3000 مدرسة رياضية تعزز هيمنة الصين الأولمبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت الصين أن تفرض هيمنتها في المجال الرياضي بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وهذا ما ظهر جلياً في أولمبياد بكين 2008، حيث استطاعت احتلال المركز الأول، منهية بذلك الاحتكار الأميركي للدورات الأولمبية.

ويكمن السر في هذا النجاح الكبير، عبر الاهتمام الحكومي بالرياضيين، خاصة الجيل المقبل، عبر الدعم المادي، أو المعنوي، أو على مستوى العمل الإداري، وكذلك توفير البنية التحتية المتميزة من ملاعب، وصالات ألعاب، وغيرها، حيث تضم الصين أكثر من 3000 مدرسة رياضية، تخضع لإشراف الحكومة الصينية مباشرة، بالإضافة لأكثر من 20 برنامجاً تدريبياً متخصصاً، وأخرى من البرامج الفرعية. والتي تعد نظاماً فريداً في العالم حالياً.

ويلتحق الأطفال الذين يمتلكون المهارة الكافية في عدد بدءاً من عمر السادسة، وتقوم المدارس بتوفير السكن الداخلي والدعم اللازم، وذلك بالتعاون مع الحكومة الصينية، وتشمل المدارس مجموعة متنوعة من الألعاب الأولمبية المختلفة، وتعتمد البرامج التدريبية على الخطط المستقبلية الطويلة.

وعملت الصين منذ نيلها شرف استضافة الأولمبياد، إلى إطلاق عدد المبادرات الرياضية، والتي تهدف إلى بناء جيل رياضي قادر على تحقيق الإنجازات الأولمبية، ولعل أبرزها مشروع الـ 119، وهي مبادرة لحصد 119 ميدالية ذهبية في «بكين»، وبدأت المدارس العمل منذ ذلك الحين وحتى بداية الدورة. ورغم عدم حصول الصين على 119 ميدالية ذهبية، إلا أنها استطاعت تحقيق أكبر عدد من الميداليات في تاريخها بـ 100 ميدالية منها 53 ميدالية ذهبية، واحتلت بها صدارة البطولة في جدول الميداليات.

بطولات وطنية

كما تنظم الصين بطولة «الألعاب الوطنية»، وهي دورة رياضية محلية شاملة رفيعة المستوى وواسعة النطاق لعموم الصين، وتقام مرة كل أربعة أعوام. وفي الغالب تقام في السنة التالية من سنة دورة الألعاب الأولمبية. والألعاب الرياضية المدرجة في الدورة الوطنية للألعاب الرياضية، هي متماثلة من حيث الأساس بالألعاب الرياضية المدرجة في الدورة الأولمبية، سوى رياضة «الووشو»، والهدف من ذلك هو تدريب لاعبين ولاعبات جدد، واختيار أكفاء منهم لخدمة استراتيجية الأولمبياد الوطنية.

نجاحات أخرى

هذه الاستراتيجية القوية، جعلت الصين تنجح في اختبار استضافة الدورة الثانية من الألعاب الأولمبية للشباب، والتي أقيمت في مدينة نانجينغ الصينية عام 2014، بمشاركة 3808 رياضيين، من 204 دول، تنافسوا في 28 رياضة مختلفة، حيث احتلت الصين المركز الأول للبطولة، محرزة 65 ميدالية، منها 38 ميدالية ذهبية.

كما نالت العاصمة الصينية بكين، شرف استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022، لتصبح أول مدينة تستضيف الألعاب الصيفية والشتوية، حيث يرجع السبب إلى نيل الاستضافة، إلى أن الكثير من الأعضاء الـ 85 المصوتين باللجنة الأولمبية الدولية، سبق ومروا بتجربة العمل مع الصين، عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008.

خطط 2020

وتخطط الصين بشكل كبير لتكرار إنجاز 2008، في الدورة الأولمبية، التي ستستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو عام 2020، حيث قررت البحث عن المواهب الصينية في أوساط مواطنيها المقيمين في الخارج، أملاً في العثور على رياضيين واعدين يمكن الاستعانة بهم خلال الاستعداد لأولمبياد طوكيو، في "إطار عملية إصلاح غير مسبوقة"، حيث دعت الإدارة العامة للرياضة في البلاد، الرياضيين الصينيين المقيمين في الخارج، للمنافسة في دورة الألعاب الوطنية، والتي أقيمت العام الماضي، حيث ساهمت البطولة في اكتشاف عدد من المواهب الصينية، والتي تم الاستعانة بها للمشاركة في أولمبياد 2020.

وفي إطار استعداداتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في بكين، شكلت الصين فريقاً لهوكي الجليد في فانكوفر الكندية، وهو يتكون من لاعبين صينيين مقيمين في الخارج.

Email