلكترونية

وأشار هانغ وانغ، المدير العام لمنصة «يونيون باي إنترناشيونال» في الشرق الأوسط، المزوّد العالمي لخدمات البطاقات المصرفية: «على مدى 3 سنوات متتالية، كانت الصين أكبر شريك تجاري للإمارات وتواصل التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نموها، وهذا يسهم بتعزيز الطلب على أنظمة المدفوعات الإلكترونية، وإتاحة مزيد من الفرص أمام «يونيون باي» لترسيخ حضورها في الإمارات».

وأضاف وانغ: «ستواصل «يونيون باي» تعزيز تعاونها مع الهيئات الرئيسية في الدولة، والترويج لإصدار بطاقاتها المصرفية على نطاق واسع في الإمارات، نظراً لما تحظى به الشركة من قبول واسع في أسواق الدولة.

كما ستعمل «يونيون باي» بشكل فاعل على طرح منتجاتها وخدماتها المبتكرة، بما فيها خدمة «يونيون باي» للدفع بدون اتصال مباشر QuickPass، والمدفوعات بنظام الاستجابة السريعة QR لتأسيس نظام مدفوعات آمن وملائم بين الصين ودولة الإمارات».

مقرات إقليمية

واعتبر أليكسان زانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أوشن بلو كلاود»، المزوّد لخدمات الشبكات بعيدة المدى والمعرفة بالتطبيقات SD-WAN، أن دبي تعدّ وجهة مفضلة للشركات العالمية التي تسعى لإنشاء مقرات إقليمية رئيسية بهدف توسيع عملياتها في المنطقة.

ويشترك معه في الرأي ليو تشانغ هاي، المدير العام لشركة «تشاينا تيليكوم» في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث قال: «أصبحت مكاتبنا التي تأسست في مدينة دبي للإنترنت عام 2008 مركزاً عالمياً لتطوير الأعمال مع الشركاء والعملاء في منطقة الشرق الأوسط».

Email