خطوات طموحة للريادة عززها عشق الرئيس الصيني لـ«المستديرة»

840 مليار دولار صناعة كرة القدم في الصين 2025

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت كرة القدم الصينية في السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس الصيني شي جين بينغ في تطوير هذه الرياضة التي يعشقها الملايين حول العالم.

ولا يخفي عن جميع المراقبين الرياضيين حب وعشق الرئيس الصيني لكرة القدم، الذي زار نادي مانشستر سيتي الإنجليزي أثناء رحلته الرسمية إلى المملكة المتحدة العام 2015، حيث عبر خلالها عن أمله أن تعزز بريطانيا والصين التعاون والتبادلات في مجال الرياضة بما في ذلك كرة القدم.

الصين منذ سنوات طويلة بدأت تخطط لتطوير كرة القدم، وكانت البداية بالقرار الذي أصدره الرئيس الصيني بأن تكون كرة القدم ضمن المناهج المدرسية بالنسبة لتلاميذ المدارس، بهدف تحويل الدولة إلى مركز قوة لهذه اللعبة، ما فتح الأبواب على مصراعيها لتكون الصين من الدول الطامحة إلى تطوير دورياتها المحلية ووصولاً إلى تحقيق الإنجازات على المستوى العالمي.

طويلة المدى

وأكد الرئيس الصيني في مناسبات كثيرة، رغبة بلاده في أن تفوز بكأس العالم خلال 15 عاماً، حيث تسعى الصين للترقي إلى مركز تنال فيه احتراماً عالمياً باعتبارها جزءاً من المجتمع الدولي لكرة القدم، وقد بدا الرئيس الصيني مسانداً قوياً لهذا الهدف، مستهدفاً أن تمتلك بكين بحلول عام 2025 صناعة لكرة القدم بقيمة 840 مليار دولار، وعندئذ ستكون قادرة على المنافسة على كأس العالم لكرة القدم، وسيكون الفوز به هدفها الأسمى، محدداً ثلاث محطات لتحقيق هذا الحلم، وهي استضافة بطولة كأس العالم، والتأهل إليها، والفوز بها، واضعاً خطة استراتيجية طموحة لجعل بلاده قوة رياضية عظمى في غضون سنوات قليلة، وهدفها إزالة غبار التخلف الكروي وتشجيع النشء على مزاولة اللعبة، وهي مهمة غير سهلة لأن الأسر الصينية عادة ما تفضل أن يركز أبناؤها على الدراسة بدلاً من الانشغال بالرياضة، أو أن يتعلموا حرفة بدلاً من امتهان كرة القدم

وكانت أولى ثمار هذا الاهتمام، هي الاستراتيجية التي وضعها الاتحاد الصيني لكرة القدم في العام 2016 والتي تهدف إلى تحويل الصين إلى قوة عالمية عظمى في كرة القدم بحلول عام 2050 في ظل خططها لتشجيع 50 مليون شخص على ممارسة اللعبة بحلول عام 2020.

وتشمل الأهداف الأخرى للصين توفير 20 ألف مركز على الأقل لتدريب كرة القدم، و70 ألف ملعب بحلول 2020.

تشمل الخطة أهدافاً قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، من بينها ضمان توفير ملعب كرة قدم لكل عشرة آلاف شخص بحلول عام 2030.

وذكر تقرير الاتحاد، أن الصين بحلول عام 2050 يجب أن تصبح «قوة عظمى متميزة في كرة القدم تسهم في عالم كرة القدم دولياً».

وقال، إن فريق كرة القدم للرجال يجب أن يصبح واحداً من أفضل الفرق في آسيا، في حين يجب أن يصنف فريق السيدات لكرة القدم فريقاً على مستوى عالمي بحلول عام 2030.

الدوري الصيني

هذا الدعم الكبير لكرة القدم، دفع رجال الأعمال الصينيين إلى الدخول في غمارها، خاصة أن الأندية الصينية تعد من أقوى الفرق في القارة الآسيوية، وهناك سعي كبير لكي يكون الدوري الصيني من ضمن الكبار السنوات الأخيرة.

ومن أجل ذلك، قامت الأندية الصينية بشراء عدد لا يستهان به من اللاعبين المحترفين والذين يلعبون في الأندية الأوروبية، وبمبالغ قياسية كبيرة، عكست رغبة الصين في تسليط الضوء عليها أكثر كقوة كروية لا يستهان بها في العالم.

وجذب الدوري الصيني عدداً من الأسماء التي لا يستهان بها كالنجم البرازيلي أوسكار الذي يلعب في نادي شنغهاي سيبج، واللاعب البرازيلي باولينيو الذي يلعب في نادي غوانغجو ايفرغراند، والأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي لعب في صفوف شانغهاي غرينلاند شينهوا.

استثمارات خارجية

كما قام رجال الأعمال الصينيين بالذهاب أكثر من ذلك عبر الاستثمار في الأندية الأوروبية العريقة، كنادي إنتر ميلان الإيطالي، الذي قام المستثمر التايلاندي إيريك توهير ببيع نسبة 70% من الأسهم منها 30% التي كان يمتلكها ماسيمو موراتا لسونينج مقابل 270 مليون يورو، وشراء شركة china media and capital & citic cap.،13 % من نادي مانشستر سيتي العام 2015 مقابل 345 مليون يورو، بالإضافة إلى تملك شركة «واندا» الخاصة بالملياردير الصيني وانغ جاينلين 20 بالمئة من أسهم أتلتيكو مدريد الإسباني منذ عام 2015.

هذه الاستثمارات المالية الضخمة، دفعت العديد من الأندية الأوروبية خاصة الإنجليزية إلى القيام بجولاتها الصيفية في الصين، بالإضافة إلى قيام عدد من الدوريات الأوروبية بتعديل مبارياتها الكبرى، لكي تتناسب مع التوقيت الصيني، وهذا يعد بحد ذاته نجاحاً كبيراً للاستراتيجية التي وضعها الرئيس الصيني لتطوير كرة القدم من ناحية المستوى الجماهيري، والاستثمار المالي في هذه الرياضة الأولى حول العالم.

Email