مختصون لـ« البيان»:

علاقات البلدين قطار ذكي يعزز مصالح المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد جمهورية الصين الشعبية من الدول القلائل التي تربطها بالشرق الأوسط علاقة متزنة وقائمة على صفرية التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة التي ترتبط بمعظمها بعلاقات اقتصادية يزيد حجمها وينقص من دولة لأخرى، فالصين المسماة «التنين» ذات اقتصاد ضخم وهي دولة، أما على مستوى العلاقات السياسية فهي تكاد تكون مناصرة لكل القضايا العربية بما في ذلك القضية الفلسطينية، في المحافل الدولية، في المقابل، تحظى الإمارات العربية المتحدة بأهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة على المستويين العربي والعالمي، وسجلت الإمارات أرقاما مذهلة في الجانب الاقتصادي، فضلا عن تنامي دورها السياسي الإيجابي في المنطقة ودورها في ترسيخ الأمن والاستقرار، الأمر الذي يجعل خيوط العلاقة الصينية الإماراتية متطابقة ومثمرة.

وبحسب الكاتب الأميركي ديفيد شينكر في معهد واشنطن، فإن الصين تستورد نحو 55 بالمئة من نفطها من الخليج العربي، وهذا ما يؤكد حيوية وعمق هذه العلاقة على المستوى الاقتصادي خصوصا في ظل النمو الاقتصادي للصين الذي يتطلب المزيد من البترول.

دور أكبر

ويذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، إلى أن الصين مؤهلة لدور أكبر في المنطقة، خصوصاً في دول الخليج، حيث تبذل جهوداً ملموسة لزيادة التجارة والاستثمارات، لا سيما في قطاع الطاقة. فضلاً عن المحاولات لترسيخ اتفاقية التجارة الحرة مع دول الخليج وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة والسعودية الدعامتان الأساسيتان لدول الخليج.

وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية الصين من الناحية السياسية والاقتصادية والتاريخية، لذلك ففي العام 2010 تم افتتاح أول قنصلية إماراتية في شنغهاي لتنشيط علاقات التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي مع الصين، وإنشاء جناح ضخم لدولة الإمارات في معرض اكسبو شنغهاي الدولي 2010.

وبالفعل بعد هذا التاريخ جرى تطوير العلاقات بين البلدين بشكل منقطع النظير من خلال الزيارات المتبادلة والتنسيق على أكثر من مستوى، فعلى المستوى التجاري والاقتصادي، يمكن القول إن الإمارات أفضل شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط، وفق تصريحات المسؤولين الصينيين، وأن هنالك إمكانات هائلة كامنة يمكن استغلالها وتطويرها وتوسيع آفاقها لخدمة المصالح المشتركة للدولتين.

شراكة قوية

ويرى الاقتصادي سمير حواري أن الإمارات شهدت في الآونة الأخيرة تطورات اقتصادية ضخمة على مستوى التجارة والاستثمار والعقار، لافتاً إلى أن سمعة الإمارات تجعل دولاً عظمى مثل الصين متحمسة للدخول في شراكات استراتيجية على المستوى السياسي والاقتصادي. وأشار حواري في حديثه لـ«البيان» إلى أن الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والصين، ستنعكس على المصالح العربية ككل وليس على الإمارات فحسب، لافتا إلى أن الصين دولة لها تأثير دولي على المسرح السياسي والاقتصادي، وهذا يجب العمل عليه، وحسناً ما تفعله قيادة الإمارات في هذا الصدد.

ويرى الاقتصادي المعروف الدكتور لؤي الطيار، أن الشراكة الإماراتية الصينية ستنعكس إيجابا على المصالح العربية وليس على الإمارات فقط، ذلك أن الإمارات تعمل على مستوى المنطقة ككل، وهي البوابة ذات المصداقية الحقيقية لدى العرب والعالم الخارجي.

ويضيف الطيار لـ«البيان»، من المعروف أن الإمارات من أكثر الأسواق الضخمة للتجارة الصينية وهي منطقة عبور أيضا، بالإضافة إلى أنها سوق تجاري، وبالتالي أي تطور في العلاقات الصينية الإماراتية التجارية سيصب في مصلحة البلدين، ولعل الصين تدرك أهمية وقوة الاقتصاد الإماراتي في المنطقة.

نمو

أما الاقتصادي عبدالله المغلوث، فيقول إن وصول الميزان التجاري بين الإمارات والصين إلى 50 مليار دولار في العام 2017 يؤكد أن العلاقة بين هاتين الدولتين في طور النمو والتقدم ويمكن أن تجني الفوائد الاقتصادية لكلا البلدين، خصوصا وأن الصين لها أهلية ومقبولية في السوق الإماراتي والعربي عموماً. ويضيف لـ«البيان» أن المراحل القادمة من المتوقع أن تكون أكثر تنسيقا بين الطرفين، خصوصا في ظل التوجه الإماراتي الذكي لتنوع السوق الاقتصادي، لافتا إلى أن الإمارات تحظى بسمعة تجارية دولية نادرة، مبينا أن الصين شريك استراتيجي قوي.

مقدرة

يؤكد الخبراء أن الإمارات العربية المتحدة، قادرة على جذب العديد من دول العالم إلى الشرق الأوسط اقتصاديا وسياسيا، باعتبارها دولة تمتلك منظومة من القوانين الاقتصادية الذكية وسوقاً جاذباً للتجارة والاستثمارات.

Email